* حوار: كارمن العسيلي مع خبير الإتيكيت محمد المرزوقي
كل فتاة ترغب في الظهور بأفضل صورة لها في حفل زفافها. والأمر لا يتعلق فقط بفستان الزفاف أو الماكياج وتسريحة الشعر، وإنما يطال أيضاً تنظيم الحفل وبطاقات العرس والديكور والضيافة والطعام وكيفية إستقبال المدعوين.
إذا كنت منهمكة حالياً في التخطيط لحفل زفافك، فحتماً لديك كمّ هائل من الأسئلة المتعلقة بـ"إتيكيت" الأعراس. ولأننا ندرك مدى قلقك من إمكانية حدوث ما يعكر عليك صفو الأجواء وروعتها في هذا اليوم السعيد والمميز، توجهنا إلى خبير الـ"إتيكيت" والبروتوكول الدولي السيد محمد حسن المرزوقي للإطلاع منه على قواعد الأعراس وكيفية تفادي أكثر الأخطاء شيوعاً في مثل هذه المناسبات، حتى تكوني مستعدة ومرتاحة في اليوم المنشود.
يعتبر خبير الـ"إتيكيت" محمد المرزوقي أنّ التخطيط الجيِّد لحفل الزفاف هو عنوان نجاحه ومصدر راحة للفتاة والشاب المقبلين على الزواج. لذا، فهو يدعوهما إلى الإنتباه جيِّداً والحرص على تدوين أي فكرة تخطر على بالهما على جهاز الكمبيوتر أو على دفتر خاص بهما، على أن يصار إلى غربلة الأفكار في وقت لاحق. ويشدد المرزوقي على ضرورة الإستعداد للحفل قبل شهرين من موعد الزفاف حتى لا يفاجأ الخطيبان بأمور لم يحسبا لها حساباً، ويكون لديهما متسع من الوقت لترتيب وضعهما، وبالأخص ليتسنى للفتاة التركيز على ذاتها والإهتمام بنفسها إستعداداً لحفل الزفاف. ويشير المرزوقي إلى أنّه "على الرغم من إختلاف تقاليد الأعراس بين ثقافة وأخرى وبين بلد وآخر، تبقى أمور كثيرة تجمع بينهما وأهمها: تحديد موعد الزفاف وبطاقات الدعوة، والزينة وطريقة التعامل مع المدعوين".
ويشرح المرزوقي أنّ "على الخطيبين أن يختارا الموعد المناسب لإقامة العرس، إذ عليهما الإنتباه إلى عدم تحديد تاريخ يصادف مع مناسبات كبرى مثل موعد امتحانات نصف السنة أو الثانوية العامة أو أعياد دينية أو رسمية، أو حتى الإجازة الصيفية، لأنّ المدعوين قد يعزفون عن الحضور لانهماكهم إما في تدريس أبنائهم، أو في تمضية عطلة مع أفراد أسرتهم، أو سفر عدد كبير منهم للسياحة أو زيارة الأقارب في أوطانهم".
ويؤكد خبير الـ"إتيكيت" الإماراتي أن "أحد عناصر نجاح حفل الزفاف هو حضور المدعوين، وإلا فإن نتائج الإستعدادات والتجهيزات والتخطيط لهذا الحفل لن تجد من يثني عليها أو يقدرها أو يستمتع بها. ويتابع المرزوقي موضحاً أن "على الخطيبين أو من يتولى الإشراف على تنظيم حفل الزفاف، الإنتباه إلى مسألة التعامل مع المدعوين وكيفية إستقبالهم بشكل لائق ومحترم"، معتبراً أن "ما يهم في العرس ليس الديكور والطعام فحسب، وإنّما أيضاً جعل المدعوين يشعرون بالراحة والرضا والسعادة". "لا يجوز"، بحسب المرزوقي، "عدم تعيين شخص لإستقبال الضيوف والترحيب بهم وإرشادهم إلى أمكنتهم، كما لا يجوز ترك الضيوف يدخلون قاعة الحفل ليكتشفوا أن لا مقاعد كافية لهم. من المهم جدّاً معاملة جميع المدعوين باحترام وتقدير، وجعلهم يشعرون بأنّهم مميزون ومهمون". فهذا الشعور "هو ما يعلق في الأذهان" وفق ما يصرح به المرزوقي. ويضرب مثلاً عن هذا الأمر ذاكراً أنّه "قد يقيم أحدهم عرساً بسيطاً غير مكلف، إلا أنّ الجميع يكونون سعداء فيه لما لاقوه من معاملة حسنة وراقية، في حين أن مدعوين آخرين إلى حفل زفاف باذخ يتميز بديكوره الفاخر، قد يشعرون بالإنزعاج وعدم الراحة نظراً إلى الإهمال الذي يلقونه من أصحاب العرس".
ويتابع المرزوقي مؤكداً "ضرورة أن يلتزم الخطيبان بمواعيد حفل الزفاف"، محذراً إياهم "من مغبة الوقوع في فخ التأخير والتأخر، لاسيّما إذا كان الموعد مدوناً في بطاقة الدعوة". أيضاً، "لا يجوز" وفق خبير الإتيكيت "أن يصل المدعوون إلى حفل الزفاف قبل العريس، لانهماكه مثلاً في ترتيب شؤونه الخاصة، إذ من المهم جدّاً أن يكون حاضراً ليستقبلهم ويتقبل التهاني". كذلك، يشير المرزوقي إلى أنّه "من غير اللائق أن تتأخر العروس كثيراً في الوصول إلى حفل عرسها حتى لا يتأخر المدعوون في المغادرة، إذ يجب مراعاة أن بعضهم يسكنون مناطق بعيدة".
ويعتبر المرزوقي أن "تحديد مواعيد بدء الحفل وتناول الطعام ووقت وصول العروس في بطاقة الدعوة والإلتزام بها، هو تصرف يدل على رقي وإحترام كبير للمدعوين الذين تتاح لهم فرصة ترتيب أوقاتهم من دون أي إنزعاج".
و"من باب اللياقة"، بحسب المرزوقي، "أن تصل العروس إلى حفل زفافها بعد ساعة من موعد بدء الحفل، وأن يتم تحديد تناول العشاء بعد حضورها تفادياً لمغادرة المدعوين ما إن ينتهوا من طعامهم".
وفي سياق الحديث عن المدعوين وبطاقات الدعوة، يلفت المرزوقي إلى أهمية هذه الأخيرة معتبراً أنّ "بطاقات الدعوة هي جزء أساسي من العرس، لأنّها تعبر عن شخصية أصحاب الدعوة وتعكس وضعهم الإجتماعي وذوقهم المرهف وأسلوبهم في التعامل مع الناس". من هنا، يشدد المرزوقي على "ضرورة الإعتناء باختيار بطاقات الدعوة، لأنّها هي واجهة الحفل". ويرد على من يقول إنّها "مجرد بطاقات ولا يجب هدر المال عليها، وإنّما التركيز على الحفل وديكوره والطعام"، مشيراً إلى أنّ "الخطيبين قد يرسلان 1000 بطاقة، في حين أنّ الحضور قد لا يتجاوز الـ500، وهذا يعني أنّ هناك ألف شخص شاهدوا البطاقة وعرفوا أن ثمة عرساً سيقام، وسيحكمون على حفل العرس وأصحابه من خلال تلك البطاقة. فإذا كانت بطاقة متواضعة أو باهتة الألوان وغير منظمة ستعطي إنطباعاً سيِّئاً عن الحفل حتى ولو كلف مبالغ طائلة".
ويتابع المرزوقي موضحاً قواعد إعداد بطاقات الدعوة إلى حفل الزفاف، مبيناً "أهمية ذكر المعلومات كافة وبشكل واضح فيها، مثل عنوان الحفل بالتفصيل، أي مع ذكر رقم المبنى واسم القاعة، وإذا أمكن رسم خريطة مصغرة لكيفية الوصول إلى المكان". ولا يرى المرزوقي "أي حرج" في ذكر مثلاً بعض الملاحظات التي يرغب العروسان في إيصالها إلى المدعوين، مثل الطلب بعدم إصطحاب الأطفال إلى الحفل، لكنه في المقابل، يشدد على أنّه "من غير اللائق السماح بالإستثناءات"، ويقول في هذا الإطار: "لا يجوز تدوين ملاحظة بالشكل التالي: "ممنوع دخول الأطفال إلا لمن يحمل بطاقات خاصة"، لأنّ هذا سيفسر على أنّ هناك تفرقة بين المدعوين. فإما أن أسمح بدعوة جميع الأطفال إلى حفل الزفاف، أو لا أقبل بوجود أي طفل على الإطلاق، والأفضل ألا أكتب تلك الملاحظة على بطاقة الدعوة.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق