مَن منّا لم يسمع بضرس العقل؟ إنّه أكثر الأضراس إزعاجاً، حيث ينمو في وقت متأخر وقد يستمر نموه سنوات، فهو أحياناً يعطي شعوراً بالألم لكنّه لا يطفو على السطح أبداً. فماذا تعرف عن هذا الضرس؟ ضرس العقل المخفي هو الضرس الثالث في مؤخر الفم والذي لا يجد فراغاً لكي ينمو فيه ويظهر على السطح بشكل طبيعي. وضرس العقل هو آخر ضرس يظهر لدى البالغين، حيث يوجد لدى أغلب الناس أربعة ضروس عقل، اثنان منها في الفك العلوي واثنان آخران في الفك السفلي. ويمكن أن يسبب ضرس العقل المخفي نوعاً من الألم، أو ضرراً للأسنان الأخرى أو يسبب مشاكل لصحة الفم عموماً. وفي حالات أخرى، قد لا يسبب ضرس العقل أي مشكل ظاهر. ولأنّه من الصعب الوصول بالفرشاة إلى ضرس العقل وتنظيفه، فإنّه يكون أكثر عرضة للتسوس وأمراض اللثة من باقي الأسنان. وعادة ما تتم إزالة ضرس العقل المخفي الذي يسبب ألماً أو أي مضاعفات في صحة الفم والأسنان، كما أن بعض أطباء وجراحي الأسنان ينصحون بإزالة ضرس العقل المخفي حتى لو لم يسبب أي أعراض وذلك لتجنب أي مشاكل قد تنتج عنه في المستقبل.   - آلام ومشاكل: ضرس العقل المخفي لا يسبب دائماً أعراضاً وعلامات، إلا أنّه عندما يصيبه التهاب أو عندما يسبب ضرراً لباقي الأسنان أو مشاكل للفم أو اللثة حينها قد تظهر لديك بعض الأعراض مثل ألم، احمرار أو انتفاخ في اللثة، نزيف في اللثة، انتفاخ في الحنك، رائحة كريهة، وطعم سيِّئ في اللسان، وصداع. وينبغي عليك أن تزور طبيب الأسنان إذا لاحظت أي انتفاخ أو ألم أو أي أعراض أخرى في المنطقة التي توجد خلف الأضراس الأخيرة من أسنانك، لأن ذلك قد يكون متصلاً بضرس عقل مخفي. حافظ على كل مواعيدك المبرمجة مع طبيبك من أجل تنظيف أسنانك أو فحصها، وحافظ أيضاً على أي موعد لإجراء فحص بالأشعة لأسنانك، لأنّه يمكن أن يكشف لك عن أي ضرس عقل مخفي حتى قبل أن تتطور أي أعراض.   - حالات وحالات: يكون ضرس العقل، أو الضرس الثالث في الخلف، مخفياً عندما لا يجد مكاناً كافياً لكي يظهر فيه وينمو بشكل طبيعي. وعادة ما ينمو ضرس العقل ويظهر على السطح ما بين سني 17 و25 سنة، ويأخذ مكانه بين الأسنان الأخرى خلف الضرس الثاني. وفي العديد من الحالات، يكون الفم مزدحماً جدّاً بالأسنان فلا يجد ضرس العقل مكاناً كافياً لكي ينمو، لهذا يبقى هذا الضرس الثالث مخفياً. وفي حالات أخرى، يمكن أن يظهر جزء من ضرس العقل ويبقى الجزء الآخر مخفياً، فيظهر جزء من التاج ويبقى جزء منه مخفياً، وربّما يكون ناتئاً لكنه لا يشق طريقه أبداً خارج اللثة، وفي هذه الحالة، سواء أكان مخفياً جزئياً أم كلياً فإنّ الضرس ربّما: -        ينمو بزاوية مائلة تجاه الضرس المجاور له. -        ينمو بزاوية مائلة تجاه آخر الفم. -        ينمو بشكل أفقي تحت اللثة بجانب الضرس المجاور له كما لو كان في اتجاه عظم الفك. -        ينمو بشكل رأسي عادي مثل باقي الأضراس لكنه يبقى عالقاً في عظم الفك ولا يظهر.   - إزالة الضرس: عادة ما تتم إزالة ضرس العقل الذي يسبب الألم أو أي مشاكل أخرى في الفم والأسنان عن طريق الجراحة، أو باقتلاعها بالكلاب. إذا كنت تعاني مشاكل صحية قديمة تجعل من الجراحة حلاً غير آمن بالنسبة إليك فإن طبيب الأسنان سينصحك بزيارة طبيب جراح متخصص في الفم حتى يناقش معك أفضل الحلول لإزالة ضرس العقل من دون مشاكل.   - حلول طبية: إذا كان ضرس العقل المخفي لا يسبب لك أي أعراض مزعجة أو أي مشاكل ظاهرة في الأسنان والفم فإنّه ضرس عقل بلا أعراض. وهناك خلافات بين أطباء الأسنان حول طريقة التعامل مع هذا النوع من ضرس العقل، خاصة أنّ الأبحاث في هذا الموضوع لا ترجح بشكل قوي حلاً على آخر. بعض أطباء الأسنان ينصحون بالتخلص من ضرس العقل الذي لا يسبب أي أعراض لمنع حدوث أي مشاكل في المستقبل. والبعض الآخر يوصي بألا يتدخل الطبيب لإزالة ضرس العقل مادام لا يظهر أي أعراض ولا يسبب أي مشاكل في الفم والأسنان.   - الجراحة: إزالة ضرس العقل بالتدخل الجراحي غالباً ما تكون سريعة وبسيطة، حيث يخرج المريض من المستشفى في اليوم نفسه. ويمكن أن يتعرض المريض لتخدير موضعي، ما يجعله يشعر بتنميل في الفم، أو لتخدير كلي والذي يجعله يفقد الوعي لفترة. أما خلال اقتلاع ضرس العقل، فيقوم طبيب أو جراح الأسنان بإعطاء المريض حقنة في اللثة للتخدير، ويقوم بإزالة أي جزء من العظم يمنعه من الوصول إلى ضرس العقل. وبعد إزالة الضرس، يقوم طبيب أو جراح الأسنان بخياطة الجرح بغرز وإغلاق التجويف الفارغ بالشاش الأبيض. وينبغي أن نعرف أن اقتلاع أغلب أضراس العقل لا يسبب أي مضاعفات على المدى البعيد، إلا أنّ المشاكل التي يمكن أن تحدث هي: -        جفاف في التجويف، أو كشف العظم إذا أزيلت منه القطعة الصغيرة من الدم المتجلط التي تغطيه. وهذا يمكن أن يسبب ألماً مكان الضرس وتأخراً في التحام الجرح. -        التهاب في التجويف مكان الضرس جراء دخول البكتيريا أو بقايا الطعام العالقة هناك. -        تضرر الجيوب الأنفية الموجودة قرب ضرسي العقل العلويين. -        ضعف عظم الفك الأسفل. -        تضرر الأعصاب، ما ينتج عنه تغيير في الإحساس بالشفة السفلية أو اللسان أو الذقن.   - الدعم النفسي: بعد أن تأخذ موعداً لزيارة الطبيب ربّما يسبب لك ذلك نوعاً من القلق أو الخوف من الجراحة أو خلع الضرس، لهذا من المهم أن تقول لطبيبك كل ما يخيفك أو يقلقك من موضوع خلع الضرس. القلق من خلع ضرس العقل المخفي أمر عادي لدى معظم الناس، ولا داعي لأن تشعر بالخجل من طرح أسئلتك على الطبيب، فهو سيقترح عليك الكثير من الحلول التي تجعلك تتخلص أو تخفف من الألم بعد إزالة الضرس.