عندما قررت كتابة هذه الكلمات، لم أكن قد قررت بعدُ عن أي موضوع سأكتب، ولكنني كنت في حاجة إلى كوب من الشاي حتى أستطيع أن أكتب. ومن هنا، قررت أن يكون الموضوع عن الشاي.
هل تعلمون أنّ اكتشاف الشاي تم منذ أكثر من 2600 عام قبل الميلاد، عندما كان الصينيون يفضلون شرب الماء الساخن لتسهيل عملية الهضم، وكان الإمبراطور جالساً تحت شجرة وسقطت أوراق الشاي في الماء الساخن؟ وبعدما قام بشربها، شعر بالراحة، فقرر زراعة الشاي بكميات كبيرة حتى أصبحت الصين أول وأكثر الدول المنتجة له. ثم قام الصينيون بنشر زراعته خارج حدودهم عندما استعاضوا بزراعته عن زراعة الأفيون في المناطق الواقعة إلى جوار الهند. وقد وصل الشاي إلى هولندا عام 1600 للميلاد، والتي قامت بتوزيعه إلى أوروبا، إلى أن قرر السيد توماس ليبتون الاستثمار وشراء أراضٍ في سريلانكا، حيث قام بزراعتها بالشاي، ثم قام بنقله إلى نيويورك لتصبح من أكثر المدن المصدرة للشاي. وقد قامت الملكة فيكتوريا بمنحه لقب "سير" (sir).
ويُعد الشاي من المشروبات التي لها علاقة بالروحانية. ففي الهند، يوجد أفضل أنواع الشاي، والذي يقطف يدوياً عن طريق نساء مدربات من اللواتي يعتبرن أنّ هذا العمل هو طقس ديني. ويقوم رجل له علاقة بالقطف برسم بعض اللوحات التي لها نظرات قوية، يعتقد أنّها تشكل حماية من نظرات الشيطان. أما النساء، فيقمن بالصلاة لزيادة المحصول. وتتم تعبئة الشاي في صناديق من الخشب بعد أن يفرز يدوياً ويخمّر ثم يجفف. ويخضع سعر الشاي للبورصة في الهند نظرأً لأهميته.
وتعتبر كينيا رابع دولة منتجة للشاي في العالم، لكنها الأولى من حيث التصدير. ويتطلب الشاي كمية كافية من الأمطار. وتفضل زراعته على المرتفعات والمنحدرات الحادة. كذلك، يعتبر الشاي الأسود من أكثر الأنواع انتشاراً، في المقاهي ومحلات السوبر ماركت في العالم، في حين أنّ الشاي الأخضر هو الأكثر انتشاراً في الصين واليابان خاصة، وفي بلدان كثيرة من العالم عامة.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق