يميل الموظفون في كلّ مكان بالعالم إلى العمل في شركات ذات قيم تتوافق مع قيمهم، ويزداد شعورهم بالانتماء كلما كانت المؤسسة التي يعملون بداخلها تعمل وفق معايير وقوانين تتسق مع معتقداتهم وتتماشى مع طريقة أفكارهم، والآن في ظل تفشي فيروس كورونا المُستجد، وزيادة الاتجاه على العمل عن بعد بات من الضروري أن تعثر الإدارات على وسيلة لربط الموظفين بها، والحفاظ على شعورهم بالانتماء إلى المؤسسة.
لا تتوقف الصعوبات التي تواجهها المؤسسات في ظل الأزمة الصحية غير العادية التي يعيشها العالم الآن على ضمان حفاظ الموظفين بالولاء، ولكن هناك تحدٍ آخر وهو مساعدة الموظفين على الشعور بالاندماج بينما يؤدي مهام عمله وهو جالس في منزله، وكذلك تأهيله للتكيف مع المتغيرات التي فرضتها علينا الظروف الجديدة، ومساعدته على سد الفجوة بين طريقة العمل التقليدية التي تعود عليها والطريقة الجديدة التي تعتمد بصورة رئيسة على الأدوات التكنولوجية، ومنصات التواصل الإلكترونية.
فيما يلي نستعرض أربعة أمور على المديرين والمسؤولين التركيز عليها مُستقبلاً لضمان نجاح المؤسسة التي يعملون بها من خلال عمل الموظفين عن بُعد.
تغيير السلوك
ركز على تغيير السلوكيات في جميع أنحاء الشركة مع التركيز على التوجيه والتدريب وإجراء محادثات مع الموظفين والمديرين. يجب أن يمثل القادة والمديرون مثالاً يُحتذى به للقوى العاملة بأكملها، وإذا رأى الموظفون سلوك المديرين والقادة سلبيًا فإنهم سيسيرون على خطاهم دون أدنى شك.
إذا وجد الموظفون أن مديريهم يعملون على تغيير طريقة تفكيرهم وتعاملهم مع بيئة العمل الجديدة، ربما سوف يتشجعون هم الآخرون على تغيير طريقتهم وأسلوبهم في التعامل مع آليات العمل، ومع مرور الوقت سيصبحون أكثر مرونة وأكثر قدرة على تنفيذ العمل والإنتاج أثناء العمل عن بعد.
عزز فكرة القيادة
اخلق انطباعًا لدى كل الموظفين بأنهم يلعبون أدوارًا قيادية، إذا شعر الموظفون أن الأدوار القيادية مقتصرة فقط على بعض أعضاء القوى العاملة فإن شعورهم بالانتماء سيتضاءل كثيرًا، وبالتالي يتحتم على المديرين غرس شعور داخل الموظفين بأن ما يقومون به لا يقل أهمية عما يفعله المديرون والمسؤولون.
وضع سياسات واتباع إجراءات تعكس قوة العمل بأكملها
بينما تؤدي عملك من خلال اتباع سياسات وإجراءات جديدة للعمل عن بعد، من الضروري أن تكون على دراية بالحواجز التي يواجهها الموظفون، ما يعني أنه عليك أن تكون أكثر مرونة في الإدارة، بما في ذلك جدولة المكالمات، وتحديد مواعيد للاجتماعات، لأن ظروف الموظفين الآن أصبحت مختلفة، بعضهم أصبح أكثر انخراطًا في الواجبات المنزلية، وآخرون أصبحوا يعتنون بأطفالهم.
الالتزام بإمكانية الوصول
اعمل على ضمان إمكانية وصول جميع الموظفين إلى بيئات العمل عن بُعد، يشمل ذلك ذوي الإعاقة الذين يجدون التواصل عن بُعد أكثر صعوبة، أو الموظفين الذين قد يحتاجون إلى وسائل للتكيف مع الهيكل المختلف لجدول العمل من المنزل. في الوقت نفسه اسعَ إلى فهم ظروف كل فرد وضع خطة لتحديد آليات التعامل معهم، وخُذ في عين الاعتبار احتياجاتهم الخاصة وكيفية تهيئتهم للنجاح.
بينما نتحرك خلال هذا الوقت من انعدام اليقين، هناك شيء واضح وهو مستقبل العمل سيتغير إلى الأبد في ظل تجربتنا الحالية، ومن خلال التركيز على المتغيرات التي يشهدها مجتمعنا الآن فإنّ الشركات ستتمكن من تشجيع موظفيها على الاندماج في مستقبل العمل عن بعد، وستتمكن من سد الفجوة بين الماضي والمستقبل.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق