وتتوافر في وسائل الإعلام عدة مميزات لا يتمتع بها غيرها من الوسائط التربوية الأخرى، فهي:
1- تقدم خبرات ثقافية متنوعة، ونماذج سلوكية، وطرق معيشة قطاعات عريضة من أفراد المجتمع.
2- كما أنها تنقل إلى أفراد خبرات ليست في مجال تفاعلاتهم البيئية والاجتماعية المباشرة.
3- وتتعرض وسائل الإعلام لكثير من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مما يجعلها ذات تأثير كبير على تكوين الرأي العام وتوجيهه، ووسيلة مهمة من وسائل التربية المستمرة.
وللإعلام دور بارز وفعال في عملية التنشئة الاجتماعية لما يملك من خصائص تعزز من دوره، منها: جاذبيته التي تثير اهتمامات النشء، وتملأ جانباً كبيراً من وقت فراغهم، خاصة وأنها تعكس الثقافة العامة للمجتمع، والثقافات الفرعية للفئات الاجتماعية المختلفة، وتحيط الناس علماً بموضوعات وأفكار ووقائع وأخبار ومعلومات ومعارف في جميع جوانب الحياة، بالإضافة إلى أنها تجذب الجمهور إلى أنماط سلوكية مرغوب فيها، وتحقق له المتعة بوسائل متنوعة على مدار الساعة بما يشبع حاجاته. لقد استطاع الإعلام أن يغزو البيت والشارع والمدرسة ويحدث تغييراً كبيراً في القيم، وإذا لم يواجه ذلك بعملية تربوية منظمة تواكب هذا التطور المذهل، فسوف يؤدي إلى التخبط والعشوائية بل والضياع في العملية التربوية.
وتمتلك وسائل الإعلام عدة وسائل جماهيرية أهمها: التليفزيون، والإذاعة، والإنترنت، والصحافة الورقية والإلكترونية، والمعارض، والمتاحف، والمسرح، والسينما، والمكتبات، وغيرها، وقد كان التطور في هذه الوسائل الإعلامية مذهلاً، جعل المدن تقترب وتتداخل عبر شبكة من الاتصالات والأطياف الضوئية، وتتخطى حواجز الزمان والمكان، وأصبح الإعلام أحد محددات السلوك، أو أحد العوامل المؤثرة فيه بقوة. واضحت وسائل الإعلام الأخرى ذات تأثير لا يُقاوم على سلوك الأطفال.
وأمام هذا الدور الإعلامي المؤثر في التفكير والقيم والسلوك والعواطف، أصبح من الضروري أن تتكاتف جهود التربويين والإعلاميين لتعزيز مسيرة الإعلام التربوي وتطوير دوره في المجتمع المعاصر.►
المصدر: كتاب الإعلام وبناء الأُسرة
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق