• ٢٠ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

العيد.. فرصة عظيمة لتوثيق الروابط بين الأرحام

العيد.. فرصة عظيمة لتوثيق الروابط بين الأرحام
◄من المعاني الإنسانية التي ترتبط بالعيد، وتتأكد بمظاهره الخيّرة "صلة الرحم" التي تتميز عن سائر العلاقات الاجتماعية، وهي من أقوى الروابط وأكثرها رسوخاً وثباتاً. ومع الإحساس الفطري والشعور الوجداني بقوة هذه الرابطة وثباتها وتميزها على سائر الروابط والعلاقات الإنسانية والاجتماعية؛ فإنها بحاجة إلى التذكير بحقوقها دائماً. لذا، خصّ القرآن الكريم الرحم والقرابة بمزيد من العناية والرعاية والاهتمام، ووجّه سبحانه وتعالى وصيّته بهم في كثير من آياته، وحذر من قطيعتهم وجفوهم وتفكك الصلات بينهم، فقال تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ) (النساء/ 1). وقال سبحانه: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ) (محمد/ 22). ويأتي العيد ليكون فرصة عظيمة لتوثيق الروابط والصلاة بين الأرحام. وصلة الرحم تكون بزيارتهم ومعونتهم بالنفس والمال، كما تكون بعيادة مرضاهم وإجابة دعوتهم، والتهنئة ما يسرهم، وبصفة عامة تكون صلة الرحم بإيصال ما أمكن من الخير، ودفع ما أمكن من الضر والمكروه حسب الوسع والطاقة. وتكون قطيعة الرحم بعدم مودتهم، وتوجيه الإساءة وترك الإحسان إليهم، وقد حذر الإسلام من قطيعة الرحم معتبراً إياها من أبغض الأحوال عند الله، فكما جاء في الحديث القدسي: "أنا الله وأنا الرحمن... خلقت الرحم وشققت لها إسماً من إسمي؛ فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته"، وقوله (ص): "من سرّه أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه" (رواه مسلم). أما سعة الرزق؛ فلأن صلة الرحم تجلب محبتهم ومودتهم، وفي ظلال محبة الأهل والأقارب، يعيش الإنسان آمناً مطمئناً مقبلاً على عمله الذي جعله الله مصدر رزقه فيباركه له. وأما طول العمر؛ فمعناه بقاء ذكره الجميل وسيرته الحسنة (والإنسان سيرة بعده) فكأنه لم يمت، ما مثله إلا كمثل الذي لم ينقطع ذكره بموته، فهناك من يموت في الستين، ويبقى ذكره بعده مئات السنين، ومثل الذي لم ينقطع ذكره بموته بالعمل الصالح، والصدقة الجارية، والولد الصالح الذي يدعو له، وكما قيل: "وما المرء إلا ذكره ومآثره".►

ارسال التعليق

Top