• ٥ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٣ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

حسنة الصيام والقيام

حسنة الصيام والقيام

إنّ الحسنة في رمضان عظيمة ولها أثرها البالغ في القلب، فهي تشرح الصدر وتبيض الوجه وتنور الفؤاد وتصفي النفس، ولها أثر واضح في المجتمع، فهي تقوي الروابط بين الناس، وتجعل المحبّة شعارهم، والتقوى دليلهم إلى جنات عدن، والإحسان هو عنوانهم إلى الخير والبركات، والإيمان زادهم إلى المعاد. لقد أدرك الصحابة (رض)، أنّ الحسنة تترك أثراً عظيماً في حياة الناس، ولم تكن منافستهم في حياتهم في جمع المال إنّما في جمع الحسنات. ولم يكن من أصحاب رسول الله (ص) مَن يحتقر عملاً صالحاً ولو كان صغيراً، مثل الإبتسامة والكلمة الطيبة التي قد تكون سبباً لنيل رضوان الله تعالى، وسبباً في دخول صاحبها الجنة. يقول أحد الحكماء: من العود إلى العود ثقلت ظهور الحطّابين، ومن الهفوة إلى الهفوة كثرت ذنوب الخطائين. وكما أنّ الحسنات طريق يسلكه المؤمن إلى الجنة، فكذلك السيِّئات عما ينتهي بالعاصي إلى النار، يقول ابن عباس (رض): "إنّ للحسنة نوراً في القلب وضياء في الوجه وقوّة في البَدَن وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، وإنّ للسيئة ظلمة في القلب وسواداً في الوجه ووهناً في البدن وضيقاً في الرزق وبغضاً في قلوب الناس". لكن حسنة رمضان ليس لها عدل ولا مثيل، فهي تتضاعف ولا يعلم عظمتها إلا الله عزّوجلّ، قال تعالى في الحديث القُدسي: "كلّ عمل ابن آدم له إلاّ الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به". فسعة الدنيا وسعة الرزق ونور القلب والوجه من الحسنات التي نجمعها في رمضان بالصيام وصلاة الليل، فمن قام في ظلمة الليل نور الله وجهه بنور الإيمان، وإنك تلمح النور في قسمات وجه القائم في رمضان من جبينه، أمّا العُصاة فظلمة الذنوب قد سوّدت وجوههم كما أظلمت نفوسهم وقلوبهم. إنّ حَسَنة الآخرة لا تعدلها حسنة، وإنّ السيئة تؤثر في الفرد والمجتمع، فيجد العاصي مغبتها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ مَن أتى الله بقلب سليم.

    

    *مستشار في العلاقات الأسرية

ارسال التعليق

Top