أخطاء التفكير:
إنّ التفكير معرض للخطأ. فقد يعترض التفكير بعض العوائق فتحرفه عن طريقه السوي، وتحول بينه وبين الوصول إلى الحقيقة. وإذا تراكم على الإنسان كثير من عوائق التفكير، أصيب تفكيره بالجمود، وأصبح غير قادر على تقبل الآراء والأفكار الجديدة. وإذا وصل الإنسان إلى هذه الحالة فقد التفكير قيمته العظيمة في حياته، فلم يعد يؤدي وظيفته الطبيعية في عملية التمييز بين الحقّ والباطل، وبين الخير والشر، وفي اكتشاف الحقائق، واكتساب العلوم، والترقي بالإنسان في مدارج الرقي والكمال. وإذا تعطل تفكير الإنسان وجمد فقدَ الإنسان الميزة الرئيسية التي تميزه عن الحيوان، بل أصبح كالحيوان أو أضل سبيلاً.
(أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا) (الفرقان/ 44).
ووصف القرآن هذه الحالة من جمود التفكير "بالطبع على القلوب"، أو "بالختم" عليها، أو بوضعها في "أكنة"، أو بوضع "أقفال" عليها.
(أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (النحل/ 108).
(خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة/ 7).
(كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (الرّوم/ 59).
(أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ * تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ) (الأعراف/ 100-101).
(وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ...) (الإسراء/ 46).
(وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ) (فصلت/ 5).
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا...) (الأنعام/ 25).
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمّد/ 24).
وقد ذكر القرآن أهم العوامل التي تعوق التفكير وتؤدي إلى جموده، وفتحول بينه وبين معرفة الحقيقة، وبين إصدار الأحكام الصحيحة فيما ينظر فيه من الأمور. وهذه العوامل هي التمسك بالأفكار، وعدم كفاية البيانات، والتحيز الانفعالي والعاطفي.
أ) التمسك بالأفكار القديمة:
إنّ التمسك بالأفكار القديمة، وبما جرى عليه العرف والتقاليد، من العوامل الهامة التي تسبب جمود التفكير وعدم تقبله لما يعرض عليه من أفكار جديدة. والإنسان يميل عادة إلى التمسك بما هو مألوف لديه، وبما اعتاده من قبل ودرج عليه، ويصبح تخليه عن عاداته وأفكاره القديمة أمراً يحتاج إلى قدر من الجهد والإرادة والعزم، كما يتطلب القدرة على النظر إلى الأمور نظرة تحليلية محايدة تمكنه من التمييز بين الحقّ والباطل. وليس هذا أمراً يسيراً على كثير من الناس. وقد وصف القرآن تمسك كثير من الناس في جميع عصور التاريخ بعقائد آبائهم وعباداتهم، وعدم قدرتهم على النظر في عقيدة التوحيد التي كان يدعوهم إليها الأنبياء والرسل بفكر متحرر من قيود العادات والتقاليد والأفكار القديمة. فتقليد الآباء، والتمسك بأفكارهم وعاداتهم وتقاليدهم كان من العوامل الهامة في جمود تفكير كثير من الناس، فلم يكن من السهل عليهم التخلي عنها، وقبول دين التوحيد الذي دعاهم إليه الأنبياء والرسل.
(قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا...) (يونس/ 78).
(بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (٢٢) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (الزخرف/ 23).
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ) (المائدة/ 104).
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ) (البقرة/ 170).
(قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا) (الأعراف/ 70).
(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ..) (سبأ/ 43).
ولما كان جمود التفكير مضراً أكبر الضرر بالإنسان لأنّه يفقده الاستفادة من الخاصية الرئيسية التي خصه الله تعالى بها وميّزه بها عن الحيوان، مما يهبط به إلى مستوى الحيوان، بل إلى أدنى من مستوى الحيوان، فقد حرص القرآن حث الناس على التحرر من القيود التي تكبل تفكيرهم، وتعطل عقولهم. وقد وجه القرآن نقداً لاذعاً إلى المشركين الذين كانوا يقلدون آباءهم في أفكارهم وعقائدهم، ويلغون عقولهم، ويعطلون تفكيرهم، فيقومون برفض كلّ فكرة جديدة دون أن يحاولوا التفكير فيها تفكيراً متحرراً من قيود التقليد. وقد ذُكر في القرآن الكريم أيضاً دعوة القرآن للناس إلى السير في الأرض، وملاحظة ما في العالم من مخلوقات، وإلى التأمل والتفكير في الظواهر الكونية المختلفة. وليست هذه الدعوة إلا دعوة إلى تحرير التفكير من القيود التي تكبله، وحثه إلى الانطلاق في آفاق المعرفة والبحث العلمي.
وحرص القرآن أيضاً على دعوة الناس إلى التحرر من الأوهام والخرافات التي تعطل التفكير وتعوقه عن معرفة الحقيقة. فقد كان للعرب في الجاهلية بعض الخرافات التي تتعلق بنوع وعدد نسل الإبل والغنم. فإذا نسلت عدداً معيناً أو إذا نسلت إناثاً فقط، أو إذا نسلت ذكوراً وإناثاً معاً، فإنّهم كانوا بناء على ذلك يطلقون سراحها، أو يمتنعون عن شرب لبنها. وقد نهى القرآن عن الأخذ بهذه الخرافات.
(مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (المائدة/ 103).
ب) عدم كفاية البيانات:
ليس من المتيسر للإنسان أن يفكر تفكيراً سليماً في موضوع ما، دون أن تكون لديه البيانات الكافية والمعلومات الضرورية المتعلقة بالموضوع الذي يفكر فيه، ولا يستطيع أن يصل بتفكيره إلى نتيجة سليمة دون أن تتجمع لديه الأدلة والبراهين الكافية التي تؤيد صحة ما يصل إليه من نتيجة. ويختلف الناس في مدى اتباعهم القواعد المنطقية السليمة في تفكيرهم وفي مناقشاتهم وفيما يصدرون من آراء وأحكام. والعلماء والحكماء من الناس وأصحاب الفطنة السليمة يتحرجون أشد الحرج في إبداء الرأي أو إصدار الأحكام دون أن تكون لديهم الأدلة الواضحة البيّنة التي يستندون إليها فيما يصدرون من آراء وأحكام. غير أنّ كثيراً من الناس لا يتبعون القواعد المنطقية السليمة في تفكيرهم، فهم كثيراً ما يتعجلون في إبداء الرأي في الأمور دون أن تكون لديهم البيانات الكافية، وكثيراً ما يتعجلون في إصدار الأحكام دون أن تتجمع لديهم الأدلة الواضحة التي تؤيد صحة ما يصدرون من أحكام. وإنّ عدم توافر البيانات والمعلومات والأدلة الكافية من العوامل الهامة لكثير من أخطاء التفكير الشائعة بين الناس. وقد أشار القرآن إلى أهمية المعرفة بالموضوع في الوصول إلى الحقّ فيه، ونهانا عن الكلام وإبداء الرأي فيما ليس لنا به علم. كما نهانا عن اتباع ما نسمعه من أقوال وآراء دون أن يكون لدينا علم بها، ودون أن تتَّضح لنا الأدلة والبراهين على صحتها.
(وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا) (الإسراء/ 36).
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ) (الحج/ 3).
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ) (الحج/ 8).
(الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) (غافر/ 35).
(إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (غافر/ 56).
وعندما لا تتوافر للإنسان جميع البيانات الهامة المتعلقة بالموضوع الذي يفكر فيه، فإنّه قد يلجأ إلى الظن، وافتراض الحلول التي يحتمل أن تكون صحيحة أو خاطئة. وكثيراً ما يلجأ الإنسان إلى الظن في حكمه على الأشياء دون أن يكون على بينة من صحة ظنه، وقد يتبين له فيما بعد خطأ ظنه. ولذلك، فإنّ الظن ليس طريقاً سليماً للوصول إلى الحقيقة، بل لابدّ من أن يحاول الإنسان أن يمحص ظنه في ضوء بيانات وأدلة جديدة ليتأكد من صحته أو عدم صحته. فالظن هو عبارة عن افتراض يحتمل الصحة والخطأ.
(وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) (يونس/ 36).
(وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ) (الجاثية/ 32).
ولذلك فإنّه من الضروري ألا ينساق الإنسان في تفكيره وراء ظنونه، فكثيراً ما يكون الظن خاطئاً، وليس الظن طريقاً مأموناً للوصول إلى الحقيقة. وهذا هو معنى قوله تعالى في الآية التي ذكرناها سابقاً: (.. إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) (النجم/ 28).
ومن الضروري، لكي يفكر الإنسان في موضوع ما تفكيراً سليماً يؤدي به إلى معرفة الحقيقة، أن يقوم بجمع أكبر قدر من البيانات المتعلقة بهذا الموضوع عن طريق الملاحظة الدقيقة والبحث العلمي المنظم. وقد اهتم القرآن بحثّ الإنسان على الملاحظة والتفكير والبحث العلمي.
ج) التحيز الانفعالي والعاطفي:
تؤثر ميول الإنسان ودوافعه وانفعالاته وعواطفه في تفكيره وتجعله يقع في أخطاء التحيز. وقد بينت بعض الدراسات التجريبية الحديثة في علم النفس حدوث أخطاء في التفكير نتيجة التحيز الانفعالي والعاطفي. ففي إحدى هذه التجارب قدمت إلى مجموعة من الطلبة بعض البراهين القياسية، وطلب منهم أن يبيّنوا ما إذا كانت النتيجة تعتبر منطقية من المقدمتين المستخدمتين في القياس. وكان نصف هذه البراهين القياسية يتعلق بأمور الحياة العادية، ونصفها الآخر يتعلق بأمور من شأنها أن تثير الانفعال. وتبين من نتائج هذه التجربة أن جميع الطلبة وقعوا في عدد من الأخطاء في البراهين المثيرة للانفعال أكثر من عدد الأخطاء التي وقعوا فيها في البراهين الأخرى العادية غير المثيرة للانفعال. وتوضح نتائج هذه التجربة أنّ حالتنا الانفعالية والعاطفية تؤثر في تفكيرنا وتميل به إلى التحيز والوقوع في الخطأ فيما يصدره من أحكام.
وقد أشار القرآن إلى تأثير الهوى في الإنسان، وما يؤدي إليه من الانحرافات بتفكيره عن اتجاهه السليم، فيضل سبيله ويعجز عن التمييز بين الحقّ والباطل، وبين الخير والشر، وبين الهدى والضلال.
(فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ...) (القصص/ 50).
(يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّه...) (ص/ 26).
(.. فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا...) (النساء/ 135).
(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (الجاثية/ 23).
(إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى) (النجم/ 23).
(.. بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ...) (الرّوم/ 29).
إنّ اتباع الهوى، والتأثير بالميول النفسية، وبالحالة الانفعالية يميل بالإنسان إلى التحيّز في رأيه وفيما يصدره من أحكام. ويؤدي ذلك عادة إلى أخطاء التفكير. ولذلك، كان من الضروري للمفكر، لكي يهتدي إلى الحقيقة، أن يتحرر من تأثير ميوله والانفعالاته وتعصابته التي تكبل تفكيره وتعوقه عن الوصول إلى الحقيقة.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق