تكثر الوعود والعهود قبل الزواج، فيشعر الطرفان وكأنهما سيدخلان الجنة التي لطالما حلما بها، وليس "القفص" الذهبي كما أطلق عليه الذين تزوجوا من قبلهما، ويعتبر الحب هو العمود الفقري للزواج، فإن غاب تحولت المشكلات إلى حروب زوجية، واختلاف وجهات النظر إلى صراع بين ملكين يتقاتلان للوصول إلى سلطة البيت. وهنا تقول الكاتبة ناتالي كاليفور دبرني "إنّ القدرة على احتمال الزوجين أحدهما للآخر هي الدليل الوحيد على الحب". لذا فالحب ضمانة الزواج، وتحقيق العهود والوعود المتبادلة بين الطرفين.
وأشارت دراسة للباحث مات دوكزمينسكي، إلى أنّ الحب لا يكتمل إلّا من خلال تقاسم الوعود وتشارك الأحلام والعهود مع الزوج، خاصة أنّ الزواج هو علاقة عاطفية متنامية ويجب أن تتطور مع الأيام، ويجب العمل على تنميتها تماماً كما نروي الأشجار والنباتات كي تعيش، تكبر وتنمو. وتختلف الوعود بين ثنائي وآخر. لكن هناك وعوداً أساسية يجب أن يقطعها كلّ طرف على نفسه وعلى الشريك، وعليه أن يصدق بها ويحققها كي يحافظ على الحب ويحمي المؤسسة الزوجية من أي انهيار أو تأثيرات سلبية للعوامل الخارجية التي تواجه الأزواج بشكل يومي. مجموعة الوعود مؤلفة من 15 وعداً، على الأزواج الساعين للنجاح واستمرارية الحب أن يصدقوا بها ويعملوا على تحقيقها حتى آخر حياتهم.
1- الإصغاء:
قبل كلّ شيء، يجب أن تصغي للشريك ويصغي لك، تشاركا هذا الوعد واجعلاه عهداً بينكما. بالإصغاء والتفهم يمكنكما حماية الزواج وتحصينه. فالإصغاء إلى الآخر يعني سماع كلامه وتحليله وتفهمه، وعندما نفهم الآخر يمكننا أن نجد حلولاً مشتركة وصيغة للتفاهم بهدف الحفاظ على العلاقة.
2- التعلّم:
الزواج المثالي لا يعني أن يقوم الطرفان بتغيير شخصيتيهما وصناعة شخصية جديدة مختلفة تناسب الشريك لكنها لا تناسب الفرد نفسه ولا تعبر حقيقة عن شخصيته. لكن أن تعد الشريك بالتعلّم، فهذا هو الحب الحقيقي، أن تتعلم كيف تحب الشريك، كيف تحميه، كيف تساعده، كيف تحافظ عليه. وكيف تكون دائماً الشخص المثالي الذي يبحث عنه من دون التخلي عن شخصيتك وروحك الأساسيتين.
3- تحقيق الذات:
"أعدك بأن أساعدك في تحقيق ذاتك، وأن تكون كما ترغب أن تكون وكما تستحق أن تكون، هذا الوعد دليل على الحب العظيم وعلى الرغبة في رؤية الشريك ناجحاً وسعيداً". وهذا وعد يقرّب المسافة بين الزوجين ويزيدهما تفاهماً. لذا قم بالمجهود المطلوب للصدق بهذا الوعد ولتكون شريكاً في تحقيق الشريك لطموحاته وأحلامه.
4- النضج:
قبل أن تعطي هذا الوعد للشريك، أعطه لذاتك، حيث يجب أن تعد نفسك بالنضج والتهيؤ لكلّ مرحلة جديدة في حياتك. الزواج يحتاج إلى نضج يكفي لأن ينتقل الإنسان من مرحلة الفرد إلى مرحلة الثنائي، وبعد الزواج يجب ألا يتوقف الإنسان عن النضج والتطور كي لا يقف عقبة في حياة الشريك، بل يكون شريكاً في النجاح والتقدم.
5- تحقيق المصلحة المشتركة:
المصلحة المشتركة في الزواج فوق كلّ مصلحة، فلا وجود لمصالح أطراف خارجية ولا حتى مصلحة شخصية. وهذا الوعد يضمن العمل من أجل الزواج، والتضحية من قبل الطرفين لإنجاح حياتهما معاً، وتحقيق المثالية في الزواج. المرأة بعد الزواج ليست مُلكاً لنفسها بل هي شريك في حياة الرجل الذي اختارته، وكذلك الرجل، لا يمكن أن يكون أنانياً في الزواج، لأنّه الزوج المسؤول والأب المضحي.
6- التفرغ للشريك:
إنّ الإخلال بهذا الوعد هو السبب الرئيسي في معظم حالات الانفصال في العالم. بالنسبة للمرأة، سرعان ما تضع الأبناء أولوية عند الإنجاب، وتهمل نفسها والزوج من أجل أبنائها وهذا يعتبر سلاح دمار شامل للعلاقة الزوجية. أما الزوج ومع كثرة المسؤوليات عليه، فإنّه يتحول إلى أب مسؤول عن أسرة وينسى دوره كزوج، ويبدأ باتباع نظام الخروج بصحبة الأصدقاء في أوقات الفراغ للتخلص من المسؤوليات.
7- الفريق الواحد:
هذا الوعد يعني أن تعملا معاً في تحقيق كلّ ما يحصنكما، مهما بدأ لكما بسيطاً وغير مهم، كأن تذهبا للتسوق معاً، وتعدا الطعام معاً، وتضعا الخطط، وتنفذا الخطة الاقتصادية معاً لأنّها ليست مسؤولية الرجل فحسب. ويجب ألا تستخدما أسلوب التقسيم وتوزيع المهام، أنتما زوجان تعيشان حياة واحدة وفي بيت واحد، ومن أجل مستقبل واحد تصنعانه من خلال حاضر واحد وقائم على ماض مشترك.
8- الخصوصية:
هذا الوعد موجه للمرأة التي تخبر صديقاتها بكلّ أسرارها الزوجية، والرجل الذي يجعل أُمه تعرف كلّ تفاصيل بيته الخاصة. يجب أن تتبادلا الوعد بالمحافظة على الخصوصية، وترك الأصدقاء والآباء بعيدين عن حياتكما الزوجية، فلا تتذمري من زوجك أمام الصديقات، ولا تتحدث بسوء عن زوجتك أو تنتقدها أمام والديك. اتركا بعض المسائل شخصية بينكما وأبعدا الجميع عنها.
9- الاهتمام:
عندما تحب الآخر بصدق، تشعر وكأنّك تريد تحقيقق كلّ أحلامه ورؤيته فرحاً ومبتسماً طوال الوقت، لذا على الشريكين أن يعد أحدهما الآخر بتقديم الاهتمام الكافي والحرص على تحقيق أحلامهما واهتماماتهما الشخصية. من جهة أخرى، فليبادر كلاكما بشراء تذاكر لحضور حفل يحبه الشريك، أو المشاركة في حدث طالما رغب به.
10- الفخر بالشريك:
لا تتوقفا أبداً عن التعبير عن حبكما أمام الناس. امسك يدها في الشارع. وأخبري أصدقاءكما والعائلتين كم تحبينه. فهذا الكلام الجميل والتعبير عن الحب باحترام يقوي العلاقة بينكما ويحمي زواجكما من أي مشكلة أو أزمة. فما من شيء يفرح قلب المرأة أكثر من حب زوجها لها أمام الناس، وما من شيء يطمئن قلب الرجل أكثر من فخر زوجته به أمام الآخرين.
11- الحفاظ على الشريك:
لا تضمن حب الشريك لك أبداً، فهذا سيجعلك تتقاعس عن القيام بواجباتك للحفاظ عليه وحماية زواجكما. حاول دائماً أن تتصرف وكأنّك أمام امتحان إمّا أن تنجح من خلاله بكسب قلب الشريك، أو أن تخسره في حياتك. فالزواج لا يعني أنّنا حصلنا على حب حياتنا، بل هو مرحلة أولى تفسح أمامنا المجال للعمل بمجهود بهدف الحفاظ على الشريك وعدم خسارته.
12- قتل الملل:
"أعدك ألا تشعر بالملل بعد الزواج". لا يكفي أن تعدا بعضكما بعضاً بهذا الوعد، بل المهم هو تحقيقه. وهذا يكفي في إضفاء الحيوية والنشاطات على حياتكما الزوجية، فلا تقعا ضحية الروتين القاتل، حاولا السعي دائماً إلى إضافة التوابل إلى حياتكما اليومية، وهذا لا يحتاج إلى مجهود كبير ولا إلى وفرة في المال. اذهبا في نزهة ليلية مفاجئة، أعدا الطعام لعشاء رومانسي، ابتعدا عن مشاهدة التلفزيون كلّ مساء، تعلما لغة جديدة.
13- الوفاء والحب:
الزواج يعني الاكتفاء بشريك واحد مدى الحياة، وهذا يتطلب وفاء وعقلانية. ابتعدا عن الخيانة مهما كانت وتحت أي إطار أتت. تعهدا وأصدقا في العهد بالوفاء والإخلاص والحب مهما اختلفت الظروف وتغيرت الأحوال. الخيانة تدمر الحياة الزوجية وتدمر نفسية الشخص الآخر طوال حياته، فلا تكونا سبباً في آلام الآخرين وعذاباتهم كي لا تخسرا زواجكما ومصداقيتكما.
14- احترام الآباء:
أعدك بأن احترم والديك! إنّها العبارة السحرية في الزواج. وهنا ليس مطلوباً أن يقع كلّ منكما في حب أفراد عائلة الآخر، بل أن يحترم كلّ منكما أسرة الشريك وتحديداً الأبوين، كتعبير عن حبه للشريك. إنّهما سيكونان أجداد أبنائكما، ويجب أن يحترما ويقدّرا لأن احترامهما من حب الشريك، وتقديرهما هو شكر للشريك على كلّ شيء.
15- العمل لتطوير العلاقة:
الزواج هو علاقة متطورة لا تقف يوماً، بل تحتاج إلى عمل مستمر لتطويرها مع تطور الأيام. وذلك من خلال التفكير الدائم بالشريك، بأحلامه، بأمنياته، حمايته من المخاطر، تقديم النصائح المناسبة، مناقشته، احترام رأيه، تقدير أفعاله المختلفة وتضحياته، والقيام بكلّ ما يجب عليكما لتطوير العلاقة وتوطيدها.►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق