◄يقول الرسول الأعظم (ص):
"يا بني عبد المطلب! إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم".
ويقول الإمام عليّ (ع):
"من لم تحسن خلائقه لم تحمد طرائفه".
ويقول (ع) أيضاً:
"الخلق المحمود من ثمار العقل".
قد لا تملك مالاً، أو قد يكون المال الذي تملكه لا يغطي متطلباتك، ومنها المتطلبات الاجتماعية، لكي تساعد هذا، وتواسي ذاك، وتتصدق على ثالث. ولا شك أن للمال دور كبير لا ينكر في الحياة، إلا أنّه ليس كلّ شيء. فحينما تجد أن مالك لا يسع الآخرين، فهناك جانب آخر يمكنك أن تسعهم به، وهو جانب ذو إطار واسع. ألا وهو الجانب الأخلاقي، فبكلماتك المؤدبة، وآدابك السمحة، ونفسك المهذبة، وتصرفاتك السوية، يمكنك أن تجمع الناس من حولك.
وفي الحقيقة أنّ الله – سبحانه وتعالى – شرع الأخلاق لتنظيم، وتسوية السلوك الإنساني، ولكي يبقى الناس يتعاملون مع بعضهم البعض. بشكل يحقق لهم السعادة، والرفاه في الحياة الدنيا، والرضوان في دار السلام.
إلا أن قسماً من الناس يتصور أنّ الأخلاق ما هي إلا تكتيكات مؤقتة للضحك على ذقون الناس، والانتفاع منهم، وتحقيق المصالح الذاتية. ولكن تأبى الأخلاق أن تكون كذلك. فهي استراتيجية دائمة – إن صح التعبير – وهي – في البداية – تتطلب كنس للشوائب والرواسب النفسية العالقة، ثمّ هي عملية عطاء للناس قبل أن تكون عملية أخذ، سواء كان العطاء والأخذ معنويين، أو ماديين.
ومن هنا فإن من يحسب أنّ الأخلاق مجرد مقدمات للأخذ من الناس فقط، واقع في الفهم الخاطىء لحقيقة الأخلاق، والواجب عليه أن يعيد النظر في ذلك الفهم، لكي تأتي ممارسته أخلاقية خالصة لوجه الله تعالى.
كما أنّ الاتصاف بالأخلاق، وممارستها يتطلب من الإنسان تهيئة نفسه من الداخل لذلك، وهو ما يمكن أن نطلق عليه صدق النية، أو إصلاح السريرة، فإذا كانت السريرة غير صالحة، والظاهر صالح، فإن ممارسات الإنسان تصبح متكلفة، إذ أنها متناقضة مع داخله، وبالتالي قد تؤدي به إلى النفاق، والعياذ بالله. وكذلك إذا كانت السريرة صالحة، والظاهر غير صالح، فإنّ ممارسات الإنسان تكون خلاف سريرته. وفي كلتي الحالتين يحتاج سلوك الإنسان وتصرفه إلى تقويم، وتسوية، لكي لا يصاب بالتناقض بين ظاهره، وسريرته.
يقول الإمام عليّ (ع):
"طوبى لمن ذل نفسه، وطاب كسبه، وصلحت سريرته، وحسنت خليقته، وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من لسانه، وعزل عن الناس شره، ووسعته السنة، ولم ينسب إلى البدعة".
وأساس الأخلاق الحسنة، والتصرف السوي، والمعاملة الحسنة أن يصلح المرء بينه وبين الله، لكي يصلح الله بينه وبين الناس.
يقول الإمام عليّ (ع):
"من أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس".
وتعتبر الأخلاق الحسنة من أهم مقومات التعامل الاجتماعي الحسن مع الناس، بل هي من أهم مقومات سعادة الإنسان.
يقول الإمام عليّ (ع):
"من حسنت خليقته طابت عشرته".
"بحُسن الخُلق يطيب العيش".
كما أنّ الأخلاق تورث المحبة للإنسان، وتؤكد المودة، وهذا هو السر في أنّ الأخلاقيين يتمتعون بحب الناس وودهم، واجتماعهم عليهم.
يقول الإمام علي (ع):
"حسن الخُلق يورث المحبة ويؤكد المودة".
ويقول (ع) أيضاً:
"من حسن خلقه كثر محبوبه، وأنست النفوس به".
"من ساء خلقه أعوزه الصديق والرفيق".
فلكي تتعامل مع الناس بحكمة:
تحلّ بمكارم الأخلاق، و"تخيّر لنفسك من كلّ خلق أحسنه، فإنّ الخير عادة".►
المصدر: كتاب كيف تتعامل مع الناس؟
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق