تتطلب كل حركة إصلاحية ثلاثة مرتكزات مهمة لتحقق نجاحها وهي: المنهج الإصلاحي الواضح المعالم، القيادة المصلحة التي تتبنى المنهج، الأمة التي تلتف حول القيادة لتسير معها حتى النهاية. وعند تحليل الثورة الحسينية استنادا إلى هذه المرتكزات سيتضح الآتي:
أولاً: وجود المنهج الإصلاحي، ويتمثل بكتاب الله المجيد، وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وآله، وهو منهج حاكم على صلاح الحاكم والمحكوم، وينطوي على الأحكام والقيم التي تؤسس لنظام حكم عادل، ونزيه، وكفوء، يصون الحقوق والحريات، ويمنع الظلم والعدوان، ولذلك تجد أن الأمام الحسين عليه السلام في رسالته لأهل الكوفة يقول: ".. فلعمري، ما الإمام إلا العامل بالكتاب، والآخذ بالقسط، والدائن بالحق، والحابس نفسه على ذات الله.."، مما يدل على وضوح المنهج الإصلاحي في الثورة الحسينية، بشكل يجعل هذه الثورة غير فوضوية في بنائها الفكري، وإستراتيجية في توجهها لاستبدال حالة الانحراف والظلم بحالة الاستقامة والعدل.
ثانياً: وجود القيادة المصلحة المستعدة لتبني المنهج والمتجسدة بالحسين عليه السلام، وهي قيادة تتميز بما يلي:
- أن الإصلاح يشكل بوصلة عمل هذه القيادة وليس الرغبة في المال والسلطان والمصالح الضيقة، ويتضح ذلك في قول الحسين عليه السلام في منى: " اللهم، انك تعلم أنه لم يكن ما كان منا تنافسا في سلطان ولا التماسا من فضول الحطام، ولكن لنري المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك، ويعمل بفرائضك وسننك وأحكامك "، وقوله في موضع آخر: " إني لم أخرج أشرا ولا بطرا، ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله، أريد أن آمر بالمعروف وأنه عن المنكر "، وشكل هذا التحرك الإصلاحي الحسيني امتدادا طبيعيا للخط الإصلاحي لجده رسول الله صلى الله عليه وآله، وأبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فقد ورد عن أبيه قوله لعبد الله بن عباس: " اللهم، انك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان، ولا التماس شيء من فضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، فيأمن المظلومون من عبادك، وتقام المعطلة من حدودك ".
- أن المنظومة الخلقية والصفات الشخصية للقيادة تؤهلها للنهوض بدورها، وبصورة لا تجعل حركتها الإصلاحية مجرد استبدال مستبد بمستبد آخر أو منحرف بمنحرف آخر، كما يحصل في كثير من الثورات والانقلابات السياسية التي شهدتها البشرية في أماكن وأوقات مختلفة من تاريخها، ويتضح ذلك في قول الحسين عليه السلام لوالي المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان: " أيها الأمير، إنا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ومحل الرحمة، بنا فتح الله وبنا ختم، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله.."، وفي هذا القول إشارة واضحة لطبيعة التمايز الخلقي والتكوين الأسري والنفسي، والبناء العقائدي بين قيادة الإصلاح الحسينية، وبين قيادة الانحراف الأموية.
- الاستعداد الكامل من القيادة لتحمل كافة التضحيات من أجل المضي في ثورتها حتى النهاية، وقد تبين هذا الأمر في قول الحسين عليه السلام وهو في طريقه إلى العراق: " ألا ترون إلى الحق لا يعمل به، والى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء ربه حقا حقا، فاني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما "، وقوله في كربلاء: " إن الدعي ابن الدعي ركس بين اثنتين، بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة "، وقد تحدثت عن حجم الاستعداد للتضحية من قبل القيادة الحسينية حتى الكتب المقدسة القديمة، فقد ورد في سفر يوحنا، الإصحاح الثاني عشر القول: " انك الذي ذبحت وقدمت دمك الطاهر قربانا للرب، ومن اجل إنقاذ الشعوب والأمم، وسينال هذا الذبيح المجد والعزة والكرامة والى الأبد، لأنه جسد البطولة والتضحية بأعلى مراتبها ".
- توفر المقدرة القيادية لهذه القيادة، بإتقانها لفن التخاطب والحوار مع أتباعها ومعارضيها، لبيان طبيعة الانحراف الحاصل في السلطة، وضرورة المبادرة إلى الإصلاح واختيار الأفضل لدينهم ودنياهم، والتحذير من انعكاسات الانحراف الخطيرة على شرعية الحكم وحقوق وحريات الناس، كما يتضح ذلك في قول الحسين عليه السلام: " أما بعد، أيها الناس، فإنكم إن تتقوا، وتعرفوا الحق لأهله يكن أرض لله، ونحن أهل بيت محمد وأولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدعين ما ليس لهم، والسائرين فيكم بالجور والعدوان ".
وقد حرصت هذه القيادة على تهيئة كافة مستلزمات نجاح الحركة الإصلاحية من خلال التحرك الإعلامي الناجح من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، ومن ثم اختيار الكوفة لتكون محل الثورة بعد أن تأكد لها مبايعة أكثر من ثمانية عشر ألف كوفي لمسلم بن عقيل رضوان الله عليه، وإعلانهم الاستعداد للالتفاف حولها لإصلاح انحراف مؤسسة السلطة، وإرسال الوفود إلى الأمصار معلنة الثورة.. بمعنى أنها على المستوى السياسي الواقعي قامت بكل ما يجب لحركة إصلاحية ناجحة، وقد يحاجج البعض بالقول أن هذه القيادة أعلنت أكثر من مرة طبيعة النهاية التي تنتظرها، كما هو الحال في حديث الحسين عليه السلام مع أم سلمة رضوان الله تعالى عليها وما شابه، فيرد على هذا القول أن الحديث في هذه الدراسة لا علاقة له بالبعد الغيبي الذي يعلمه قائد الحركة بالأسرار الإلهية، وإنما التأكيد يتم على أساس الوقائع التي حصلت في نهاية سنة 60 وبداية سنة 61 للهجرة النبوية الشريفة، وتحليلها بمقياس الحركات الإصلاحية للحكم على صلاحها، والتأشير على موضع الخلل آنذاك.
ثالثا: وجود الأمة التي تلتف حول القيادة، ولكن هل تستطيع هذه الأمة المضي حتى النهاية مع قيادتها؟، إن موضع الخلل في الثورة الحسينية يقع في هذا المفصل المهم، فالأمة في تلك الفترة تتميز بما يلي:
- إحساس كبير بحالة الظلم، وشعور بالحاجة إلى التخلص من الظالمين، وإدراك لحصول الانحراف عن المنظومة القانونية للإسلام التي يجسدها الكتاب والسنة لدى مؤسسة السلطة، لاسيما في مصري الكوفة والبصرة، لذلك تجد أنها أظهرت التململ والرغبة بالخروج عن خط الانحراف الظالم، فأرسلت وفودها تستنهض القيادة المصلحة لتقوم بدورها في معالجة الأمر وتصحيح الاعوجاج.
- انعدام التنظيم الجيد لدى الأمة – آنذاك- وشيوع حالة من اللاتجانس بين مكوناتها من العرب والموالي وبين العرب أنفسهم، وتقاطع المصالح بين النخبة والقاعدة، بمعنى أن شعورها بالظلم ورغبتها في الإصلاح لم تتحول إلى تيار فكري سياسي واجتماعي متكامل قابل للتنظيم بحركة واحدة لا يمكن اختراقها.
- إن المنظومة الأخلاقية للأمة طالبة الإصلاح كانت ضعيفة إلى حد بعيد، فنخبتها في أكثرها شبيهة بالحتات التميمي الذي قال لمعاوية بن أبي سفيان: "أشتر مني ديني" رغبة منه في الحصول على مزيد من الدنانير، فكان من السهولة شراء ذممها من قبل السلطة المنحرفة، وهذا ما حصل بالفعل مع كثير من زعماء الكوفة -آنذاك - كعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وأشباههم من الطامعين بالإمارات أو الأموال، ونظرا للطبيعة القبلية والعشائرية البدائية للمجتمع، فقد نجحت النخب الطامعة في زرع التخاذل وتحريك الحمية القبلية والعشائرية المتخلفة بين أفرادها لمصلحة السلطة هذا من جانب.
ومن جانب آخر تجد أن غالبية عامة المجتمع تسودها حالة من الجبن والخوف المتراكم من السلطة، بمعنى أنها لم تتحرر حقا من قيودها لتكون مؤهلة للقيام بواجبها الإصلاحي، لذلك تجد أن عبيد الله بن زياد والي الكوفة آنذاك نجح في استثمار حالة الخوف هذه ببث الدعايات المضللة عن جيش الشام القادم، ومعاقبة المناصرين للحسين عليه السلام، وممارسة شتى وسائل الترغيب والترهيب، حتى وصل الأمر إلى أن مسلم بن عقيل رضوان الله عليه الذي بايعه بالأمس أكثر من ثمانية عشر ألف كوفي على السمع والطاعة لا يجد من يعطيه الماء سوى امرأة صالحة تعرضت للخيانة من ولدها الذي ذهب وأخبر السلطة عن مكانه لاعتقاله وقتله.
هذه الأمة بخصالها أعلاه خذلت قيادتها الإصلاحية بشكل مأساوي، فصدق عليها قول القائل قلوبها مع الحسين وسيوفها مع سلطة الانحراف، لذا تجد أن الحسين عليه السلام يخاطبها يوم عاشوراء بنقمة وحسرة عالية الإحساس بقوله: " تبا لكم أيتها الجماعة وترحا، أفحين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين، سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم، وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم، فأصبحتم البا لأعدائكم على أوليائكم بغير عدل أفشوه فيكم، ولا أمل أصبح لكم فيهم، فهلا لكم الويلات، تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن والرأي لما يستحصف، ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدبا، وتداعيتم عليها كتهافت الفراش، ثم نقضتموها، فسحقا لكم يا عبيد الأمة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ومحرفي الكلم، وعصبة الآثام، ونفثة الشيطان، ومطفئي السنن، ويحكم أهؤلاء تعضدون وعنا تخاذلون، أجل والله الغدر فيكم قديم، وشجت إليه أصولكم، وتآزرت عليه فروعكم، فكنتم أخبث ثمرة شجى للناظر وأكلة للغاصب ".
والنتيجة التي ترتبت على وجود أمة غير مستعدة للقيام بعبء الإصلاح في الثورة الحسينية هو أن القيادة المصلحة وجدت في يوم العاشر من محرم الحرام سنة 61 للهجرة النبوية الشريفة نفسها في قلة من الأهل والأصحاب تحوطها جيوش الانحراف والبغي من كل جانب، فانتهى الأمر إلى استشهاد القائد والأتباع بصورة مؤلمة، وبوحشية مفرطة، ولكن ستترتب على ذلك آثار تترك انعكاساتها على الجميــع كما سنرى.
تحليل الثورة الحسينية في ضوء نظرية تأثير الفراشة
تعد نظرية تأثير الفراشة من النظريات الفيزيائية التي تم سحبها إلى ميدان السياسة مؤخرا، وقد ابتكرها عالم الأرصاد الجوية الأمريكي ادوارد لورينز عام1963 ميلادية، وتقوم هذه النظرية على وصف الظواهر والتأثيرات المتبادلة التي تنجم عن حدث أول، قد يكون بسيطا في حد ذاته، لكنه يولد سلسلة متتابعة من النتائج والتطورات المتتالية التي يفوق حجمها بمراحل حدث البداية، وبشكل قد لا يتوقعه أحد، وفي أماكن ابعد ما يكون عن التوقع. وعند تحليل القضية الحسينية استنادا إلى هذه النظرية، لمعرفة الأثر الذي تركه المنهج الإصلاحي المعتمد من قبل القيادة الحسينية، وثباتها المبدئي واستعدادها العالي للتضحية في سبيله، بالشكل الذي تجسد في العاشر من محرم الحرام على مسار الأحداث التي أعقبته، وكذلك معرفة الأثر الذي تركه تخاذل الأمة وعدم التفافها حول قيادتها المصلحة على مسار الأحداث فيما بعد.
في ما يتعلق بالقيادة الحسينية، تجد أن ثباتها الصلب على مبادئها، وعدم تنازلها عن منهجها، ومضيها بخط التضحية حتى النهاية وفقا لمنطق " سأمضي وما بالموت عار على الفتى إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما.. فان عشت لم اندم وان مت لم ألم كفى بك ذلا أن تعيش وترغم "، ترتب عليه نعم استشهاد القائد والأتباع، لكن هذا الاستشهاد لم يكن إلا الأثر الأولي للفعل في القضية الحسينية، لأن موت القيادة لم يعني موت المبادئ، بل تحولت القيادة بمسؤوليتها العالية من قيادة آنية مرتبطة بظروفها الزمانية والمكانية إلى قيادة النموذج الإصلاحي الملهم للثورة والتمرد على قيادات الانحراف والجور، فلم تكد قيادة الانحراف الأموي تنتشي بقتلها للحسين وأهل بيته وصحبه في كربلاء، حتى تفاعلت الأحداث بصورة غير متوقعة دفعت إلى نزع شرعية قيادة الانحراف بشكل كامل، وأدخلتها في سلسلة متوالية من الثورات والتمردات ابتدأتها حركة التوابين عام 65 للهجرة ثم حركة المختار عام 67 للهجرة حتى جاءت الحركة العباسية بعد ذلك حاملة شعار يالثارات الحسين لتسقط الحكم الأموي في دمشق، وتؤسس للحكم العباسي، ولم يتوقف ذلك الأثر على مدار التاريخ القادم والى الوقت الحاضر، إذ لازال النموذج الثوري الإصلاحي للقيادة الحسينية يحرك الجموع الغاضبة على حكامها الطامعين والمنحرفين من أجل تحقيق المبادئ الحسينية في الإصلاح الاجتماعي والإصلاح السياسي وهذا ما نسميه بالأثر الايجابي للفعل الحسيني، بل وخرج النموذج الحسيني الملهم من دائرته الإسلامية الضيقة إلى دائرة الإنسانية الواسعة، فتجد محرر الهند غاندي يقول: تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فانتصر، هذا التطور والتفاعل مع ما حصل في كربلاء ما كان يدور بقيادة الانحراف التي واجهته، ولم تتوقعه بسبب خرقها وجهلها وانحراف منهجها.
أما في ما يتعلق بالأثر الذي تركه تخاذل الأمة عن قيادتها الإصلاحية، وعدم التفافها حولها، وعدم تحملها لمسؤوليتها في الإصلاح، فقد كان سلبيا عليها بشكل غير متوقع أيضا، إذ خسرت بموقفها هذا قيادتها الصالحة وسلمت أمرها لقيادة الفاسدين، وتجرأت القيادة الأخيرة عليها، حتى وصل الأمر في السنة الثانية بعد استشهاد الحسين عليه السلام أن قامت السلطة بتوجيه جيوشها إلى مدينة الرسول المباركة فاستباحتها لثلاثة أيام متوالية انتهت بمقتل أكثر من عشرة آلاف رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، فضلا عن غيرهم من الموالي والعرب والتابعين، واستباحة أموال المسلمين، وانتهاك أعراضهم بشكل مفجع، واجبر من تبقى من الناس على إعطاء البيعة لقيادة الانحراف بصفتهم عبيد مملوكين للحاكم. ثم ازدادت جرأت هذه القيادة فتوجهت إلى أقدس مقدسات المسلمين، أي مكة بيت الله الحرام فنصبت المنجنيق وضربت البيت المقدس للقضاء على معارضيها. وهذه الأحداث ما كان لها أن تحصل بهذا الشكل المروع لو تحملت الأمة المسؤولية في الحركة الإصلاحية الحسينية، بل وحتى أولئك الذين تخلوا عن الحسين من اجل السلطان والمال لم يلتذوا بذلك، لأنهم واجهوا الأثر الايجابي للفعل الحسيني بعد ذلك من خلال حركات التمرد التي عاقبتهم ونكلت بهم الواحد تلو الآخر.
أن الأثر السلبي لتخاذل الأمة لم يتوقف عند الأحداث المباشرة في ذلك الزمن، بل استمر متواليا عبر التاريخ القادم كله والى الوقت الحاضر، فتراه اليوم في هذه الحكومات المنحرفة ذات المنهج الاستبدادي الكارثي التي تعم معظم بلدان العالم الإسلامي، فلو نجحت الأمة في اختبار تحمل المسؤولية مع الحسين عليه السلام لترتب على ذلك أثرا مغايرا يترك انعكاساته على الأحداث المستقبلية بشكل لا يسمح بظهور هكذا قيادات منحرفة، لأن الأمة ستتغير عندئذ ثقافتها العامة ومنظومتها القيمية وقدرتها على تحمل المسؤولية إلى مستوى عال من النضج يكفي للقضاء على أية مظاهر انحراف عن المنهج القويم الذي يحقق الأمان والسعادة للناس، وهذا مع الأسف ما لم يتحقق.
من خلال ما تقدم، يمكن استنتاج الحقائق التالية:
- إن الإصلاح مسؤولية الجميع، فكما يحتاج المجتمع إلى قيادة مصلحة، عليه أن يكون على مستوى المسؤولية في تحمل دوره الإصلاحي في الالتفاف حول قيادته، والمضي معها في تطبيق منهج الإصلاح حتى النهاية.
- إن ما يعتقده البعض من مصالح آنية تترتب على عدم تحمل مسؤوليته الإصلاحية سواء بصورة الحصول على مكاسب مادية مرتبطة بالسلطان والمال أو بصورة ابتغاء السلامة والبعد عن الأذى، لن يجلب مستقبلا إلا الخراب على الجميع، وبشكل مؤلم وبشع لا يمكن تصوره وتوقع تأثيراته، فلكل فعل تأثيراته المتوالية المتراكمة السلبية أو الايجابية على المدى القريب والبعيد.
- إن انتصار الحكومات الظالمة وقضائها التكتيكي على معارضيها لا يعني انتصارها على المستوى الاستراتيجي، بل لا يعدو هذا الأمر مجرد نشوة آنية لابد أن تكشف الأحداث المتوالية أنها كانت تحفر قبرها بيدها، وتمهد لتطورات مستقبلية تقصر فترة بقاء حكامها في السلطة.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق