• ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

اختبري قدرات طفلك السمعية والكلامية

* سمية خالد

اختبري قدرات طفلك السمعية والكلامية

يتطلّع الوالدان دائماً بلهفة شديدة إلى سماع أوّل كلمة ينطق بها طفلهما، ويظل صدى الكلمات الأولى في أذنيهما طويلاً يملأ الدنيا من حولهما بهجة وسعادة، ولكن الأمر يجب ألا يقتصر على مجرد الفرحة لسماع تلك النبرات البريئة، إذ ينصح الخبراء والمتخصصون بضرورة الإلتفات لمثل هذه الأصوات ومراقبة توقيتها وتطورها، فهذا يساعد على الإطمئنان على سلامة قدرات الطفل أو إكتشاف وجود أي قصور في وقت مبكر، فكيف يمكن للأُم القيام بهذا العمل خاصة مع أوّل طفل؟

يقول الخبراء بأن كل أُم بإستطاعتها أن تختبر قدرات طفلها السمعية والكلامية، وذلك من خلال مراقبة أمرين، هما: رد فعل الصغير للأصوات وكيفية محاولة الطفل الإتصال بالآخرين. ولابدّ من الأخذ في الإعتبار أن لكل طفل ظروفاً أسرية ووراثية خاصة تؤثر على سرعة النطق أو تأخره، كما أنّ هناك علامات مميزة للقدرات الكلامية خلال كل مرحلة من مراحل نمو الطفل، والقاعدة العامة هي أنّ الطفل الذي لا يستطيع النطق ببعض الكلمات البسيطة مثل (بابا) أو (ماما) رغم بلوغه الشهر الثامن عشر من العمر، فلابدّ من عرضه على الطبيب المتخصص. وإذا بلغ الطفل عامه الثالث واقتصرت حصيلته اللغوية على أقل من عشر كلمات، فيلزم إخضاعه للبحث الطبي لمعرفة قدرته على السمع والنطق. أمّا أفضل الوسائل التي تعلم الطفل النطق السريع، فهو الكلام المستمر معه، وبعبارات واضحة وليس بأصوات المداعبة، كما أنّ الحديث مع الصغير خلال تغيير ملابسه أو إطعامه يساعد على تعليمه أسماء الأشياء، ويزيد تعلقه بمن حوله مما يحفزه على محاولات الكلام ويساعده على إلتقاط المخارج السليمة للألفاظ. ويجب الحذر من اتخاذ أخطاء النطق لدى الصغير كمادة للدعابة والضحك، بل يجب تشجيع الصغير على معرفة الأسماء والنطق الصحيح، وينصح بعدم زجر الطفل، إذا استرسل في الحديث والذي يكون في معظم الأحيان غير مفهوم، بل يجب إظهار الإهتمام وإظهار حسن الإستماع والمشاركة بالتأييد لقوله من وقت لآخر.

وحتى يتسنى للأُم مراقبة سلامة قدرات طفلها، فإنّه من المفيد لها مراقبة الطفل المولود ورد فعله الطبيعي لدى سماعه الأصوات العالية إعتباراً من الشهر الأوّل، وفي الشهر الثاني يبتسم عند ملاطفته، وفي الشهر الثالث يبدأ في إصدار الأصوات، وفي الشهر الرابع يحاول الإلتفات إلى جهة مصدر الصوت العالي، وفي الشهر الخامس يفعل نفس الشيء حتى إذا كان الصوت خافتاًن واعتباراً من الشهر السادس يزداد رد فعله للأصوات ويبدأ في فهم معاني بعض الكلمات التي توجه إليه، مثلاً: (لا تفعل).. ومع حلول العام الأوّل يستطيع تنفيذ بعض التعليمات البسيطة، مثل: إلتقاط صحيفة وإن كان قد يحتاج إلى مساعدته بالإشارة، وقبل إتمام العامين يستطيع تمييز ومعرفة أسماء بعض أعضاء الجسم أو أجزاء الوجه.

المصدر: مجلة الطاهرة/ العدد 97

ارسال التعليق

Top