إلقاء التحية طريقة محببة في مجتمعنا الذي يتميّز بكثرة مناسباته وعلاقاته، تندرج في قائمة الذوق والتهذيب وتصحبها في معظم الأحيان مصافحة رقيقة تعكس جوانب معيّنة من شخصية الفرد وثقافته، خصوصاً إذا تمت وفقاً لسلوكيات خاصة بالتحية تحمل في طياتها لياقة رفيعة وإحتراماً للذات.
وقد يرتبك بعض الأفراد أحياناً عند لقاء أناس غرباء أو أحد المعارف أو الشخصيات وفي مناسبات عدة (حفلات، إجتماعات، مصادفات...) فلا يعرفون إن كان عليهم المصافحة أم لا، ويتساءلون عن كيفية إلقاء التحية فيشعرون بالخجل تارة وبالإحراج طوراً.
وتأتي قواعد التحية والمصافحة، وهي سلوك بالغ اللياقة والتهذيب، فتخفف من وطأة الإحراج وتُعطي الفرد نموذجاً واضحاً عن كيفية التصرف مع الثقة الكبيرة في النفس، ترافقهما دائماً إبتسامة ودية.
ومن أبرز هذه السلوكيات:
- الأعلى رتبة ومنزلة يبادر بمصافحة الآخرين، فإذا لم يفعل يعني أنّه لا يريد ذلك، وبالتالي يكتفي الآخرون بالإبتسام.
عند التحية والسلام والمصافحة تُنزع نظارات الشمس عن الوجه، أو القبعة عن رأس الرجل ,أو أي شيء محمول باليد يوضع جانباً، لأنّ اليدين يجب أن تكونا محررتين.
تتم المصافحة بطريقة جيِّدة وحيوية عبر هز اليد والضغط عليها قليلاً ومن ثمّ تركها، لأنّ التصافح بإسترخاء، كأن تُقدم يدك كسمكة ميتة، لا معنى له فهو يُعطي إنطباعاً باللامبالاة.
- التصافح في الشوارع وعلى الطرقات غير مناسب وليس مستحباً، فيمكن فقط إلقاء التحية مع إيماءة بالرأس.
في مجتمعنا يعد التقبيل أمراً عادياً خصوصاً بين السيدات لبعضهنّ بعضاً وبين الرجال، ولكن إذا كنت في وطن غير وطنك فالأفضل ألا تلجأ إلى هذا التصرف وتكتفي بالمصافحة أو حتى التحية فقط؛ لأن لكل بلد تقاليده ويجب إحترامها. مثلاً هناك مجتمعات لا تتقبل أن يتعانق الرجال مع الرجال أو النساء مع النساء بغض النظر إذا كانت هذه الرؤية صحيحة أم لا، ومجتمعات أخرى يتم فيها تقبيل يد المراة عند مصافحة الرجل لها وخصوصاً في مناسباتهم وحفلاتهم الرسمية، وطبعاً يتعلق الأمر أيضاً بسنها ومهنتها ووضعها الإجتماعي.
- التقبيل لا يجري إلا بين الأصدقاء.
- لا نقبّل الأصدقاء إذا كنا بحالة مرضية مُعدية فالأمر ليس لائقاً.
- لا يجوز مصافحة الآخر وأنت تضع يدك الأخرى في جيبك، فهذا يدل على الإستخفاف بالآخر وقلة الإحترام.
- إذا كنت تتناول الطعام خارجاً وصادفك أحدهم (صديق أو قريب...) لست مضطراً للوقوف والمصافحة.
وإذا كنت في منزلك تتصرف على النحو ذاته، وبعدها تستأذن لغسل يديك ثمّ تصافح مَن تريد.
السلام بالأنف
السلام بالأنف طريقة قديمة ذات أصول عربية ومازالت رائجة في مناطق الخليج العربي بين المواطنين لبعضهم بعضاًلإ فعندما يلتقي شخصان متساويان يقومان بالسلام من خلال ضرب أنفيهما ببعضهما بعضاً مرة أو اثنيتن أو ثلاثاً على حد أكثر بشكل سريع ومن دون كلام، ويتم تقبيل الأنف من شخص صغير في السن أو أقل رتبة ومكانة للشخص ذي المكانة العالية أو لكبير السن.
مع الناس
إذا دخلت إلى مطعم لتناول وجبتك وصادفت فيه أصدقاءً لك، هل يجوز أن تتوقف عند مائدتهم الخاصة للتحية والمصافحة؟
- نعم قد أقف لإلقاء التحية من دون المصافحة لأن "لا سلام على طعام" وأكتفي بهز رأسي وتبادل الكلمات القليلة، أما إذا كانوا من الأصدقاء القدامى الذين لم أرهم منذ مدة بعيدة ومشتاقة لهم فيمكن بعد إلقاء التحية التحدث لفترة قصيرة جدّاً، ثمّ القول مثلاً "نتحدث عندما تنهون طعامكم" أو "نراكم لاحقاً لنكمل حديثنا" وربّما نحدد المكان.
- نعم أتوقف لإلقاء التحية والسلام، وأظن أنّه يجب التصرف على هذا النحو لأن بعض الناس أو الأصدقاء قد يظنون أنني غير مهمتة بلقائهم، لكن إذا رأيت الوضع غير مناسب كأن يكون معهم أناس غرباء أو أنهم يتحدثون بتركيز مع بعضهم بعضاً أكتفي بالإبتسام مع إيماءة في الرأس وأستأذن، لأنّه سيكون محرجاً أن أتوقف وأتحدث.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق
تعليقات
فؤاد أحمد
اشكركم على اختيار هذا الموضوع الموفق والمفيد جدّاً.
رائد كريم
لقد أوصانا النبي محمد (ص) بالتحية والسلام فهي من مكارم الأخلاق، فيجب ادخالها في حياتنا والاقتداء بها.
نورة
إذا التقى مؤمنان وتصافحا، تتساقط عنهما الذنوب كما يتساقط الزغب عن أوراق الشجر.
abeer
موضوع موفق ومميز