• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

متى يشاركنا الطفل أحاديثنا العائلية؟

متى يشاركنا الطفل أحاديثنا العائلية؟
كثيراً ما تفاجأ الأُم وهي تجلس وسط الأهل أو الأصحاب بقول طفلها: "ماما تقول إنك تكذبين! لا.. هذا كذب.. لم يحدث! أبي رمى بالأمس الأطباق على الأرض!".. ينطقها بجرأة ووضوح شديدين، ومن دون أدنى تردد أو إحساس بالخجل، ما يسبب حرجاً و"خربطة" في المشهد العائلي.. والسبب هو السماح بمشاركة الأطفال لجلسات الكبار والتدخل في أحاديثهم. الخبيرة التربوية الدكتورة هالة الشاروني المحاضرة في سلوكيات الطفل تعرف قارئات "سيدتي وطفلك" على علاج هذه القضية، فهل نسمح لهم بالجلوس أم لا نسمح؟ وهل هناك من توجيهات للوالدين؟ كلنا يعرف أن تكنولوجيا العصر باتت في متناول يد الصغار قبل الكبار، بل إنهم كثيراً ما يستعينون بأبنائهم لشرح أو تصحيح معلومة ما بجهاز الكمبيوتر أو الموبايل... والأمر ليس غريباً، فالزمن لم يعد مثلما كان، والطفل لم تعد له ملامح وحدود خاصة تميزه، والكبار فقدوا إلى حد ما هيبتهم، فهي ليست مثلما كانت من قبل على أبوينا وأجدادنا! وهذا لا يعني الاعتراض أو التأييد لمشاركة الطفل لجلسات وأحاديث الكبار.   - ليست عيباً: وتضيف الدكتورة هالة الشاروني: الجيل القديم مثلاً كان يعتبر مشاركة الصغار لجلسات الكبار عيباً كبيراً، لكن مع التقدم التكنولوجي واتساع مساحة حرية التعبير والحركة للصغير قبل الكبير أصبح الطفل ينطق بما يحسه، ويجلس في المكان الذي يختاره، وما على الأسرة إلا أن يتسع صدرها لتقبل الأوضاع الجديدة.. فتشارك الصغار حواراتهم وجلساتهم.. شريطة توجيه الصغار للتصرف السليم، وتعريفهم بأصول وآداب الحوار، وحسن التصرف، وعدم الكذب في القول أو الفعل، مع الالتزام بصوت منخفض، ومن دون عصبية أو انفعال.   - نحو جلسة عائلية آمنة: وللجمع بين الصغار والكبار في جلسة واحدة اتبعي الخطوات الآتية: ·       لا تتحدثي أمام طفلك مادمت ترغبين عدم كشف الأمر للآخرين. ·       أشد ما يؤلم الطفل حرمانه من الجلوس وسط أمه وأبيه بحجة أنّه صغير، وكل الحذر من دفعه لمجالسة الخدم بحجة أنّه صغير، وكل الحذر من دفعه لمجالسة الخدم بحجة منعه من سماع كلام الكبار. ·       اعرفي أنّ المشاركة التدريجية من الوالدين للأبناء أمر هام يساهم في تربيتهم تربية صحيحة؛ بإعطائهم القدوة والسماح لهم بالمناقشة والحوار. ·       الجلسات العائلية تمنح الطفل ديمقراطية التعبير، وتعلمه متى يكون الصمت، وكيفية التحكم في الأهواء والنزوات، والتي قد تُعرض الوالدين والضيوف للحرج والمضايقة. ·       نعم هناك حوارات وعالم خاص للكبار لا يصح للطفل مشاركة والديه فيه. فقد يدخل مثلاً في موضوع غاية في الأهمية والحساسية موجهاً الكلام لأي من الوالدين، ما يشعل نار المعركة، وتتغير دفة الحديث إلى معركة ونزاع. ·       أحياناً كثيرة يقوم الأب أو الأُم بإعادة سرد موضوع بطريقة ثانية أمام الضيوف، فيعتقد الطفل في كذب ما يقال أمامه، ويبدأ في تكذيب ما يسمعه، وهنا يدخل في صورة غير لائقة تربوياً أمام الآخرين. ·       علينا التعامل مع الصغار بذكاء، ومشاركتهم لغة الحوارات العائلية مع بث قيم الاحترام، وعدم مقاطعة الكبار، وعدم التدخل في المواضيع التي لا يفهمونها.

ارسال التعليق

Top