يُعدّ الوقت من الأُمور المهمّة والقيّمة التي تهمُّ جميع الناس على اختلاف أماكنهم وأعمالهم وانتماءاتهم ومستوياتهم ووظائفهم؛ إذ هو من أثمن ممتلكات الحياة وأعظمها قيمة وضرورة، وهو المُتّسع والمساحة الزمنية التي من خلالها تُقضى الأُمور وتُنجز الأعمال وتُدبَّر الاحتياجات واللوازم. ولا يوجد شيء من أُمور الحياة ومقتضياتها إلّا وله صلةٌ ورابط بالوقت على اختلاف أهميّته وأولويّته وتصنيفه، ويكتسب الوقت قُدسيّته من خلال ارتباطه العظيم باتفاقاتِ الناس وتواعدهم وتعاقدهم وحاجتهم له كمحددٍ زمني يُنفِذ الأُمور ويقضي المصالح. والمعلوم في أصل الوقت ومادّته أنّه قيمة لا يمكن تعويضها مهما بذل الإنسان في ذلك، فإذا ذهب وقت الإنسان انقضى من عمره بمقدار ما فات من وقته، ومهما بذل الفرد في إدارة وقته وجاهَد في استخدامه والحرص عليه فلن يستطيع السيطرة عليه على وجه التمام.
العطلة الصيفية إحدى الفترات الزمنية التي ينتظرها الكثيرون طوال العام، وذلك للاستراحة من التعب والإرهاق الذي يتعرض إليه الفرد طوال فترة السنة.. فالعطلة الصيفية هي تلك الفترة التي يقضي فيها الشخص وقتاً مختلفاً عمّا يقوم به طوال العام، فنجد البعض يفضلون قضاء عطلتهم الصيفية بالتوجه إلى أماكن التنزه والأماكن السياحية المختلفة، والبعض الآخر يخططون لأن تصبح عطلتهم الصيفية أكثر اختلافاً. إنّ دور الأُسرة يُعدّ كبيراً للغاية في التشجيع على القيام بتنمية المهارات وتنظيم الوقت في الإجازة الصيفية لأبنائهم، وذلك كي لا تضيع هدراً بدون الاستفادة منها بالشكل المطلوب، كما يجب أن يتعاون أفراد الأُسرة في التخطيط لتنظيم العطلة الصيفية من خلال تنظيم وقت للاستمتاع بقضاء عطلة سياحية متميزة، وأيضاً الاهتمام بمزاولة بعض من التمارين الرياضية التي يفضلها البعض، ولم يتمكن من ممارستها، وأيضاً استكمال الجانب المفقود في حياة كلّ شخص سواء كان إحدى الجوانب التعليمية والثقافية التي يرغب في الاطلاع عليها أو غير ذلك من تلك الأُمور الأُخرى المتنوعة. كما إنّ البعض يفضّل أن يطوّر من نفسه ومهاراته خلال فترة إجازته السنوية، لتوفر الوقت الكافي لديهم للقيام بتلك الأُمور، وأيضاً لاكتساب مهارات أخرى جديدة.
والفراغ يُعدّ من أكثر الأُمور التي تعرّض الفرد للانحراف الاجتماعي والسلوكي، ولذلك فانشغال الفرد في عطلته الصيفية، والتخطيط لها مسبقاً من الأُمور الهامة التي يجب الاهتمام بها. إنّ الاستفادة من العطلة الصيفية في كسب المال خاصّة الطلاب، حيث يقومون بتنظيم عطلتهم الصيفية من خلال التوجه لأداء إحدى الأعمال التي يتمكنوا من خلالها من كسب المال اللازم لهم، لكي يتمكنوا من تنفيذ مشاريعهم الخاصّة، ويُعدّ هذا الأمر من ضمن الأُمور الجيِّدة لإشغال الوقت. وتطوير الجوانب التعليمية وتقويتها تُعدّ من المهمات التي يتمكن الفرد من القيام بها في العطلة الصيفية والتطوير من الجانب التعليمي لديه، وذلك بالفعل ما يقوم به الكثيرون من خلال المشاركة في بعض من الأنشطة الاجتماعية والثقافية، كجانب متغير من الجوانب التي يتمكن الفرد القيام بها للتغيير من طبيعة حياته اليومية.. فالعطلة الصيفية، تلك التي تمثلت في تجريب كلّ ما هو جديد ومختلف لاتّخاذ العبرة منه، وإشباع تلك الرغبة الكامنة بداخلنا تجاه ذلك الشيء.
العطلة الصيفية ليست فقط لقضاء وقت ترفيهي من خلال التوجه لأماكن السفر والتنزه وما غير ذلك، بل تستطيع أيضاً في زيادة صلة الرحم بين الأهل والأقارب خلال فترة الإجازة الصيفية، تلك العلاقة التي تضعف بعض الشيء نتيجة لانشغالات الحياة، فيقوم البعض بعمل زيارات للأقارب والأهل والأصدقاء أيضاً بالإضافة إلى تنظيم رحلات جماعية تجمعهم بهم، فذلك بالطبع قد يغير من طبيعة الحياة المملة التي يشعر بها الفرد، وأيضاً يجعله يقوم بشيء جديد ومختلف في حياته، ولذلك فأصبحت العطلات الصيفية اليوم فرصة جيِّدة للعمل على سد تلك الثغرات، وأيضاً النواقص التي يشعر بها الإنسان في حياته سواء من شيء مفضل لديه لم يتمكن من عمله أو أي شيء آخر. والعمل التطوعي من أكثر الأشياء التي يهتم بفعلها الكثيرون في أوقات عطلتهم الصيفية، فتجد الكثير من طلاب الجامعات يتوجهون إلى الجمعيات الخيرية، وذلك للمساعدة في الأعمال الخيرية وإشغال وقتهم بها، فيمثّل ذلك من ضمّن الأنشطة الجيِّدة والمفيدة للغاية، حيث يتمكن الفرد من القيام بها ولو بجزء بسيط أثناء العطلة.
الإجازة الصيفية، فرصة للاستمتاع بوقت جيِّد ومفيد، فمن المهم أن يشعر الإنسان بالمسؤولية الكاملة اتجاه الوقت الذي يمرّ خلال الإجازة الصيفية، ولذلك يجب عليه أن يمضي المدّة بالطُّرق المناسبة والتي تعود بالفائدة والنفع، حيث إنّ النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) قد وضّح أهميّة وقت الإنسان في الأحاديث النبويّة الشريفة، ومنها قوله: «لا تزولُ قدَمَا العبدِ يوم القيامةِ حتى يُسألَ عن أربعٍ: عن عُمرِهِ فيما أفنَاهُ، وعن شبابِهِ فيما أبلاهُ، وعن مالِهِ من أين اكتَسبَهُ وفيما أنفَقهُ، وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيه».مقالات ذات صلة
ارسال التعليق