• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

ثقة المرأة الزائدة وراء عدوانيتها

ثقة المرأة الزائدة وراء عدوانيتها
حوادث صادمة وأرقام مخيفة تشير إلى عودة ظاهرة عدوانية المرأة – ضرب أو قتل – آخرها تلك الزوجة التي قتلت زوجيها – على التوالي – وقطعتهما أوصالاً، ثم دفنتهما تحت أرضية المحل الذي تعمل فيه، وربما قفزت فوقهما مراراً كلما انتابتها ذكريات مؤلمة عنهما! وتحدثنا الإحصاءات بان هناك 46% من زوجات الطبقة العليا يضربن أزواجهن، في مقابل 75% بالطبقات الدنيا، والمحصلة في النهاية أن 90% من قضايا الطلاق تأتي بسبب العدوان! وهنا نتساءل: هل اختلفت آليات الزوجة في تعاملها مع زوجها وتطورت إلى هذه الدرجة؟ أم أن لشعور المرأة بالثقة الزائدة والندية مع الرجل دخلاً! أم تُرى أن نسبة الـ5% ذكورة المتنحية الموجودة في التركيب البيولوجي التشريحي لكل امرأة زادت فسببت هذا العدوان؟ الاستفسارات كثيرة والإجابة جاءت على ألسنة المتخصصين في الطب النفسي وعلم الاجتماع. إن ظاهرة المرأة العدوانية التي تضرب أو تقتل لا تقتصر على البلدان العربية وحدها، فهي تزداد في عدد كبير من البلاد الأوربية؛ في فرنسا وحدها 267 حالة وفاة سنوية بسبب العنف الزوجي، وفي نيبال أودى العنف الأسرى بحياة 22 امرأة خلال الثلاثة الأشهر الماضية، وفي ثلاث إمارات عربية كان هناك 1427 دعوة طلاق بسبب العنف، بينما سجلت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية حالة اعتداء يومياً داخل الأسرة الواحدة.   -        ذكورة المرأة! العنوان مُربك ومخيف ولا يشير من قريب أو بعيد إلى المرأة المسترجلة، إنما هي معلومة طبية يؤكدها الدكتور إسماعيل يوسف، أستاذ الطب النفسي بجامعة قناة السويس، ويوضحها: "التركيب البيولوجي التشريحي للرجل يحتوى على 95% ذكر و5% أنثى متنحية، والعكس في تكوين جسم المرأة التشريحية البيولوجية الهرمونية؛ فهناك 95% أنثى و5% ذكر أي أن هرمون الذكورة "تيسترون" في دمها بدرجة بسيطة جداً، ولكن بعض النساء يتجاوز لديهن الهرمون أكثر من ضعف المعدل الطبيعي، مما يدفعها للمزيد من العدوانية".   -        زي المرأة: في أحيان كثيرة ومع مرور الوقت تظهر القيم الذكورية تبعاً للعوامل البيئية؛ مثل استخدام اليد والقوة والعضلات في التعبير عن المشاعر الغاضبة، ومنها اقتحام المرأة للمشاكل وليس احتوائها أو تجنبها، ومنها – أيضا – الإقدام على الأخذ بزمام المبادرة والقيادة والميل إلى الحزم والحسم بدلاً من العطف والحنان، كما تتمثل في الزي الخارجي الذي أصبحت تفضله المرأة مثل ارتداء البدلة والجينز بدلاً من الفستان أو التايير، فغالبية هؤلاء النساء يواجهن غضب الزوج بالمواجهة المباشرة وبغضب أشد دون احتواء أو تجنب، فيتصاعد الموقف بدلاً من أن يهبط.   -        أساليب العدوان: في حين ترى الدكتورة آمال الحفناوي، الباحثة الاجتماعية بمركز الأسرة أن الضرب أحد وسائل العنف، وهو يحدث في كثير من الأسر بدليل أن 90% من قضايا الطلاق أما المحاكم سببها الضرب، والذي يختلف حجمه وأسبابه من طبقة إلى أخرى؛ فنجد 75% من الزوجات في الطبقة الدنيا يضربن أزواجهن، وفى المتوسطة 25% فقط، أما الطبقات العليا فهناك 46% من الزوجات! ويرجع هذا إلى انعدام الثقافة في الطبقة الدنيا، ويظهر مع الزواج الذي يُقام على المصالح في الطبقة العليا.. فيكون الأقوى مادياً هو صاحب الحق في الضرب، وغالباً ما تكون الزوجة.   -        المرأة "المتمكنة": وهو المصطلح الذي يطلقه علم الاجتماع على المرأة الواثقة صاحبة الشخصية القوية، كما تقول الدكتورة عزة كريم، استشارية علم الاجتماع، ولا ننسى أن الإعلام يدور ومنذ التسعينات على الترويج لهذه الفكرة؛ بمعنى العمل على إعلاء قيمة المرأة ومشاركتها الفعالة في شؤون المجتمع، والمبادرة جيدة في مضمونها وذات أهداف نبيلة، لكن يعيبها التركيز على معنى التحرر من قهر الرجل، بدلاً من تحرير المرأة، والرجل من القهر الفكري والثقافي والاجتماعي الواقع عليهما معاً، مما جعل النساء في حالة تحفز دائم لأزواجهن.   -        مواصفاتها: الطب النفسي لا يقسم الناس إلى أخيار وأشرار أو طيبين وسيئين، إنما يرى أن لكل سلوك دوافعه ومظاهره، من هنا يحصر الدكتور إسماعيل، مواصفات المرأة العدوانية في عدة نقاط. ·       هي في حالة غضب دائمة وعدم الرضا والشعور بأنها لم تأخذ حقها وما تستحق، فتعيش حالة نفسية غير سوية من القلق والاضطراب، ولديها حساسية من تقدم الآخرين وتميزهم عنها. ·       تشعر دائماً بحالة من فقد السيطرة، فتبحث عن مصادر القوة لامتلاكها والسيطرة بها على من حولها، فتثور على زوجها لأي سبب، وتخرج عن الحدود اللائقة في النقد والتوبيخ واللوم والسخرية والإذلال والتحدي والصوت الخالي من أي نبرة مودة. ·       كثيراً ما تترجم هذه المشاعر في لحظات الرفض والتمرد إلى انفعالات غاضبة تتحول إلى عنف وعدوان قاتل أحياناً كثيرة. ·                مندفعة وثائرة ببذاءة وهي سمات لحالة الانهيار من جانبها؛ فهي سهلة الإثارة تنفعل لأسباب بسيطة. ·                تنفعل لسبب غير مُعلن عنه. ولا تريد الإفصاح عنه، فتنتهز فرصة أي موقف لتنفس عن مشاعرها السلبية. ·       قد يكون الزوج سبباً في عدوانية زوجته وإشعال ثورتها، وذلك حين ينقر على مناطق حساسة تتعلق بها، ويعرف أنها ستحدث انفجاراً هائلاً. ·                وهناك فرضية أن يكون الزوج – ذاته – مازوخياً: أي يستمتع بالهجوم عليه، ويتلذذ بالاعتداء والإهانة.   10 نصائح لتجني العدوانية: يرصدها لنا الدكتور إسماعيل يوسف، أستاذ الطب النفسي بجامعة قناة السويس. 1-       سيطري على موقفك، واحتفظي بهدوئك؛ حتى لا يتحول الاختلاف إلى معركة، ويمكنك الانسحاب من أمامه تفادياً لسوء العواقب. 2-       حاولي تبنِّى الموقف العلاجي وليس العقابي الانتقامي في نظرتك للامور مع زوجك، فكظم الغيظ فطنة وليس مجرد قوة وذكاء، ويعني أنك مدركة للعواقب والتبعات. 3-                افترضي في علاقاتك الزوجية ألا تكون هناك حساسية، وأن تكون درجة التحمل أعلى، والفهم أعمق والتقدير أشمل. 4-       حاولي أن تتحدثي بصوت خفيض؛ فالصوت العالي دليل على الضعف والاهتزاز الداخلي والحنق الشخصي، وعدم الاقتناع بما تقولين وتدعين. 5-                إياك واستخدام الألفاظ والعبارات غير الطيبة، فهي إشارة لتدني المستوى الاجتماعي والأخلاقي وأنك داخلياً مهزومة. 6-                تحاشي النقد المهين الذي يتعلق بعيوب ظاهرة أو خافية، وكذلك المعايرة لعيوب أو مشاكل لا دخل للإنسان بها. 7-       لا تتهكمي في الحوار ولا تستخدمي عباراتك الساخرة الجارحة، فحدة الإثارة والتوتر الذي ينتاب زوجك ناتج عن أسلوبك. وبادلي زوجك الروح الطيبة إذا وجدته يلين ويتراجع ويحاول أن يبدي اعتذاره، مظهراً روح المودة والرغبة في التفاهم. 8-                لا تدفعيه للاعتذار، وإن كان الطريق مسدوداً للوصول إلى حل يرضي الطرفين.. أجلي النقاش إلى وقت لاحق. 9-       ليس من الضروري أن تحققي أو تنفذي كل ما تريدينه، إنما حاولي الوصول إلى شكل أفضل في علاقتك بزوجك وبشكل يجعل سعادة أكثر للطرفين. 10-            اعلمي أن التراجع يكون صعباً ومعقداً حين يشهد طرف ثالث المواجهة، وقد يكون وجوده سبباً لاستعراض العضلات.

ارسال التعليق

Top