حين قمت، منذ سنوات، بدراسة وبحث عميق عن تعطل الرغبة الجنسية عند النساء، وهي الدراسة التي أخرجتها على شكل كتاب بعنوان "برودة النساء"، كتبت أنّ الله سبحانه وتعالى خلق المرأة دافئة بالفطرة. ولعل إحدى عباراتي المشهورة، التي تم تردادها، "أنّ المرأة مثل قالب الزبدة: ضعها في جو ساخن تسيح.. ضعها في جو بارد تصبح جامدة مثل الطابوقة".
ومنطلقي في هذه المقولة هو قناعتي بأن معظم حالات فتور الرغبة، والتي تسمى "برود النساء"، تتعلق بالمناخ النفسي بين الزوجة والزوج. لكنني أيضاً ذكرت أسباباً عديدة تؤدي إلى حدوث البرود، مثل التربية التي تمنع البنت من الشهوة وتعتبرها سيِّئة، وربط الجنس بالخطيئة والقذارة في التربية، طبعاً، أنا مع الأدب والحشمة في التربية، لكنني أرى من الضروري أن يترافق ذلك مع الشرح والتوضيح والحديث عن الجنس بشكله الصحيح، وهو أنّه متعة منحها الله لنا بشكل مشروط بمعنى أنّها منحة إلهية رائعة، ولكن في ظل السلوك الشرعي. وهذا هو الفرق بين التربية التي تزود الأبناء والبنات بالضوابط الأخلاقية، والتربية التي تورثهم عقداً نفسية. ومن أسباب البرود الجنسي عند المرأة مرورها بتجربة سلبية، مثل التحرش أو الإغتصاب، تجعلها تضع الجنس في دائرة الخطأ. وهذا مسألة قدرية، قد تحصل لبعض النساء. وتحتاج إلى علاج نفسي لتتمكن المرأة من تجاوزها ومواصلة حياتها بشكل طبيعي. لكن المرأة تقبل على الزواج بمخاوف كثيرة، مثل: الرجل هو الذي يبدأ بالعملية الجنسية وليس المرأة، الجنس متعة للرجل، الرجل يحتقر المرأة التي تشتهي الجنس، الرجل يشك في أخلاق المرأة التي تبدي إنفعالاً أثناء الجنس، ويبدأ في التساؤل: من أين لها هذا؟ والتساؤل سيقود لاحقاً إلى تدمير الزواج. أمور كثيرة تحطم المرأة وتجعلها تحجم من إنفعالها. والمسألة قد لا تكون إرادية، ولكنها إشارة من اللاشعور إلى الدماغ، الذي بدوره يأمر الجسم بالبرود. بالطبع، هناك أسباب جسدية بحتة للبرود الجنسي لدى المرأة، مثل الخلل الهورموني، كما يحصل بعد الولادة. وهذه أسباب طبية، حين تعالج يفضل أن يصاحبها علاج نفسي. وقد نشرت دراسة حديثة عن برود النساء، ألقت الضوء على جانب جديد غير معروف في المشكلة. وقد نشرت تلك الدراسة في المجلة العلمية (The Journal Of Sexual Medicine)، وأظهرت أنّ السبب الرئيسي في مشكلة برود النساء هو إنخفاض الحرارة في الجهاز التناسلي للمرأة، بسبب مشكلة في توصيل الدم، وأنّ الحل هو بتناول دواء يسرع نشاط الدورة الدموية في تلك المنطقة. وربّما هذا هو السبب في كون نساء البلاد الحارة أقل إصابة بالبرود الجنسي من نساء البلاد الباردة.مقالات ذات صلة
ارسال التعليق
تعليقات
Shahinaz Badr
اشكركم علي الإفادة