لكل بشرة بريقها الجذاب ولكن قد يتغير هذا البريق كلما تقدمت في العمر، فيظهر النمش وتزداد الحبوب السوداء ويتغير لون البشرة، لذا قد نلجأ إلى تفتيح البشرة، ولكن ماهي الطريقة الآمنة إذا قررت اللجوء إلى تفتيح البشرة؟ سؤال توجهنا به إلى الدكتور محمد شلبي استشاري جراحة التجميل وعضو كلية الجراحين الملكية البريطانية.
يبدأ د. شلبي حديثه قائلاً: تلجأ السيدات إلى تفتيح البشرة، لاستعادة البريق الأبيض الجذاب، وتوجد عدّة طرق مختلفة لتلك العملية، ولكن إذا كانت المرأة ترغب في الحفاظ على البشرة الفاتحة، أو ترغب في تفتيحها عدة درجات فيمكن أن يحدث ذلك بداية بتجنب التعرض للشمس، لأنّها تحرض تشكيل الصباغ في الجلد، أما إن كان هناك ضرورة للتعرض للشمس فيمكن استعمال واقيات الضياء، وهناك مستحضرات حديثة للجلد الحساس مكتوب عليها ذلك، وهو جيد كوقاية ولكنه ليس علاجاً، وتعتمد أكثر العلاجات المفتحة على تثبيط إفراز الميلانين، وعلى الجمع بين عدة منتجات تشمل مثبطات الميلانين، والواقيات الشمسية، والريتينويد Retinoid، وتبعاً للاستجابة قد يلجأ الطبيب المعالج إلى استعمال المقشرات الكيميائية، وقد يضطر إلى استعمال الليزر أيضاً.
ويوضح د. محمد علي أنّ أكثر العلاجات شيوعاً واستعمالاً هي: الزئبق.. وهو من مفتحات البشرة التي تحتوي على الكثير من أملاح الزئبق السامة التي تسبب إتلافاً للجلد والمخ والكلية.
ثم الهايدروكينون، الذي يعمل على تثبيط انتاج الميلانين، ويُعتبر الهايدروكينون من أفضل مثبطات الميلانين، كما يعده بعض أطباء الجلد من أكثر المواد سلامة مقارنة بغيره وأقلها تكلفة، بشرط استعماله بتراكيز منخفضة، وعلى رغم ذلك، فقد منعت بعض البلدان مثل فرنسا والمملكة المتحدة وغيرهما وجوده نهائياً في جميع مستحضرات التجميل، وحُذر من استعماله بتراكيز عالية (أكثر من 4 %) حيث كانت النسبة المسموح بها لتلك المادة في مستحضرات التجميل داخل أوروبا على الهايدروكينون، يبدو للمستخدم أنّ البشرة قد تفتحت بالفعل، إلا أنّه حين يتم التعرض لأشعة الشمس تزداد السمرة فيضطر المستخدم إلى دهن المزيد من الكريم، وهذا يؤدي مع الزمن إلى حدوث بقع جلدية داكنة، وآلام في الجلد، وظهور حبّ الشباب، إضافة إلى إمكان حدوث سرطان جلدي على المدى البعيد، أو اضطرابات كبدية أو كلوية بسبب امتصاص المادة عن طريق الجلد. وينص تقرير لمنظمة الصحة العالمية WHO نشر عام 1996م على أنّ استخدام الكريمات الحاوية للهايدروكينون بنسبة 2 % يؤدي إلى ترسّب الميلانين في بعض الأنسجة كالغضاريف والمفاصل Ochronosis. وأوصى التقرير بتقييد مبيعات كريمات تفتيح البشرة بسبب استخدامها غير المرشّد، وأنّه على الحكومات عمل برامج توعية لصف الناس عن استخدام الكريمات المحتوية على الهايدروكينون من أجل تفتيح بشرتهم.
أما الليزر، فهو بحاجة إلى دقة الاختيار، فهو مفيد ولكن إن استعمل بالاستطباب الصحيح، والجهاز الصحيح، واليد الخبيرة الأمينة، وقد يكون من آثاره الجانبية تشكل سواد عميق صعب العلاج، ونأتي إلى العمليات الجراحية البديلة وهي الجراحة القِرّية (بالتبريد): Cryosurgery وهي طريقة علاج بديلة للعلاج بالليزر تقوم على استعمال النتروجين السائل.
أما العلاجات عن طريق الفم، فهي مثل فيتامين الثياناميد، وينتشر الكثير من الحبوب كحبوب الغلوتاثيون التي تؤخذ عن طريق الفم لتبيض البشرة ولكن أكثرها غير مُصادق عليه من قبل الهيئات الرسمية، كما أنّ لها الكثير من الأعراض الجانبية.
وعن أحدث الطرق للتفتيح يقول: العلاج عن طريق الليزر من المجالات السريعة التقدم، فقد تم تطوير بعض الأنواع من الليزر الحديث أدت إلى الحصول على نتائج مذهلة وكذلك الحقن الموضعي.
ويجب التفريق بين عملية تفتيح البشرة عن حدها الطبيعي –وهو ما لا ننصح به لأنّه تغيير لطبيعة البشرة وأثره مؤقت- وبين علاج التصبغات الجلدية الطارئة، وهو ما يجب التركيز عليه لأنّه علاج لمرض وليس أماني أو رغبة تخالف طبيعة الجلد.
أما عن الأعمار التي تتجه لتلك العمليات، فقال د. محمد علي إنّها معظم الأعمار باسثناء كبار السن تتجهه لتلك العمليات.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق