يعطي الله تعالى الصائم ألطافٍ وبركاتٍ وضيافات، فقد ورد في الحديث: "نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، ودعاؤه مستجاب، وعمله مضاعف، إنّ للصائم عند إفطاره دعوةً لا تُردّ"، فعلى الإنسان أن يبدأ فطوره بما أهمه من أمر، فإنّ الله تعالى بكرمه ولطفه يستجيب دعاءه. وفي الحديث عن رسول الله (ص): "الصائم في عبادة الله، وإن كان نائماً على فراشه، ما لم يغتب مسلماً".
أمّا الصائم الذي يترك طعامه وشرابه، ولكنّه يقضي يومه في المعصية في كلامه ومعاملاته، فقد ورد في الحديث: "ربَّ صائمٍ حظّه من صيامه الجوع والعطش، وربّ قائمٍ حظه من قيامه السهر"، لأنّ جوهر الصوم هو التقوى، فمن لم يتّقِ الله فكأنّه لم يصم، وجوهر الصلاة النهي عن الفحشاء والمنكر، فمن لم ينتهِ عن الفحشاء والمنكر، فكأنّه لم يصلِّ.
وإنّ للقلب صوماً كما للجسد صوم، وقد قال عليّ (ع): "صيام القلب عن الفكر في الآثام، أفضل من صيام البطن عن الطعام"؛ أن يصوم عقلك، فلا يتحرّك في التخطيط للشر والإضرار بعباد الله وبما لا يرضي الله تعالى. وقال رسول الله (ص) لجابر بن عبد الله: "يا جابر، هذا شهر رمضان، مَن صام نهاره، وقام ورداً من ليله، وعفّ بطنه وفرجه، وكفّ لسانه، خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر"، فقال جابر: يا رسول الله، ما أحسن هذا الحديث! فقال(ص): "وما أشدّ هذه الشروط!".
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق