ويعزز ذلك بالطبع ما يمر به المراهق من حالات انفعالية تدفعه للتمرد على قوانين الأسرة بل والمجتمع أحياناً رغبة منه في إثبات شخصيته والشعور بكينونته واستقلاله.
وغالباً ما يواجه الآباء مشكلات كثيرة في التعامل مع أبنائهم في هذه المرحلة وقد ينحرف الابن أو الابنة نتيجة جهل الآباء في معرفة طرق التعامل المثلى مع المراهق أو المراهقة ويفتحون بذلك له الباب على مصراعيه للانفلات من محيط الأسرة والانخراط في مجتمع آخر يختاره بنفسه قد يكون صالحاً وغالباً ما يكون فاسداً.
في هذا الموضوع لقاء مع د. حسين محمّد الطاهر وطُرح عليه أهم الأسئلة التي تدور في أذهان الآباء ولا يجدون لها أجوبة علمية صحيحة.. وكان هذا اللقاء:
· ما المتغيرات النفسية التي يمرّ بها الشباب في مرحلة المراهقة؟
في هذه الفترة يمر الشباب بتغيرات نفسية وانفعالية تتمثل بالخجل والإحساس بالذنب، التردد والخيال الخصب، الاستغراق في أحلام اليقظة، الميول الانطوائية، التمركز حول الذات، وفي مرحلة "15-16-17" يمر الشباب بتطور مشاعر الحب والميل نحو الجنس الآخر، والحساسية الانفعالية، وزيادة مشاعر الغضب والتمرد على السلطة، وبروز الخوف في بعض المواقف والتعرض للاكتئاب واليأس.
· لماذا تكون المراهقة مرحلة ميول للشباب "أما متدينة أو فاسدة"؟
ذكرنا بأنّ الشباب يمرون بتغيرات نفسية كذلك فانّهم يمرون بتغيرات اجتماعية تبرز على نطاق الاتصال الشخصي والاهتمام بالمنظر الشخصي والتأنق أو النفور والتمرد وكذلك بروز الميول نحو مسايرة الجماعة والشعور بالمسؤولية فإذا كانت التربة والتنشئة قائمة على أسس سليمة تراعي مراحل النمو عند الشباب وتصل فيها الشخصية الواعية المدركة للواقع الإسلامي والإيماني كانت هذه الشخصية ثابتة ومتدينة والعكس صحيح لبقية الشباب الذين لا يلقون مثل هذا الاهتمام والتربية من قبل أسرهم فمصيرهم الفساد والانحراف.
· نجد المراهقين يميلون لتقليد الشخصيات البارزة، فكيف نستطيع أن نجعلهم يميلون إلى الاقتداء بالشخصيات الصالحة؟
مشاركة الشباب الفاعلة لرجال الدين أو غيرهم من المؤمنين المثقفين مشاركة حيوية يجد فيها الشاب نفسه وينمي ذاته بكلّ حواسها وجوارحها، حركاتها وسكناتها مع شعوره بالاستمتاع للاندماج مع هذه المجموعة، هذه المشاركة هي التي تجعل من الشخصيات المذكورة قدوة حسنة للشباب يقلدونهم في كلّ شيء مثال ذلك:
الحوار والتواصل مع الشباب، الاستماع إلى آرائهم، مشاركتهم أفراحهم، مشاركتهم في الرأي، احترامهم وصقل مواهبهم، وتسديد أخطائهم، والترفيه معهم.
· كيف يمكن للوالدين مصادقة أبنائهم والمحافظة على شخصياتهم كأولياء أمور؟
بالكلمة الطيبة بالكلمة الواضحة، بإعطاء الفرصة للتعبير عن رأي الأبناء في حدود القيم والأخلاق، بالجلوس معهم، والاستماع والتحدث إليهم، ومشاركتهم المسؤولية بقيام ولي الأمر بهذا مع المحافظة على دور السلطة والقيم والأخلاق.
· يقضي المراهقون أوقات فراغهم مع الأصدقاء، هل في ذلك مشكلة؟
ليست مشكلة ولكن المشكلة في غياب دور الأسرة عن السؤال عن أصدقاء أبنائهم.. والتحدث إليهم والتواصل المباشر معهم.
كما انّ المشكلة في تباعد الناس عن بعضهم بعضاً وتباعد الأسر عن بعضها بعضاً وقطع الأرحام، ولهذه الأسباب ليس من الضروري أن يكون صديق الشاب أو الشابة خارج أسرته أو المنطقة التي يقطن بها إذا ما توافرت أواصر التزاور والتقارب بين أبناء الأسرة أو المنطقة.
كما يمكن أن يكون الصديق زميلاً بالمدرسة أو بالعمل وعلى نطاق أوسع من ذلك إذا كانت لهذه الصداقة من ميزة حسنة كالالتقاء في مذاكرة الدروس أو في المساجد أو التفقه في الدين أو حتى الترفيه مع ملاحظة ومباشرة أولياء الأمور.
· في حالة ما إذا كان خروجه مع أصداقائه يشكل خطراً عليه فما هي النصيحة التي يمكن توجيهها للآباء؟
يجب على الآباء أن يكونوا البدلاء للأصدقاء المنحرفين. أو الخطرين على أبنائهم وأفكارهم وعلى الأب أن يخرج مع ابنه وأن يشاركه بالرأي، ويصلي معه بالمسجد ويتحاور معه، وأن يقضي معه أوقاتاً ممتعة. ويوفر له المكان الذي يجد فيه أصدقاء خير ينصحونه ويقتدي بهم لحسن أخلاقهم وكذلك توفير العمل المناسب الذي يستمتع به لقضاء وقت الفراغ مع أصدقاء يساعدونه على الاستفادة من الوقت.
وأخيراً اترك ابنك يعبِّر لك عن الإنجازات التي حققها وستجده خير معين لك وصديقاً في آنٍ واحد. ►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق