• ٢٠ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

ولعبنا لعبة القطة والفار..

ولعبنا لعبة القطة والفار..

أعجبتني حالما رأيتها. إنً هناك لحظات في العمر يشعر فيها الإنسان بأن صبره لم يكن جرياً وراء وهم وخيال، بل كان تمهيداً منطقياً للفوز بما كان يمنًي النفس به. إن هيفاء هي من كنت أريد،وقد عثرت عليها اخيراً ولم اترك للمزيد من الوقت أن يضيع. لقد فاتحتها بإعجابي ورحت أستشف ردود فعلها. إنَ من حق بنات الناس أن يتدللًن ويتمنعن وألاً يتهافتن على العريس من أول طرقة باب.تركت لها الوقت للتفكير والتروَي والتعرف إليً، والسؤال عن أصلي وفصلي وأحوالي.وكنت خلال ذلك ألتقيها في محيط عائلتي،أو مجموعة من الزملاء والزميلات، وأنجح في الانفراد بها لكي أتبادل و إيًاها تلك العبارات العذبة التي لايجود بها الخاطر إلا قبل الزواج. إنها تصغي إليً وتبتسم ولاتصدًني، لكنها لاتبل ٌ ريقي بجواب واضح ومحددً،وأعود من لقائي بها وأنا لا أعرف هل هي موافقة أم رافضة أم مازالت تفكر.أسأل صديقتنا المشتركة دليلة فتقول لي:"امنحها مزيداً من الوقت". وقد عملت بالنصيحة، وصبرت على الأسابيع وهي تمرٌ،ودخلنا في الأشهر، وأنا مثل صارية مركب يلعب به الموج،أميل يميناً فتعدلني ابتسامتها،وأجنح يساراً فتعيدني نظراتها إلى مكاني في الوسط. ماحكايتها؟؟ إنً هيفاء تلعب بي، أو في أحسن الأحوال تلعب معي لعبة القطة والفأر وتمد لي الحبل لمسافة قصيرة، حتى إذا مددتى كفًي للتشبًث به سحبته إلى ناحيتها وتركتني أقبض على الريح.ودليلة حائرة بيننا،تتعاطف معي وتستمع لشكواي وتتفهم ضيقي وتطالبني،مجدًداً، بأن أصبر.وقداستمعت لها مطوًلاً حتى باتت قريبة منًي وأليفة ودافئة وحنوناً. إنها الفتاة التي ماكان يمكن أن تلفت انتباهي لولا أنها صديقة هيفاء، الفتاة التي مال إليها القلب.آهٍ من هذا القلب الذي لايعرف الاستقرار ويبحث عن مرفأ آمن.. وأظنٌ أنني قد عثرت عليه وسأرسو عنده وأبني  حياتي المقبلة.أمًا لعبة القطة والفأر فلم تعد تناسبني.ومع هذا،أبقى مديناً لها بأنها دلًتني على الشخص المفتقد. 

 

وطار قبل أن أقبض عليه..

 

من دون لف ولا دوران،استوقفني هلال وألقى أمامي خطابه المنمًق الذي يبدو أنه استعد له خير استعداد.قال إنه معجب بي،وقد كان يبحث عني، طيلة حياته السابقة،وقد عثر عليً أخيراً ولن يدعني أفلت منه.  إنه يريدني زوجة له وسيتفضًل ويدعني أفكر في الأمر. وأضاف بكل ثقة،إنه مستعد لأن يعطيني وقتي في التفكير ومشاورة الأهل.ماحكاية هذا الرجل المغرور؟؟هل يظن أن الإعجاب من طرف واحد او القرار من طرف واحد يمكن أن يسري عليً؟ لاشكً في أنه لايعرفني بعد،لاأدري ما الذي جعلني أرتاح لطريقته المباشرة في عرض مشاعره،وثقته المفرطة بنفسه.لهذا،لم أردعه ولاقطعت عليه الطريق.إنً فيه أشياء جذابة كثيرة لم أجدها في غيره ممًن تقدموا لي ورددتهم خائبين.وعندما سألت صديقتي دليلة عنه،ردًت بعبارات إيجابية وقالت عنه كل خير.مع هذا،واصلت تحفظي معه ولم أترك نفسي على هواها.إنً الرجال لايحبون البنات الخفيفات.وأنا لست متثاقلة لكن الدلال يليق بي،ومن حقي أن أترك المتقدم لي يواصل السعي ويكرر الطلب،قبل ان أشير إليه بإشارة الإيجاب.وكان كلما ألحً في الحصول على جوابي،بالغت في غموضي وتمنًعت عن الرد.وكان المسكين يذهب إلى دليلة ويسألها عن مزاجي،ويطلب منها أن تجسً نبضي،ويشكو لها هيامه بي ورغبته في إنهاء القضية كما يرغب ويشتهي.لماذا عليً أن أنصاع له بهذه السرعة؟؟ وماذا سيحدث لو انتظر شهرين وثلاثة؟إنً لعبة الكر والفر تروق لي وترفع من معنوياتي وتزيد من إحساسسي بتفوقي.  وهي ذكريات سنرويها لأطفالنا،ذات يومٍ،ونضحك ونحن نستعيد كيف حفيت قدما أبيهم وهو يجري وراء أمهم.ماهذا الذي أسمع؟وأين ذهب هلال؟وأين اختفت دليلة؟لاشك في أنً الحسًاد والحاسدات يحاولون إيذائي بالزًعم أن خطيبي قد خطب صديقتي. أعرف انه ليس خطيبي،  بعد،لكنه في حكم الخطيب والكل يعرف أنه كان يفعل المستحيل لكي يفوز بي.هل يمكن أن يفعل بي ، أنا،هذه الفعلة؟هل يغدر بي ويطير منًي قبل أن أقبض عليه تماماً ويذهب ليحطً على غصن من؟ أعز صديقاتي!! لست غبية لكي أبكي عليه،على الرغم من أنً قلبي يؤلمني،لكنني لن أعيد درس المماطلة ثانية...لأنني لست غبية.

ارسال التعليق

Top