منى سراج
لقب زوجة أب.. لقب يصعب حمله.. ويصعب تحمله!
لأنّه يشبه السير والعينان معصوبتان في حقل من المشاعر الملغمة والقابلة للانفجار عند أوّل خطوة خاطئة!
كل من عبر المناطق الخطرة في العالم يعرف أنّ المسافر يحمل دائماً خريطة ترشده للطريق الصحيح.. وبوصلة تحميه من الاتجاهات الخاطئة.. وعلامات تقوده نحو مناطق الأمان.. ولكن عندما تدخل امرأة تجربة الزواج من رجل سبق له الزواج وله أولاد.. وتقبل أن تحصل على لقب زوجة أب.. لابدّ أن تعرف أنّها – ربما دون أن تدري – ارتضت أن تشترك في رحلة حياة محفوفة بالمخاطر.. ومزروعة بالألغام البشرية الصغيرة السريعة الاشتعال!
كثيراً ما كنت أسمع أنّ الأبوة والأمومة من أصعب الأدوار التي نؤديها في الحياة.. ولكن بعد تجربة وعمر أقول إن دور الأُم أو الأب شديد الصعوبة ويتطلب الكثير من العطاء والحب والحساسية والحزم، إلا أن دور زوجة الأب دور يفوقهما صعوبة.. لقد كنتُ زوجة أب.. وأماً أيضاً.. وأعرف حجم ما أقوله.. لذلك في هذا الموضوع أود أن أقدم بعض ما تعلمته على أمل أن يساعد كل امرأة تضعها ظروف الحياة.. واختياراتنا في هذا الموقف:
1- لا تلعبي دور الأُم، خاصة في وجود الأُم الحقيقية حتى لا توقعي الأطفال في بلبلة عاطفية.. ولكن كوني الأخت الكبرى.. والصديقة العاقلة.. والعمة الحنون.
2- لا تذكري أم الأولاد بالسوء مهما حدث منها.. فالكلمات الجارحة تلتصق بذاكرة الطفل ولا ينساها أبداً.
3- لا تتقربي لأولاد زوجك من خلال إفسادهم بالحرِّية الزائدة والهدايا الغالية.. فهذا الأسلوب من التدليل المفسد سينقلب عليكِ بعد قليل.
4- لا تبالغي في التضحية من أجل إرضاء الجميع.. ولا تتحولي إلى ضحية، فتكرهي نفسك.
5- لا تتوقعي كلمة شكر من أولاد زوجك.. ولا حتى من أولادك، لأن كلمة شكراً تعبير نادر في عالم الطفولة والمراهقين.
6- لا تجعلي الأولاد يتلاعبون بك ويبتزونك عاطفياً أو مادياً.. وضعي قوانينك لإدارة البيت وتوزيع الأدوار بحزم ممزوج بالمرونة وخفة الظل.
7- لا تطلبي من زوجك أن يفاضل بينك وبين أولاده مهما كانت الأسباب.. فالكفة ستميل حتماً ناحية أولاده.
8- مهما كان السن متقارباً بينك وبين أولاد زوجك، احرصي على مسافة من الاحترام.
9- كوني عادلة في توزيع عواطفك واهتمامك بين أولاد زوجك وأولادك.. وهو أمر ليس هيناً، فنحن بشر.. ولكن العدالة في المشاعر توجد في النهاية إخوة متحابين.
10- ثقي أنكِ قادرة على تكوين أسرة متحابة من أولادك وأولاد زوجك، فقد أثبتت الدراسة أن 3 سنوات كافية لبناء أسرة متآلفة.. فقط: اصبري.
ارسال التعليق