◄جميعنا يريد كل شيء حالاً، اليوم لا غداً، والأفضل أمس أو أمس الأول إن أمكن: السرعة أهم وصايا العصر، وهي عامل الفصل الذي يحسم المنافسة دون أخذ أو رد.
يعتبر الرمز "a. s. a. p" وهو إختصار العبارة الإنكليزية "as soon as possible" التي تعني "في أسرع وقت ممكن"- في عموم الشركات الأمريكية المعيار الأول والأخير في كل ما يتعلق بمواعيد التسليم وما إلى ذلك من شروط زمنية. من ليس له عنوان إلكتروني يعتبر خارج حدود اللعبة، والجميع ينتظر جواب الرسالة الإلكترونية في غضون أربع وعشرين ساعة لا أكثر.
أما البريد الورقي فلم يعد يحظى إلا ببعض الابتسامات الساخرة، أو بتسميات من شاكلة "بريد السلحفاة". وبدوره يضمن الهاتف الجوال إمكانية التواصل المباشر بين الجميع أينما كانوا وعلى الساعة ودون أي تأخير، تماما كما لو كانوا مجتمعين على طاولة واحدة.
لكن أعداد الذين يعانون من وطأة مجتمع السرعة هذا آخذة اليوم في تزايد مطرد. يجسم على صدور هؤلاء إحساس ثقيل بأنهم مجربون على قضاء حياتهم كلها في سباق محموم مع الزمن، فإن هم تباطؤوا لحظة تجاوزتهم عربة الزمن وأصبحوا خارج حدود عصرهم. في عالم اليوم لم يعد الكبير يسيطر على الصغير فواقع الصورة الراهنة يقول إن "السريع يتجاوز البطيء".
والحقيقة أن "إدارة السرعة" تساهم في زيادة حدة هذه الضغوط، إذ إنها تهدف بالدرجة الأولى إلى رفع معدل الأداء وإنجاز المزيد في زمن أقصر وأقصر.
تتمتع إدارة السرعة بأهمية استراتيجية كعامل حاسم على صعيد المنافسة. فالشركة التي تفهم قواعد لعبة إدارة السرعة وتجيد التعامل معها تستطيع أن تعدل بنيتها وتطور آليات عملها باستمرار بما يحقق انسجاما أفضل مع المعطيات البيئية المتجددة، الأمر الذي يضمن بدوره تجاوبا أسرع وأكثر مرونة مع متطلبات السوق تعيش حركة تجدد مستمرة.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق