• ٢٠ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

إيجابية الشكر في شهر الكرم

عمار كاظم

إيجابية الشكر في شهر الكرم

شهر رمضان.. شهر العبادة والصيام والقيام سنعيشه هذه السنة مع أولادنا بشكل مختلف، سنعيشه ونحن من الشاكرين؛ الشاكرين اعتقاداً والشاكرين عملاً والشاكرين عبادة (بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (الزّمر/ 66)، نحن لسنا حامدين فقط بل سنصل لدرجة الشاكرين، هذا هو طموحنا هذا العام. سنكون من الشاكرين قولاً وعملاً وعبادة ضمن برنامج ومخطط نعيشه في بيوتنا كلّ يوم بل كلّ دقيقة من يومنا لنحوّل الحمد إلى شكر، ونحوّل القول إلى عمل وعبادة، لسبب واحد بسيط أنّه لا يوجد مرحلة وسطية في الشكر، قال تعالى: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) (الإنسان/ 3). رمضان شهر العبادة والتواصل، التواصل مع من نحب ومن نعز، والتواصل هو تطبيق عملي لحمد الله على نعمة الأهل، وشكره على أنّه جمع لنا من الناس حولنا من نحب، وأعاننا على برهم، فلا تبخل على هذه النعمة بشيء. اجمع أسرتك حولك في الفطور والسحور وفي فترات الذهاب للمسجد، افتح بيتك لوالديك وللجد والجدة والأعمام والأخوال ولأبنائهم، علِّم صغارك التواصل معك أوّلاً ومع أقربائهم وأصدقائهم، دعهم هم من يقوم بتقديم الأطباق للجيران والأقرباء، اتصل وتواصل مع الناس، ولا تنسَ أنّ صغارك كاميرات مراقبة تسجل وتخزن ما تقوم به ليتبنوه ويقوموا به لاحقاً عندما يتقدم بهم العمر؛ (وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) (لقمان/ 14). التسامح نعمة علينا أن نحمد الله ونشكره عليها، فهي تنجينا من سواد القلب وعلل الجسد، عندما نغضب ونكره نحقد ستنتقل عدوى الكره إلى الصغار، بل قد تسرق منك وقتك ومتعتك مع أبنائك، وقد تكون هذه المشاعر موجهة لأقرب الناس لنا، ربما زوج، زوجة، عم، خال، أقرباء، أصدقاء، لنبدأ هذا الشهر بروح التسامح على القدر الذي نستطيعه، والتسامح لا يعني أنّنا نقر بما فعلوه، ولكنه نوع من الترفع عن صغار الأمور، وهو نوع من الشكر على نعمة الصحة التي ربما يقضي عليها الكره والغضب، وهو نوع من الشكر لنعمة الوقت الذي قد يضيع في سواد الأفكار السلبية ونوايا الانتقام.. تخيل الغضب سفينة تحملك في بحر تعلوه أمواج الغضب، من سينجيك منها؟ ومن يستحق الشكر؟ (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (الأنعام/ 63). الإيجابية والتفاؤل والسعادة كلّها مشاعر تحولك لشخص مختلف، شخص يرى جمال خلق الله فيما حوله، ويحوّل الابتلاء إلى نعم والنعم إلى إبداعات، يجذب من حوله له، ولا ينفِّرهم منه، يبدأ كلّ يوم على أنّه يوم جديد، يشكر الله على هبته؛ ليزداد إيماناً وعملاً وشكراً. والإيجابية هي شكرٌ لله تعالى على أن وهبك نفساً تواقة للأفضل، تخيل أنّ هذه شخصيتك ما بين أبنائك؛ فهل سينفرون ويعصونك، أم يقتربون منك ويحبونك ويطيعونك ويقلدونك؟ وبدلاً من أن يكون لدينا إنسان إيجابي واحد، سيكون لدينا أسرة إيجابية تغير ما حولها للأفضل.

ارسال التعليق

Top