إنّ من أهم أسباب الخلاف بين الزوجين، هو إضطراب الشخصية عند الزوج العصبي، والإفتقار إلى علاقة زوجية سليمة بين الزوج والزوجة، وبالتالي يختل التوازن في العلاقة الزوجية.
وهناك الأمراض النفسية التي يصاب بها أحد الأبوين أو كليهما، مثلاً الشخصية المبتلية بمرض الوسواس والتي تتصف بتقلّب الرأي والعناد وعدم التسامح، والشخصية الإنطوائية التي تتميّز بالصمت وعدم القدرة على التلائم مع المجتمع المحيط، وهناك العواطف السلبية الناجمة عن عدم التوافق النفسي والإجتماعي والثقافي والعقائدي.
هذه هي أهم أسباب الخلافات الزوجية وإذا أهملت هذه الخلافات نتجت عنها مضاعفات وخيمة تؤثر على جو الأسرة.
ويترتب عنه الإحساس بفقدان الأمان عند الطفل، والشعور بالقلق، ويظهر هذا في عدّة أشكال مثل العصبية والسلوك العدواني، وتصاحبه بعض العادات السيِّئة مثل الكوابيس الليلية.
وتتطوّر هذه الأحاسيس في سن المراهقة بحيث يجنح المراهق إلى السرقة والكذب، فكل عرض ينشأ بفعل الخلافات الزوجية ويزول بزوال الأسباب.
وينصح علماء التربية عند نشوء بعض الخلافات بين الأب والأُم، عدم إظهارها أمام الطفل حتى لا يتأثر بها، وتتأثر بالتالي حالته الصحية والنفسية.
فالخاسر دائماً من الخلافات الزوجية هو الطفلن وهو لا ينظر إلى هذه المشاكل كما ينظر إليها والديه، فالأبوان يتناسيان وجود الطفل في البيت ولا يراعيان مشاعره عندما تدب بينهما الخلافات، فتبقى صورة ذلك في خاطره تؤثر على تكوينه وتصرّفاته.
وعلاج ذلك حتى لا يدفع الطفل الثمن، هو أن يكون هناك تفاهم دائم بين الزوجين، وأن يسود الإحترام علاقاتهما أمام الأطفال، وعلى المرأة أن تعرف واجباتها تجاه أطفالها وزوجها، وخصوصاً في بداية حياتها الزوجية. كما يفترض بالرجل تفهّم الأمور على انّها أخذ وعطاء، ولا شكّ أن من الضروري إعطاء الفرصة للمرأة لأن تبدى رأيها، وفتح باب للحوار بينهما في كل قضية يختلفان عليها. ويجب أن لا ننسى أنّ الحياة العاطفية والإجتماعية تلعب دورها في حل خلافات الزوجين، فالطرفان بحاجة إلى الحنان والعطف من الطرف الآخر، ولا ننسى إنّ نجاح الرجل يعتمد في الدرجة الأولى على جهد المرأة، فيجب أن تبذل أقصى جهدها لإنجاح زوجها، وكذلك على الرجل أن يقدّر زوجته ولا يغفل التفاوت في العمر ولا الثقافة بينهما حتى يصلا إلى نقطة التفاهم ويضمنا العيش بمحبة ووفاق.
وبدون أن يدرك كل من الزوج وزوجته، دوره في عالم الأسرة الصغيرة، ومن غير أن يكون كل منهما متعاوناً ومتفهماً لتفاصيل رحلتهما الطويلة، ومن غير أن يتأكّد كل منهما إنّ حياتهما الشخصية لم تعد ملكاً لهما فقط، بل إنّ الأطفال يشاركون بها ويتأثرون بسلبياتها وإيجابياتها، فإنّ الزوجين يقعان في خطأ كبير، ينعكس على الطفل الذي لا يمكن أن يكون سعيداً وناجحاً إلا بقدر ما كانت علاقة الوالدين سعيدة وناجحة.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق