يعيش السنجاب الأرضي في حالة توقع دائم للخطر، فالحذر أمر حيوي بالنسبة لحيوان له كثير من الأعداء مثل الطيور الجارحة والضباع وغيرها.
وبسبب نشاطه وحركته الدائمتين يقضي السنجاب الأرضي كثيراً من وقته يتناول طعامه من الأعشاب والبذور والزهور، وهنا تأتي المخاطرة الكبيرة التي تتطلب مراقبة دقيقة للأعداء حيث يقوم أحد أفراد المجموعة بالحراسة بينما يتناول الباقون الطعام، ثم يتم تناوب الحراسة.
عندما تفكر في السناجب أول ما يخطر على بالك السنجاب الذي يتسلق الأشجار وحده ويقفز هنا وهناك بحثاً عن الثمار والجوز، ولكننا هنا سنتكلم عن سنجاب آخر، إنّه حيوان اجتماعي مثل الأسود والدلافين يعيش في جماعات أسرية مترابطة، وهـو السنجاب الأرضي الذي يعيش في المناطق الجافة في بعض البلاد الأفريقية مثل بوتسوانا وناميبيا وجنوب أفريقيا.
وأهم ما يميز هذا الحيوان هو استعماله لذيله كمظلة تحميه من حرارة شمس الصحراء القاسية ولذلك فهو يسمى أيضاً «السنجاب حامل المظلة»، هذه المظلة تساعده على قضاء وقت أطول من غيره من البحث عن أنواع الأعشاب التي يأكلها أثناء النهار وتقضي هذه السناجب وقتاً طويلاً كلّ يوم في عملية تنظيف جماعي، هذه العملية تقوى العلاقة بين أفراد المجموعة، كما تساعد على التخلص من الفطريات والحشرات التي تضايق هذه السناجب.
يستخدم السنجاب الأرضي مخالبه القوية في حفر شبكة جحور عبارة عن أنفاق تحت الأرض، وفي هذه الجحور تعيش مجموعتان مختلفتان من السناجب، الأولى عبارة عن الإناث والصغار بينما الثانية بها الذكور الكبار.
وفـي مجموعة الإناث تلد الأنثى في أي وقت من العام، وقد تلد أربع مرات في العام في كلّ مرة صغيراً واحداً أو اثنين وعندما تستعد الأنثى للولادة تغادر المجموعة ولا ترجع إلّا وصغيرها قد فطم، وهنا تقوم باقي المجموعة بمساعدة الأم في رعاية الصغير وتنظيفه وحراسته من الحيوانات والطيور المفترسة والثعابين الكبيرة.
أما في جماعات الذكور الذي قد يكون فيها حوالي 19 سنجاباً، فليس بينهم التعاون الذي بين مجموعات الإناث، والسيطرة في هذه المجموعات تكون للأكبر سناً وليس للأقوى أو الأضخم كما هو الحال عند الحيوانات الأخرى، فكلما كبر السنجاب في السن زادت مكانته في المجموعة.
ويلعب هذا النوع من السناجب دوراً حيوياً في البيئة الصحراوية التي يعيش فيها، فشبكة الأنفاق التي يحفرها تساعد على حفظ مياه الأمطار القليلة التي تسقط على هذه الصحراء وتتبخر بسرعة، ولا يبقى إلّا الماء الذي يتسرب إلى أنفاق هذه السناجب ويساعد بالتالي على نمو النباتات القليلة التي تنمو في هذه الصحراء.
ومن ناحية أخرى فجحور هذه السناجب هي الملجأ الذي إليه يلجأ كثير من الكائنات مثل الحشرات المختلفة والسحالي والثعابين والحيوانات الصغيرة التي من الممكن أن تهلك في الصحراء لو لم تجد مكاناً تختبئ فيه من حرارة النهار ومن الأعداء الذي يتعرضون بها.
ولكي يثبت ذكر السنجاب الأرضي قدراته على القتال والسيطرة فإنّه يدخل في مصارعة مع ذكر آخر ويقفز ويتدحرج على الأرض في مناورات أكروباتية تخلو تماماً من العنف.
المصدر: مجلة الكويت
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق