◄لا توجد عملية يمكن أن توصف بأنّها سهلة جدّاً، حتى وإن اعتقدت أنّك قد أنجزت كلّ شيء على أكمل وجه، أو أنّها غير خطرة. ولحسن الحظ ليس من بين المخاطر التي تحف بالتخطيط ما هو شديد الخطورة، بحيث يستعصي عليك التخلص منه بمجرد أن يطل برأسه، والمخاطر هي:
1- فقدان التلقائية:
التلقائية قرينة المرونة، وتعني الاستفادة من زخم اللحظة التي تسنح فيها الفرص. لذلك لا يمكِّنك التخطيط لأن تكون نهاز فرص تلقائياً، لأنّ ذلك يتعارض مع مصطلح التخطيط. ولكن يمكِّنك التخطيط لأن تكون مرناً، وذلك هو المفتاح.
فإن كانت استراتيجياتك في التخطيط مرنة، فستكتسب التلقائية وتواجه ثروة من الفرص، ويكون الطريق أمامك مفتوحاً للتقدم صوب النجاح.
2- الثقة الزائدة في العملية:
إن وضعت ثقة كبيرة في الكيفية التي ستنفذ بها خططك، فقد ينتابك الخوف في الخروج عليها ومحاولة شيء جديد، واعلم أنّ التمسك الشديد بهدف واحد يحول بينك وبين رؤية العقبات والبدائل التي قد تؤثر على فرص نجاحك. فبدلاً من مواصلة السير، تجد نفسك تصارع وأنت مكبل الخطى، وخططك قد توقفت.
3- عوز النمو:
إن لم تنم ستراوح مكانك ولن تبرح المربع الأوّل أبداً. وحتى تنمو أنت في حاجة إلى الإثارة والتحفيز اللذين يصاحبان الأفكار الجديدة والمعرفة الجديدة والطرق الجديدة، وبغض النظر عن الجودة التي تعتقد أنّ خططك قد بلغتها عند النقطة التي بدأت منها، تبقى حاجتك قائمة للسماح بالتعديل والتحسين على طول الطريق؛ حيث ستنبت مفاهيم جديدة وتبدأ في حمل الثمار، تماماً كما تنمو الشجرة المعافاة.
4- الغم النفسي:
التخطيط الذي لا يستند إلى نظام يمكن أن يقود إلى قصر النظر وعوز الإبداع وعدم القدرة على الابتكار. ووضع كهذا قد يجعلك محبطاً متضايقاً وغير سعيد تماماً، كما لو أنّك تعمل بدون خطة في الأصل. أما التخطيط المنظم فقد يزيل عن صدرك الضيق والإحساس بالمحنة ويحف رحلتك بالسعادة.
5- التمسك الأعمى بطرق العمل:
إذا أصبحت كيفية أداء العمل أهم من إنجاز العمل نفسه، استغرقتك الطرق والأساليب والإجراءات عن الأهداف، وعندها ستذبل أحلامك في المستقبل وتتلاشى.
إنّ الفوائد المترتبة على التخطيط -كما ترى- أرجح كفة على الرغم من المخاطر التي تحف به. وفي إمكانك تجنب تلك المخاطر وما سواها، عبر التفتح الذهني وعدم السماح لنفسك بالتوقف عند الطرق والإجراءات على حساب الأهداف وكذلك بالبعد عن حرفية التطبيق.►
المصدر: كتاب التخطيط أوّل خطوات النجاح
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق