• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

كيف تصبح مديراً ناجحاً؟

كيف تصبح مديراً ناجحاً؟

◄الإدارة تعني التحكُّم، والسَّيطرة، والمراقبة، والمسؤولية بشكلها الواسع، ذات مفهوم مستقر لا خلاف فيه، وللمدير الناجح خمس وظائف، هي: التخطيط والتنظيم والتوظيف والتوجيه والرقابة.. ولكي تصبح مديراً ناجحاً في أيِّ مجال، فلابدّ من التمسُّك بقواعد عدّة:

 

القاعدة الأُولى: الوضوح في الرؤية

إذا كان المدير يعي ما عليه من مسؤولية، كان على خطوة مهمّة من النجاح، فهنالك ملابسات كثيرة تحدث والمدير لا يعلم عنها أي شيء، وهي جزء من العمل، بل قد تغيب الرؤية بشكلٍ كلّي عن المدير، وهذه من أعظم المشاكل الإدارية، إذ لا يدري ما يفعل مما يعرقل العمل، وليس لديه الشخصية الذكيّة في كشف عمله وما هي مسؤوليته، فيتحتّم عليه أن يكشف عن أوراق عمله أمام نفسه، ويدقق بها جيداً ويعرف الهدف من مسؤوليته، فإذا لم يكشف الهدف فإنه سيضع نفسه في مواقف محرجة كثيرة، إضافة لعدم قدرته على استيعاب أعماله ومهامه الإدارية.

 

القاعدة الثانية: إضفاء روح المرح للمجموعة

على المدير تعزيز روح الألفة والترابط بين الموظفين ومنع أي أمر يعيق هذا التآلف والمحبّة والمودّة بين فريق العمل، لأنّ صفاء العلاقات التي تربط المدير بالموظفين تزيد الإنتاجية في العمل، وكذلك يزيد من استقرار الموظفين، واستقرارهم مهم جداً ولا داعي للتنقلات الكثيرة لهم من قسم لآخر، لأنّ ذلك يربك العمل ويقلل الإنتاجية.

 

القاعدة الثالثة: روح المبادرة

يجب أن يسمح للموظفين التعبير بحرّية عن مقترحاتهم وآرائهم وأفكارهم على كافّة المستويات مما يزيد من الإبداع لدى الموظفين ويفتح لهم آفاق الإبتكار والتميُّز والإبداع في عملهم. وعلى المدير أن لا ينسى عنصر المكافآت للموظفين وأنّ قيمة المكافآت المدفوعة يجب أن تكون مرضيّة لكل من الموظفين والمؤسسة.

 

القاعدة الرابعة: الفهم

الفهم يعني الطاعة والتطبيق والسلوك والعلاقات الخارجية ذات الصلة بين المدير والموظفين، وهو عنصر مهم جداً، وكذلك تقسيم العمل والتخصص أيضاً من ضمن الفهم، فإنه يتيح للعاملين والمديرين كسب البراعة والضبط والدقة التي تزيد من جودة المخرجات.

 

القاعدة الخامسة: العمل الجماعي

المدير الناجح هو مَنْ يُفكِّر في العمل لا في نفسه وشخصيته، وأينما تكون مصلحة العمل يكون معها.. أمّا إذا صار يبحث عن الفرديات والشخصيات، فإنه لا يصل إلى العمل الجاد والمميز.. فإذا شعر الموظفون بقيمتهم وأهميّة وجودهم، ازداد عملهم وارتفعت معنوياتهم واختلفت توجّهاتهم.. أمّا إذا أهملهم المدير، فإنّ كلّ واحد منهم سيشعر بالإحباط وقلة الرغبة في العمل.. فالمدير الناجح مَنْ يصنع الجو الجميل بينه وبين موظفيه، ويجد حلاوة العمل، ورقي الإنجاز والإبداع يدخل بيته ودائرته، فلا يُعكِّر الجو بالفردية والأنانية.

 

القاعدة السادسة: خطة عمل واحدة

على المدير أن يرسم مجموعة من الأهداف تُدار من شخص أو مشرفٍ واحدٍ، ونحن نسمع بصورة مكررة (الشخص المناسب) في المكان المناسب، وقد حفظنا هذه الجملة بشكلٍ جيد، فهل طُبقت هذه الحقيقة يوماً؟ لو عُمِل بها في واقعنا لما وجدنا التخلف والفساد، ولتغير حالنا إلى أحسن حال.

المدير الذي يعرف إمكانيته عليه أن يُقدِّم نفسه في مجاله، فلا يحشر نفسه في أيّ عمل يكون خارج اختصاصه، أو لا يتوافق مع شخصيته المهنيّة. لقد وجدنا أغلب الفاشلين هم الأشخاص الذين تمركزوا في أماكن لا تناسبهم، لا طولاً ولا عرضاً، فتاه بهم المكان وضاعت منهم المسؤولية، وانكشف أمرهم.

 

القاعدة السابعة: حل المشاكل بأقل كلفة

إنّ المدير الناجح هو مَنْ يسعى إلى حلّ المشاكل بصورة صحيحة بعيدة عن العناد والتشفِّي، فإنّ المدير كلّما كان مدركاً ومستوعباً للحالات التي يمر بها الموظفون أو العاملون، كان أكثر نجاحاً في حل مشاكلهم، فلا يأخذه الغرور بما يملك من مقامٍ فيؤدي ذلك إلى إنهاء خدماتهم وطردهم من العمل، بل عليه أن يبذل جهداً كبيراً في صنع الحلول المناسبة، وأن يُفكِّر بجدّية وخوف وحرص، فلا يكسر أحداً، فكسر الخواطر لا تجبرها العبائر، وكم من كلمة مؤلمة بقي أثرها في القلب ناراً ملتهبة لا يعلم صاحبها متى تنطفئ.

إنّ المدير المفكِّر في نجاح عمله المهتم بشخصيته المهنية يجد الحلول المناسبة لأي مشكلة تحدث، فلا يوجد مكان لا تحدث فيه مشاكل؛ لكن تقليل الزخم والتوتر في غاية الأهمية، فينبغي للمدير أن يخلق روحاً من السماحة واللطافة في نفوس العاملين، فإنهم سوف يتأثرون بذلك كثيراً، وسيحصد ثمار غرسه في كلِّ حينٍ، فكلماته الطيبة وسلوكياته الحسنة تتحوّل إلى أشجار في قلوبهم تؤتي أكلها كلَّ حين.►

ارسال التعليق

Top