امتداد لداخل البيت ويحتاج إلى اهتمام
يُعتبر مدخل البيت وواجهته الخارجية امتداداً للبيت. بالتالي فإنّ الاهتمام الذي يحظى به من قِبل أصحابه ومصمميه يجب ألا يختلف كثيراً عن اهتمامهم بالداخل. وكلما كان هذا المدخل جميلاً وأنيقاً أوحتى بفخاخة البيت أعطى انطباعاً جميلاً عنه. فالبيوت تُقرأ من واجهاتها، ومتى كانت الواجهة غنية ومنسجمة مع محيطها، تحولت إلى لوحة فنية تعكس ملامح البيت وتطلق العنان للخيال، ليرسم الصورة الداخلية المُثلى. كثيرة هي العناصر التي تسهم في رسم هذه اللوحة الخارجية الرائعة. وتَناغُم هذه العناصر في ما بينها هو الذي يؤدي إلى نجاحها.
- المساحة الخضراء:
هل أوّل ما يجب الاهتمام به في الفناء الخارجي عند مدخل البيت، حيث تمنحه طابعاً خاصاً وتجعله جزءاً من الطبيعة المحيطة به، كما تمنح الداخل إليه شعوراً بالراحة والاطمئنان.
أمّا بالنسبة إلى أهل البيت فتشكل هذه المساحة الخضراء مساحة حيوية تتخذ طابعاً جمالياً وعملياً في آن. ليس من الضروري أن تكون هذه المساحة شاسعة ومترامية الأطراف، بل يمكن تحويل أي مساحة متوافرة أمام البيت إلى حديقة خضراء تنبض بالحياة وتتكلم لغة الجمال.
ويمكن تجزئة المساحة إلى ثلاثة أقسام رئيسية، وهي الخضيرة أو مساحات العشب الأخضر، الأشجار الظليلة أو المشذبة، وأخيراً الشتول والأزهار. إلى هذه الأقسام الرئيسية تضاف العناصر التزيينية التي من خلالها يمكن إعطاء الفناء الخارجي شكلاً فنياً جميلاً.
عند التخطيط لعمل حديثة، يجب الأخذ في الاعتبار استمرارية العناية بها، وإلا ستتحول من منظر خلاب إلى لوحة مشوّهة تؤثر سلباً في جمال المدخل وفي نفسية أفراد البيت. ولذا، يجب التخطيط السليم والرعاية الدائمة لتلك المساحة أياً كان حجمها. ويجب وضع النباتات التي تحتاج إلى رعاية متواصلة قريباً من المنزل، وذلك لاحتمال عدم رعاية النباتات البعيدة عن الأنظار، كما أنّه بهذه الطريقة يصبح نقل المعدات الزراعية وربط خرطوم المياه بالصنبور عملية سهلة، ويجد أفراد العائلة الحديثة قريبة منهم للاستمتاع بالأوقات التي يقضونها فيها.
عند الإعداد لزراعة خضيرة أمام البيت يجب التأكد أوّلاً من كونها تتلقى إضاءة كافية، وأنها غير معرضة لأشعة الشمس القوية طوال اليوم. ويمكن التفنن في تصميمها، مع إعطائها شكلاً ملتوياً متعرجاً، وتقسيمها قسمين على جانبي الممر الرئيسي المؤدي إلى مدخل البيت. كما يمكن تزيينها بواحات وتنسيقات من الشتول والأزهار، المحاطة بالحجارة أو بالصخو والمنحوتات والأواني الفخارية، لإضفاء المزيد من الفخامة على المدخل الخارجي. لكن يبقى الشرط الأساسي العناية المستمرة بها، لتحافظ على اخضرار مشرق يعطي منظراً محبباً ويشكل تضارباً مطلوباً مع ألوان الأزهار والأشجار المزهرة.
في حال عدم وجود مساحة كافية لغرس الشتول والأزهار أمام البيت وفي مساحة الخضيرة، ينبغي عدم إغفال حاويات الزهور، أي الأواني الأسمنتية والبلاستيكية التي توضع الزهور داخلها، كما يمكن الاستعانة بالسلال المعلقة التي يسهل رفعها أو خفضها. وفي الإمكان أيضاً الاستعانة بأحواض الزهور المتحركة حتى يمكن نقلها من مكان إلى آخر بسهولة ويُسر. وهنا يُنصح برفع مستوى أحواض الزهور لتسهيل رعايتها ولعدم التعرض لآلام الظهر المبرّحة. ووضع هذه الأحواض على ارتفاع عشر بوصات من سطح الأرض يسهّل رعايتها أثناء الجلوس على مقعد مثلاً.
الأشجار بدورها تلعب دوراً أساسياً في تزيين مدخل البيت. والأشجار المعمرة رائعة في البيوت ذات الطابع التراثي القديم وتمنح المكان رهبة ووقاراً وجمالاً وتؤمّن ظلا مستحباً أمام البيت، أما في البيوت ذات التصميم الحديث، فالأشجار المشذبة التي يمكن نحتها وإعطاؤها أشكالاً فنية مختلفة، هي الأفضل.
وكخيار آخر إلى جانب الخضيرة والحديقة الأمامية التقليدية، يمكن التفكير في استخدام الصخور والأحجار في التزيين والتنسيق، نظراً لغنى عناصرها الجمالية. كما أنها حل مناسب للعديد من المشاكل، التي قد تواجه البعض، عند البدء في الحديقة مثل وجود مناطق صخرية محيطة بالمنزل. وهناك أمثلة كثيرة على الحدائق الصخرية التي يمكن تحويلها إلى ركن رائع الجمال، تتداخل فيه الصخور بحدتها، والزهور برقتها ونعومتها.
- المساحة المائية:
إنّ استخدام مصادر المياه الصناعية كالبرك والشلالات، التي تُحدث تناغماً جميلاً مع النباتات والأشجار المحيطة، هي من أهم الأشياء التي تضفي لمسة جمال وفخامة على الفناء الخارجي أمام البيت. ومن الأمور التي يجب مراعاتها عد عمل مساحة مائية في الحديقة وضع مضخة صغيرة للمياه في الوسط وتمديد أسلاكها بشكل جيِّد، وفلتر للمياه على جانب من جوانب البركة وتمديد أسلاكه أيضاً بشكل جيِّد مع تأمين تغطية الأجزاء الزائدة بمسطحات العشب حتى لا يظهر منها شيء.
الأكيد أن منظر المياه رائع وصوت جريانها جميل، ويمكن التفنن في أشكال البرك والمساحات المائية كثيراً، وإضافة عناصر تزيينية إليها مثل توزيع بعض النباتات والصخور والتماثيل حولها، ورمي أوراق الزنبق والورود أو أزهار اللوتس داخلها.
- الإضاءة الصحيحة:
إنّ المنطقة الخارجية للمنزل تتنوع من منزل إلى آخر، فغالباً ما تكون عبارة عن حديقة صغيرة أو حديقة كبيرة، وأحياناً تكون مسبحاً أو بركة أو سوراً وممرات. ولذلك يجب الاهتمام بتصميم الإضاءة حول المنزل، لإظهار وإبراز كل العناصر الجمالية للمنطقة الخارجية منه.
يجب أن تكون إضاءة مدخل البيت جيِّدة، ولكن غير باهرة في الوقت ذاته، بحيث تحدد مسار الدخول للبيت والعتبات عند الباب إن وجدت، وكذلك السلالم بحيث تشع كل عتبة من السلم بضوء يحدد موضعها وبشكل رائع. وكذلك تكون إضاءة مدخل البيت على جانبي الباب أو متدلية لتعطي إضاءة عامة للمدخل قبل الدخول للبيت. كما يمكن إضافة إضاءة جمالية مخفاة وهادئة بين نباتات الحديقة لتبرز جمالها في الليل أيضاً، ولا بأس بجعلها إضاءة مخفاة ملونة، أو من خلال الكشافات الأرضية بمختلف أحجامها وألوانها، التي تعكس ظلال النباتات والأشجار على السور والجدران، أو تظهر تفاصيل سطحها الجميل كجذوع النخيل.
ومن الأماكن التي تتطلب إضاءة أيضاً السور الخارجي للمنزل، وهو في حاجة إلى ضاءة تبرز قيمته الجمالية الإنشائية وتُبرز النباتات الموجودة عليه. وتُعتبر إضاءة السور عنصراً أمنياً يحميه من أي دخيل. وكذلك في الممر الأساسي المؤدي إلى المنزل، حيث تترتب الإضاءة على جانبي الطريق وبشكل منتظم على امتداد المسار، بحيث يعطي جمالاً وارتياحاً لمدخل المنزل والطريق المؤدي إليه.
تختلف الإضاءة من مساحة إلى أخرى، فإنارة الممرات تختلف عن إنارة المسبح وعن مدخل البيت. والاختلاف يكون في وضعية مصادر الإنارة واتجاهاتها، فتكون إما إلى أعلى أو على الجوانب. الإنارة العلوية عبارة عن إنارة توجّه إلى الأعلى وهي شاعرية للغاية، ولا سيما عندما تكون موجهة إلى شجرة ذات غصون ممتدة أو منحوتة صخرية جميلة.
الإنارة العلوية تكون في العادة مثبتة في الأرضية أو البساط العشبي. ويُستخدم هذا النوع من الإنارة لإبراز شجرة كبيرة، أو على واجهة المسكن لإبراز أحد التفاصيل المعمارية فيه. أما الإنارة السفلية فيتم استخدامها للنواحي الأمنية. ومكان وجود الإنارة السفلية يكون في الأعلى، بحيث تنتشر وتغطي منطقة ما، سواء لمداخل ومخارج المسكن أو للحديقة الخلفية.
- السور والممرات:
الدروب الضيقة والممرات المرصوفة بالحصى والبلاط الحجري، التي يتم تصميمها بطريقة ممتازة تجعل من عملية الدخول إلى البيت أو الخروج منه عملية ممتعة للغاية، تقود الزوار الضيوف إلى مدخل المنزل مباشرة وسط أجواء من الهدوء والرعاية. وكلما كان محيط الممر الرئيسي واسعاً وفسيحاً أعطى انطباعاً براحة وأمان أكثر. ولذا ينصح الخبراء بعدم زرع النباتات المرتفعة على جانبي الممر والاكتفاء بشتول خضراء أو مزهرة قليلة الارتفاع، خالية من الأشواك أو الأوراق المسننة. أما الدرب المؤدي إلى البيت والذي يمكن أن تسلكه السيارات فيستحسن أن تُغرس على جانبيه أشجار ظليلة تؤمّن ممراً أخضر رائعاً.
سور الحديقة يعتبر من العناصر المهمة في واجهة البيت، ومهما تكن المادة المستخدمة في تشييد السور، يجب ألا يقل ارتفاعه عن متر وذلك تحاشياً للتعثر فوقه. أما لدواعي الأمان وحجب الأنظار، فيمكن رفعه إلى حدود المترين أو أكثر. يمكن إضافة القضبان الحديدية المشغولة والملونة إلى السور لإضفاء مسحة جمالية عليه، ويمكن أن يصبح أكثر بهجة للناظرين، إذا تم انتقاء النباتات المتسلقة المناسبة ذات الأوراق والأزهار الجميلة، التي تحافظ على اخضرارها طوال العام، أو إذا تم غرس شجيرات وأشجار وورود عند جهته الداخلية، إذا كان مجرد جدار أو سور حجري.
- الفخار زينة الحديقة الأمامية:
يعتبر ديكور الفخار ذو الألوان الزاهية كالأخضر والأصفر والأحمر والأزرق ملائماً للديكور العصري عند مداخل البيوت، حيث يمتاز بألوانه الفاتحة المائلة إلى الطبيعة، وفي الإمكان استخدامه في الإضاءة الثابتة والمتحركة لما يوحي به من رومانسية وسكينة.
ويمكن استخدام بعض الجرار الفارغة الصغيرة وتزيينها بفروع النباتات الخضراء، سواء الطبيعية أم الصناعية، ووضع تلك الجرار حول نافورة صغيرة مستديرة في الحديثة، أو جعل الجرار ذاتها مصدراً مائياً محبباً، وتحويل جرة كبيرة مثلاً إلى شلال من أنغام صوت الماء الهادئ محاطة ببعض الحصى والصخور الصغيرة الملونة وبالزرع الأخضر مختلف الارتفاعات. ومن الممكن كذلك تزيين واجهة البيت بالأحواض الفخارية الملونة، أو عمل المشربيات والمكرميات في الشرفات من ديكور الفخار وإضافة لمسات فنية إليه، فضلاً عن قطع أخرى تُوزع في الممرات مع إضافة النباتات المتسلقة إليها.
ارسال التعليق