• ٢٥ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٣ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

العاشق البخيل

أسرة

العاشق البخيل

أشكركم على هذا الصدر الرحب، أما بعد أعاني من مشكلة لا أجد لها حل عمري 25 عاماً وأنا في الجامعة تعرفت على شاب متدين من أسرة متواضعة فقيرة فطلب مني الزواج فرفضت أمي لأني كنت أدرس بعد فانتظرني حتى أنهيت الدراسة وتقدم لخطبتي وقرأت الفاتحة وقد أظهر لي حب كبيراً وفي فترة الخطوبة تبين إنه بخيل لايهتم الا بنفسه حيث إننا في الجزائر لدينا عادات حلوة بحيث أن العريس في الاعياد والمناسبات يحضر للعروس هدايا للتعبير عن اهتمامه بها فهو لايهتم بهذه الامور فلم يهديني شيء ولايحب أن يتصدق ولايفكر في أن يشتري لي حتى وردة مع علمه إنني من عائلة كريمة جداً وحين سألته بعد أن ضاقت بي الاحوال أخبرني إنه يجهز للزواج وراتبه بسيط مع العلم انني لا أشتغل الآن ودائما كنت أشتري له الهداية فماذا أفعل هل أفسخ الخطوبة رغم أنه يظهر لي حب كبير أرجوكم ساعدوني.

الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحبة طيبة وبعد
الزواج مشروع حياتي مشترك ينجح بالود والمحبة والتفاهم والانسجام، ولايشترط فيه أن يكون الزوجان متفقين ومتطابقين في كل ميولهما واتجاهاتهما، فهذا أمر لايتواجد حتى في الشقيقين التوأمين، فكيف بزوجين اتيا من عائلتين وعاشا في بيئتين مختلفتين.
نعم ينبغي لهما أن يكونا متقاربين في النظرة الكلية للحياة، وأن يتفهما حقوق كل طرف ومن ذلك أن يكون له طبائعه وعاداته الخاصة، ولكن مع احترام جو العائلة وحقوق الطرف الآخر والأولاد.
ومواصفات الزوج لن تكون مثالية كما تتصور بعض الفتيات، فلكل حسناته ونواقصه، والكمال لله وحده سبحانه، ولعل مرجع الكثير من مشاكل الزوجية الى كثرة توقعات الأزواج، كل من زوجه الاخر، فإذا ماواجه الانسان الواقع ووجده ليس كما كان يتصوره، أو تخيله وإستنسخه من صور الأفلام عاش صدمة أو واجه احباطاً وبات يتعامل مع الزواج والزوج ببرود.
إذن فارس الأحلام لن يأتي راكباً على حصان ابيض، بل هو كسائر الناس الذين نعرفهم.. بشر ليس بكامل، والمهم فيه دينه وأخلاقه، وأما المظاهر فهي زائفة وسرعان ماتتغير وتبقى الجواهر: وهي القلوب ومايحمله الانسان في داخله من فكر وإيمان وسلوك.
ولاينبغي الحكم على الافراد من خلال صفة واحدة، بل لابد من النظر الى الشخص من سائر صفاته، فإذا مازادت حسناته على نواقصه رجحت كفته.
والصفات أيضاً ينظر اليها من خلال الأوضاع المختلفة، فالكرم في موقع لايملك الانسان فيه شيئاً أو في موقع يعرض فيه نفسه وأهله للحاجة والمسألة أمر مذموم وليس جدير بالاحترام، قال تعالى:
(وانفقوا في سبيل الله ولاتلقوا بأيديكم الى التهلكة) (البقرة /195).
وكذا سائر الصفات الأخرى، فالشجاعة قد تكون حماقة في غير موضعها، والمطلوب الحكمة، وهو وضع الشيء في محله.
إذن : تريثي قليلاً قبل الزواج حتى يمكنك أن تحكمي على الرجل واعطيه الفرصة لتفهميه جيداً، واختبري بعد ذلك قلبك وعقلك وقرري الموقف المناسب لك.
وإستعيني في كل امورك بالله تعالى واطلبي منه الهداية لما هو صالح.. ومنه نطلب لك كل التوفيق.

ارسال التعليق

Top