في فصل الصيف، حيث التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية وما يتبعه من أضرار للبشرة، خاصة الدهنية، تزداد الإفرازات وتتسع المسامات وتظهر البثور على سطح البشرة وتحت الجلد. أما التبعات اللونية فهي الهاجس الأساسي عند أغلب السيدات، اللواتي أصبحت أكثر إدراكاً ضرورة العناية بالبشرة بكلِّ الطرق المتاحة.
المشكلة لم تعد صعبة بعد ظهور جيل جديد من التقنيات الآمنة، التي تخفف من مشاكل البشرة بطرق سريعة وبسيطة وآمنة وغير مكلفة، والأهم أنها تؤجل اللجوء إلى مبضع الجراح لأطول فترة ممكنة.
المعالجة المعززة بالضوء (Photodynamic Therapy) إحدى المعالجات التجميلية التي يطرحها الخبراء لحل مشاكل البشرة، حولها كان لنا هذا اللقاء مع طبيب الأمراض الجلدية عطاالله يازجي، ويقول:
"عُرفت المعالجة الضوئية أو المعالجة بالضوء منذ القدم. فقد استخدمها قدماء المصريين واليونانيين والهنود في العصور الغابرة. واختفت بعد ذلك لقرون عدة إلى أن أعيد اكتشافها في بداية القرن المنصرم.
ودخلت في مجال معالجات البشرة حين تم اكتشاف الضوء المكثف النابض IPL. وسُميت تلك المعالجة التي تعتمد على تفعيل المادة المحسسة بالضوء المكثف النابض IPL وهي "المعالجة الضوئية الفائقة للوجه (Super photo facial) نظراً لنتائجها الفائقة أيضاً على البشرة.
إذ تعتمد المعالجة المعززة بالضوء على ركائز ثلاث هي:
1- الدواء: وهو المستحضر المراد إدخاله في الطبقات العميقة في البشرة.
2- ضوء IPL: المناسب بطول موجته لهذا الدواء.
3- والخلايا المستهدفة.
واعتماداً على الركائز الثلاث هذه، تعيد المعالجة المعززة بالضوء للجلد الشاب والنضارة، وذلك بتأثيرها الفعال في إزالة احمرار وتصبغات الجلد والندوب، والمسامات والتجاعيد التي تظهر بفعل التقدم في العمر، فنحصل على جلد أكثر نعومة وتألقاً وشباباً، من دون أن يبدو على المريض، وهذا هو الأهم أثناء المعالجة وبعدها، إلا احمرار خفيف في المنطقة.
كيف تتم المعالجة المعززة بالضوء؟
في المرحلة الأولى يطبق 5-ALA وهو الدواء المحسس للضوء (أي الدواء الذي يصبح فعالاً بعد تعرضه للضوء) على الجلد في شكل رذاذ (بخاخ) يعاد استخدامه بشكل متكرر، بفاصل خمس دقائق بين رشه وأخرى ولمدة ساعة. يتحول هذا الدواء بفعل الخلايا التي امتصته إلى طليعة البروفيرين".
في المرحلة الثانية يسلط ضوء الإليبس I2PL (وهو الجيل الثاني والأحدث من ضوء IPL) على الأنسجة المستهدفة فيتفاعل البورفيرين ويطلق نوعاً من الأوكسجين الذي يعمل في الخلايا المستهدفة.
يتميز هذا النوع من الأوكسجين بأنّه لا يذهب بعيداً عن مصدره، وبالتالي فهو لا يؤذي الخلايا المحيطة به، وإنما يعمل فقط في الخلايا التي تحتوي عليه والتي نقصدها نحن بمعالجتنا.
ما هي الحالات التي يمكن معالجتها بهذه الطريقة؟
1- حب الشباب الفعال.
2- زيادة الإفراز الدهني أو البشرة الدهنية.
3- توسُّع مسامات الوجه.
4- الندوب الناتجة عن حب الشباب.
5- علامات تقدم العمر على البشرة أو ما يسمى شيخوخة البشرة.
6- تجاعيد الوجه.
وهنا أود التنويه بأنّ خلايا الغدد الدهنية في الجلد، هي من الخلايا التي تختزن الدواء المحسس (البورفيرين) أكثر من غيرها من الخلايا. وبالتالي ستكون مستهدفة بالعلاج أكثر من غيرها. هذا إضافة إلى أنّ الجراثيم الخاصة التي تشارك في إحداث حب الشباب P. Acne Bacterium تُنتج هي الأخرى مادة البروفيرين. وبالتالي هي أيضاً سوف تُستهدف بالمعالجة ومما سبق نستنتج الأثر الفعال لهذه الطريقة العلاجية في حب الشباب المقاوم للعلاجات الأخرى.
وعلى الرغم من أنّ أغلب المرضى يلاحظون علامات التحسن بعد الجلسة الأولى من العلاج، إلا أننا ننصح بسلسلة مؤلفة من ثلاث جلسات وسطية، بفاصلة 2-4 أسابيع بين الواحدة والأخرى، بغية الحصول على أفضل النتائج.
وما تمتاز به معالجة الحالات المذكورة، بالطريقة المعززة بالضوء هذه، عن غيرها كالليزر مثلاً، أنّ المريض:
1- لن يحتاج إلى فترة استشفاء بعد العلاج تضطره إلى تعطيل عمله والبقاء داخل منزله.
2- كما أنّه لن يعاني احمراراً أو تورماً شديدين في المنطقة المعالجة.
بل من الممكن أن يشتكي فقط من:
- الإحساس بحرقة خفيفة أو إحساس باللسع الخفيف، ولكن ليس لأكثر من 24 ساعة بعد المعالجة.
- احمرار وتورم خفيف في الجلد المعالج لمدة 2-3 أيام على الأكثر.
ما هي الآثار الجانبية للعلاج:
- يمكن أن يلاحظ المريض تقشرات ناعمة في الجلد المعالج لمدة أسبوع على الأكثر.
- قد يحدث في حالات نادرة بعد العلاج زيادة أو نقص في تصبغ الجلد المعالج، خاصة إذا لم يتبع المريض توصيات الطبيب بالامتناع عن التعرض المباشر للشمس، وضرورة استخدام الكريمات الواقية من الشمس طيلة الشهر التالي لجلسة المعالجة.
وهذه يمكن السيطرة عليها أو تخفيفها إلى حد كبير، باستخدام المرطبات المناسبة وكريمات الحماية من الشمس، إضافة إلى الحرص على عدم التعرض المباشر للشمس، وخاصة خلال الـ12 ساعة التالية للمعالجة، لأنّ المادة المحسسة للضوء التي طُبقت على الجلد قبل العلاج يبقى مفعولها المحسس لهذه الساعات الاثنتي عشرة.
أهم الحالات التي تمنع إجراء المعالجة:
· أن يكون المريض مصاباً بمرض يزيد من حساسيته للضوء، أو أنّه يتناول دواءً محسساً للضوء.
· المصابون بالحمى، أو بالسكري منذ فترة طويلة، وكذلك المصابون بمرض نزفي كالناعور مثلاً، أو الذين يتناولون مميعات الدم.
· المرضى الذين لديهم استعداد لتكوين الندوب الجلدية الضخمة أو الجدرات.
· المرضى ذوو الجلد المصطبغ بفعل التعرض للشمس أو الذين أجروا "البرونزاج" منذ فترة قريبة.
· المرضى الذين يتناولون الأدوية الكورتيزونية أو الأدوية المضادة للالتهاب غير السيتروئيدية.
· الحمل والإرضاع.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق