• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

اكتساب مهارة القراءة السريعة

اكتساب مهارة القراءة السريعة

◄في أحيان عديدة هناك أشياء كثيرة يجب علينا أن نقرأها وهي لاتستحق عملياً أن ننفق وقتاً كبيراً في قراءتها، فإذا لم نكن قادرين على قراءتها بسرعة فائقة، فإنّ ذلك سيكون إضاعة رهيبة للوقت.

ثم إذا نظرنا إلى ما تقذفه المطابع ودور النشر من الكتب، أو ما يكون على صفحات الحاسب الآلي وجدنا الكم الهائل الذي لا يدخل تحت الحصر، وقد يكون من المهم الإطلاع عليها، ولكن قد لانجد الوقت الكافي لأجل هذا، وباستخدام مهارات القراءة السريعة يمكن حل هذه المشكلة.

القراءة السريعة تزيد في الفهم، وكلما ارتفعت سرعة القراءة كان الفهم أفضل، خلافاً لما اشتهر عند كثير من الناس، وذلك لأمرين:

أحدهما: إن فيها ربط للمعلومات المتناثرة بإحكام وتسلسل.

الثانية: إنّها لا تتيح للقارىء الغفلة والسرحان حال القراءة، كما ينشأ هذا عن القراءة البطيئة.

 

ملاحظات على القراءة السريعة:

لابدّ قبل القراءة أن نقوم أولاً بتصفح الكتاب واكتشاف مستواه، وحينذاك نقرر أي نوع من القراءة يستحق، فهناك كتب تقرأ قراءة سريعة لالتقاط النافع منها، وهناك كتب يجب أن تقرأ قراءة دقيقة متناهية، لنتمكن من استيعابها وفهمها.

وقد نمارس القراءة السريعة في الكتاب كله، ثم نختار منه ما يحتاج إلى معاودة الكرة عليه بإتقان وتعمق أكثر، نظراً لما يحويه من معانٍ ومضامين عالية.

إن ميزان السرعة في القراءة يعود إلى نوع المقروء وحال القارىء، فإن قراءة كتاب ليس للقارىء به معرفة بقليل أو كثير. غير ما يقرأه ولديه معرفة سابقة به... فإنّ السرعة في الأول غير السرعة في الثاني ومايطالب به الأول قد لايتطلب في الثاني وهكذا... ولذا فإنّ الواعين من القراء يراوحون في قراءتهم بحسب الغرض والكتاب.

ينبغي للقارىء بهذه الطريقة ألّا يغفل تقييد الفوائد، بل يرسم لنفسه منهجاً في تقييد الأوابد والفوائد، ولم الشبيه إلى شبيهه والنظير إلى نظيره. تقوم هذه العملية على السرعة، مع مراعاة كلّ كتاب وفنه ومايريده كلّ قارىء من قراءته تلك.

إن القراءة السريعة من المهارات التي تحتاج إلى مران وتدريب كاف، فإن بضع ساعات قد توهب لها لاتكفي، بل يفضل أن ينفق في التدريب عليها شهراً أو يزيد.

ثم ليكن هدفك من زيادة معدل قراءتك واقعياً، بحيث لا يكون انتقال من بطء شديد الى سرعة شديدة، وإنّما ينال هذا بالتدريب والتدرج.

 

القراءة السريعة تتأكد في النواحي التالية:

*  إذا أراد القارىء أن يتعرف على الفكرة العامة للكتاب دون الغوص في معانيه.

*  إذا أراد أن يجمع المادة المعرفية اللازمة لبحثه.

* إذا أحب أن يثري دروسه السابقة، أو كان قد تمكن من فن وألم بجمهور مسائله واصطلاحاته، فله حينئذ قراءة ما يستجد له من كتب الفن قراءة سريعة، يلتقط فيها ما يجد له من مباحث وفوائد ويقيدها في دفاتره.

قراءة كتب التاريخ وألادب والسير والتراجم والمجاميع العامة... حيث إن القراءة السريعة فيها تفي بالغرض، نظراً لأن المعاني فيها واضحة لاتحتاج إلى الإبطاء في قراءتها.

قراءة الصحف والمجلات والأوراق الشخصية أو المعاملات والبريد ومما يجري مجراها قراءة سريعة، لأن الحاجة داعية لقراءتها، ولاتحتاج مع ذلك تطويلاً واستفاضة.

 

القراءة السطحية السريعة:

وعمادها لاتحاول فهم كلّ كلمة أو صفحة من كتاب صعب تقرأه أول مرة، وإنّما اقرأ الكتاب قراءة سطحية سريعة، وعندما سوف تكون مهيئاً لقراءته بصورة أفضل في المرة الثانية.

إن هذا النوع من القراءة يمكن أن يستخدم في الكتب التي يصعب على القارىء قراءتها، لما تتضمنه من أفكار ورؤى تستغلق عليه. فمن أجل فهمها واستنطاق كلّ كلمة يحتاج إلى وقت كبير، وإعمال للذهن عسير وآليات خارجية تعينه على ذلك من معاجم وموسوعات... مما يفقد الكتاب ترابطه وتسلسله والمحيط العام له حتى ينسي آخره أوله.

ففي هذه الحال يفضل له القراءة السطحية السريعة بحيث يقرأه كله بسرعة ضارباً صفحاً على النقاط التي يجدها صعبة عليه حتى يصل سريعاً إلى أشياء يفهمها وبذلك يكون قد عرف المخطط الرئيس للكتاب والأفكار المهمة فيه وفي أقل الأحوال يكون قد استفاد خمسين مرة اخرى مستخدماً آليات تعين على الفهم فقد استكمل باقي المعلومات والأفكار. أما إذا تقاعس عن قراءة الكتاب مرة اخرى، فإن من الخير أن يكون قد فهم نصف معلومات الكتاب، بدلاً من أن يكون فارغ الذهن منه بتاتاً في حال لم يقرأه.►

 

المصدر : كتاب قراءة القراءة

 

ارسال التعليق

Top