يأس سميك
يلقي بظله الخفيف فوق مائدة السراب
فيجيب الهواء:
خوف الماء من الغموض لا منطقي
كالعزاء للدمع المنتهي الصلاحية
فوق قبر قد ابتلت شاهدته بالعرق،
أما جفون الورد فقد تتحطم،
فاحذر أيها الأمس من ذكرى جافة
وأنت يا أيها الغد لا تتلو دفاترك
لأن معالم الشرود من شمالي الهدوء
حتى نقيضه
ومن التربة
حتى الناي الجالس منتظراً نورساً برياً
ليقطع قطعة الهواء الدافئة; اليابسة حد الملل
فيا ترى
هل تسري كفاءة الدم في ليل الحروف؟
أم يدمع الأسد من شدة صراخ النواعم؟
لم يكن الكذب المغطى بالتمر
ليخدع الجرح المسموم بالزمن،
كان ثمة نجم في السماء يصدح بظله
حينما مرت أمان ناعسة حلم بها فتى أسمر
بين منزل يقود جيرانه
وهاوية هوت الى قعر المتعة
فانبرت للمكائد
حتى لو كان الليل لا يحادث جليسه
سوى باشارة صنعتها رياح أيار المراهقة.
بل كنت كالنثر المزهوق الروح أو الموجة،
ممعناً بأن الجسد الذي يهمس بالرقي
لن يفكر بالمرافئ
ولا بالأصداف التي تلون جزءاً من النسيان أو المدى،
أما أنت فستظل كما ستكون: مدنسا بالأوهام الإبليسية
التي رسمها لك خيط شارد منذ ألف تلاوة ونصف الدقيقة
يستعين فيها بحبوب الاستعارات
مظهراً براعة في حقن الأفق بعسل النحل المرصع باللسعات،
لذا لا بد من مكان رخيص الأجر والمنفعة
كي تمارس لطفك اللامتناهي
في جو يحفل بنسمات يانعة
تبخل أن تلقي بها فوق خارطة أو حب مصيري
يكبر فيها طفو السطح فوق نفسه،
فاحذر ~ الربيع المتآكل~ أنى استطعت،
ثم تشبه اللحم المتحرك بعبثية الندى
وبمصادر أخرى ما كنت لأذكرها لولا صعود الديك
على شجرة الرمان الكبيرة
التي تقف تحت الشمس مع بنات عمها
لتطهو ظلاً لبني البشر
رغم أن مشاعر البلاغة
لا ترضى بالتعابير التعبى سفيرة لها،
وها أنا أرثي حضورك
وأكتبك بالحبر الزاهد
كما حدثتك سنونوة قد تقيأت قبل برهة من النجم
لأفي بظل يكافؤ شموخك،
وها أنا أودع همسك
وأرجمه بقذيفة مدفع لا يحب العنف أبداً
لكن يجرح صبره من أجل شهقة أخيرة
تندلق في مريء الطهر مرة تلو فرحة.
لم يبق سوى صوت المدينة الضجيجي
ليتدلى من النافذة وينسدل تحت نقرة حنونة.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق