• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

هدايا تكرهها النساء!

هدايا تكرهها النساء!
الورود الحمراء وأدوات التجميل.. تحمل الهدايا معاني كثيرة ودلالات كبيرة، فهي تقوي أواصر المحبة، وتعزّز المودة بين الشريكين، كما أنّها دواءٌ فعال لعلاج المشكلات والخلافات العائلية. تُعدُّ الهدايا أفضل وسيلة للتعبير عن المشاعر والأحاسيس لدى الجنس اللطيف، ولأنّ المرأة كائن عاطفي ورومانسي حالم، فهي تنظر إلى الأمور بقلبها، خاصة عندما يتعلق الأمر بشريك حياتها، وقلما نجد امرأة عقلانية لا تسيطر العاطفة على الجزء الأكبر من أحكامها. تشكل الهدية التي يقدمها الزوج لزوجته نوعاً من الإرضاء العاطفي لها، كونها أداة للتعبير عن مكنونات قلبه اتجاهها، وحتى لا تفقد قيمتها أو تتلاشى أهميتها، يجب أن يختار الزوج هديته بما يتناسب مع ميول زوجته، آخذاً بعين الاعتبار أنّ المرأة تنظر إلى الهدية بصفتها المعنوية، وتحاول أن تترجمها إلى رسائل حبٍّ واشتياق أو تبريرٍ واعتذار، وربما تكون رسائل شكرٍ وامتنان، معتمدة في ذلك على صفاء الأجواء الأسرية المحيطة وعلى مزاجيتها كونها من عائلة حواء، وهنا يأتي دور الذكاء الاجتماعي عند الرجال لتوظيفه في اختيار الهدية. ربما يصعب إحصاء الهدايا التي تحبها المرأة؛ لذلك آثرنا الوقوف عند الهدايا التي تكرهها..   ساعات: للوهلة الأولى تبدو كل الهدايا محببة عند النساء، ولكن الفكرة تكمن في أن ما تراه بعض النساء تقليدياً ومملاً تراه أخريات مثيراً ومدهشاً. بهذه العبارات بدأت سمر إجابتها عندما سألناها عن الهدية التي تكره أن يقدمها لها شريك حياتها: كل الهدايا جميلة تفرح قلب المرأة وتسر خاطرها، إلا أنني لا أحب الهدايا التقليدية كالساعات مثلاً فهي تشعرني بالوقت، ولا تبهجني، وعلى الرغم من هذا أجد نفسي مجبرة على التظاهر بالسعادة عندما يحضر لي زوجي ساعة، فأنا أفضل أن تكون هديتي مميزة لا مثيل لها.   أدوات التجميل: تجد المهندسة علياء أنّ الهدايا تفقد قيمتها إن لم تتناسب مع ميولها، لا سيما المادية منها "صحيح أنني أعشق الهدايا لكن ليس كل الهدايا، فأنا أكره أن يحضر لي زوجي أدوات تجميل، لأنّه قد يخطئ في اختيار النوع الذي يناسبني، ربما لو كانت من صديقتي لكانت الفكرة مقبولة، لكن أدوات زوجي في التعبير يجب أن تكون مختلفة عن أدوات التجميل".   ثياب: أما عفراء، وهي تعمل في مجال التصميم لا تحب أن يهديها زوجها ثياباً، الثياب تحتاج إلى دقة في الاختيار من حيث المقاس واللون والطول والتصميم، وأنا لا أحب أن أرتدي إلا الثياب التي أختارها بنفسي، وأعتقد أنّ الثياب حاجة دائمة ولا تصل أن تكون هدية بين زوجين، فأنا أعشق ما هو غريبٌ وبعيد على المألوف، وتوافقها الرأي فاتنة التي تقول: لا أثق بذوق أحد في اختيار ثيابي، فأنا أقدر على اختيار ما يناسبني حتى لو كانت هذه الهدية من زوجي في المستقبل، أفضل الهدايا القيمة كالمجوهرات والحلي، وأكره أيضاً الأقلام وأدوات التجميل.   كتب وأقلام: ليس لأني لا أحب الثقافة.. أكره أن يهديني زوجي كتاباً، الكتب على اختلاف أنواعها هدايا قيمة ولكنّي لا أحبها، ففي إحدى المناسبات الخاصة أحضر لي زوجي كتاباً عن فن الطبخ، وكأنها رسالة لي لتحسين أدائي في المطبخ، وفي مرة أخرى أحضر لي كتاب مفاتيح النجاح، وفي كلتا المرتين لم أستطع إلا أن أبدي اهتماماً، هذا ما قالته سمية. وتؤيد الفكرة المدرسة أمل و تقول: كوني مدرسة فهذا لا يعني إطلاقاً أنني لا أفرح إلا برؤية الكتب والأقلام فهي أكثر ما يزعجني مهما بلغت قيمتها المادية أو المعنوية، أحب الأشياء الغريبة التي لا أتوقعها وإن كانت بسيطة، فقبل الزواج كانت هدايا زوجي أكثر رومانسية، وبدأت رومانسيته تتلاشى تدريجياً.   تقنيات: وترى سهاد أنّ الوسائل التقنية كالهاتف وأجهزة الكمبيوتر هدايا لا روح فيها، وتقول: الهدية تعبير رقيق عن عاطفة الزوج تجاه زوجته وهي ليست أداء واجب مرتبط بمناسبة أو تقاليد وإنما مبادرة ذاتية من الزوج أو الزوجة، لإضفاء مزيد من الحب على علاقتهما. أنا لا أفضل تبادل التقنيات كهدايا بين الزوجين لأن كل شيء في وقتنا الحاضر أصبح يقاس بقيمته المادية، ولا أحب أن تقاس علاقتنا الزوجية بهذا المقياس. وتبدو معاناة مريم من نوع مختلف "أنا لا علاقة لي بعالم التقنيات، فبالكاد تعلمت استخدام الأشياء الضرورية في الموبايل، والمفارقة هي أن آخر هدية قدمها لي زوجي هاتف محمول، وكأنّه يريد إجباري على اقتحام هذا العالم الممل والبعيد كل البعد عن اهتماماتي".   أدوات كهربائية: تقول المهندسة سلافة: لا أحب أن يُحضر لي زوجي مجموعة أواني طعام فاخرة في عيد زواجي مثلاً، أو أن يفاجئني بخلاط كهربائي في عيد ميلادي، فأواني المطبخ والأدوات الكهربائية حاجات منزلية، أما أنا فأحتاج إلى أشياء أكثر خصوصية، تجدد حياتي وتشعرني بأهميتي كامرأة وشريكة حياة. في حين أنّ الفنانة التشكيلية خلود فتعلّق "كل ما يخص المطبخ، لا يحرك شعوري بالحب، وإنما يحرك إحساسي بالجوع، وفي هذا الإطار أود أن أذكر الرجال بما يقوله توني بوزان المعروف بأستاذ الذاكرة "إذا كنت تريد أن تعلق هديتك بالأذهان، ونتيجة لذلك تعلق أنت ذاتك بالأذهان؛ فحاول أن تجعلها بارزة ومختلفة، كأن تكون مثلاً باقة ورد متميزة، أو حلية صغيرة، ولا يلزم أن تكون مثل تلك الهدية بالغة الضخامة، أو باهظة الثمن، بل إن أي شيء يوضح أنك كنت تفكِّر في شريكك وفيما يحب وهو ما يفي بالغرض".   الورود الحمراء: بروح من الدعابة أجابت نادين عن سؤال ما الهدية التي تكره أن يدقمها لها زوجها، وقالت "كل الهدايا التي تحبها صديقاتي لا تثير اهتمامي، أهم شيء أن تكون هديتي مختلفة في الشكل والمضمون، وألا تتكرر أبداً، لذلك قلما أشعر بالفرح عند ما يحضر لي زوجي ورداً أحمر، لأنّه الأداة التي يختارها معظم الرجال للتعبير عن الحب أو للتظاهر به، ربما أكون أكثر سعادة لو أحضر لي زوجي ورداً أسود!". في حين أن سمر (غير متزوجة) تكره الورد الأحمر، لأن قيمته تنتهي عندما يذبل، وهي تفضل الهدايا التي يمكن الاستفادة منها، وتدوم لوقت أطول.   العطية: أجمل ما في الهدية أن تكون غير متوقعة ومفاجئة، فهدايا المناسبات متوقعة وغير مفاجئة، إلا إذا سقطت الهدايا من قاموس الحياة الزوجية وهذا وارد، أنا أكره اختياري.. هكذا قالت وفاء، "ولكن ليس اختياري لزوجي وإنما للهدايا التي أقدمها لنفسي، ففي معظم الأحيان يطلب مني زوجي أن أرافقه لاختيار هديتي، وهذا الأمر يزعجني ويفرحني في آن واحد، فأنا أحب الهدايا التي لا أتوقعها". ونفس الشعور يراود عائشة التي مازالت في طريقها إلى القفص الذهبي "يعطيني خطيبي النقود، ويطلب مني أن أشتري هدية لنفسي، عذره في ذلك أنّه لا يعرف ما الذي يناسبني، وإذا قرر أن يفاجئني يحضر لي مأكولات وحلوى، مع العلم أني أتبع حمية غذائية لأحافظ على وزني قبل الزِّفاف، لا أتخيل ماذا يمكن أن يهديني في المستقبل".   غياب الهدية: أما الجزء المضيء في الموضوع والذي يسهل الأمر كثيراً على الرجال، هو أن غالبية النساء لا يكرهن أي نوع من الهدايا، وإنما يثير سخطهن غياب الهدية وارتباطها فقط بالمناسبات التي اعتاد الناس تبادل الهدايا فيها؛ كأعياد الميلاد وعيد الزواج والأعياد الدينية. فعلى سبيل المثال تقول هند: يقال علاقة الحب التي تتغذى على الهدايا لا تشبع أبداً وأنا أؤيد هذه المقولة، لأنّها تعني مجازاً ومن وجهة نظري التجديد الدائم وقتل الروتين الذي تتسم به الحياة بين الشريكين في ما بعد الزواج، لذلك أرى كل الهدايا جميلة، بغض النظر عن ماهيتها وزمانها" أما ديمة فترى أن كل ما يقدمه لها زوجها جميل، يكفي أنّه يتذكرني بشكل دائم ويحضر لي الهدايا في الأيام العادية والمناسبات، ولا أشك في ذوقه، فهو من اختارني لأكون شريكته بالحياة، على حدّ تعبيرها. ويبدو أن وجهة نظر د. جون غراي المتخصص في العلاقات الزوجية مشابهة لوجهة نظر النساء فهو يقول "عند المرأة خزان للحب وهذا الخزَّان لكي يمتلئ إلى حافته يحتاج إلى كثير من الأشياء الصغيرة، والكثير من التعبير عن الحب، وعندما يمتلئ خزان الحب لدى المرأة، تشعر بحب شريكها لها، ما يمكّنها من التعامل بمزيد من الحب والثقة، والتقبل والتقدير، والإعجاب والاستحسان والتشجيع، وهي كلها أشياء يحتاج إليها الرجل لتنجح علاقته بشريكته".

ارسال التعليق

Top