يقول الإمام عليّ (ع): "أحمل نفسك من أخيك عند صرمه على الصلة، وعند صدوده على اللطف والمقاربة، وعند جموده على البذل، وعند تباعده على الدنوّ، وعند شدّته على اللين، وعند جرمه على العذر حتى كأنّك له عبد وكأنّه ذو نعمة عليك، وإيّاك أن تضع ذلك في غير موضعه أو أن تفعله بغير أهله". وفي كلامه (ع) دلالة واضحة أنّ المعادلة التي ينبغي اعتمادها بين الأخوان هي مبادلة الإساءة بالإحسان بشكلٍ عامّ ودفع السيئة بالحسنة. لا تصادق عدوّه: يقول (ع): "لا تتخذنّ عدوّ صديقك صديقاً فتعادي صديقك". وعن عليّ (ع): "أصدقاؤك ثلاثة وأعداؤك ثلاثة: فأصدقاؤك: صديقك وصديق صديقك وعدوّ عدوّك، وأعداؤك: عدوّك وعدوّ صديقك وصديق عدوّك". والمراد هنا ليس العدوّ الشخصي الذي يعاديه الصديق لنزاعٍ في أمرٍ من أمور الدنيا وإنّما المراد به العدوّ في النهج والأخلاق الذي يعاديه في الدين والعقيدة. النصح له: يقول (ع): "وامحض أخاك النصيحة حسنة كانت أو قبيحة". عن أمير المؤمنين (ع): "إنّ أخاك حقّاً مَن غفر زلّتك وسدّ خلّتك وقبل عذرك وستر عورتك ونفى وجلك وحقّق أملك". فالأخ ينتظر من أخيه النصح والهداية وإنارة الطريق ومدّ يد العون ولا ينتظر الإدانة والاستنكار والشماتة ومجافاته عند أوّل زلّة. تحمّل الأذى: يقول (ع): "وتجرّع الغيظ فإنّي لم أرَ جرعة أحلى منها عاقبة ولا ألذّ مغبّة، ولِن لمن غالظك فإنّه يوشك أن يلين لك، وخذ على عدوّك بالفضل فإنّه أحلى الظفرين". فإنّ الأذى من شيم النفوس الضعيفة بينما تحمّل الأذى من شيم النفوس الكريمة. عدم القطيعة المطلقة: يقول (ع): "وإن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقيّة ترجع إليها إن بدا له ذلك يوماً ما". فإنّ الهجران من أسوأ ما يصيب الإنسان المسلم ويدحض أعماله، ففي وصيّة رسول الله (ص) لأبي ذر: يا أبا ذرّ إيّاك وهجران أخيك فإنّ الله لا يتقبّل عملاً مع الهجران، يا أبا ذرّ أنهاك عن الهجران فإن كنت فاعلاً فلا تهجره ثلاثة أيّام كملا، فمن مات فيها مهاجراً لأخيه كانت النار أولى به". كن عند حسن الظنّ بك: يقول (ع): "ومَن ظنّ بك خيراً فصدّق ظنّه". فإنّ عدم التصديق مدعاة للشكّ، والشكّ مدعاة للجفاء، والجفاء مقدّمة للقطيعة. عدم الاستخفاف بحقوقه لقربه: يقول (ع): "ولا تضيّعن حقّ أخيك اتكالاً على ما بينك وبينه فإنّه ليس لك بأخ مَن أضعت حقّه". بل ينبغي في مراعاة الحقوق الأقرب فالأقرب، فكلّما كان الأخ قريباً كلما وجب حقّه أكثر وبات تضييع حقّه أكثر عصياناً ونكراناً لحقوق الأخوّة. عدم التعامل بقسوة: يقول (ع): "ولا يكن أهلك أشقى الخلق بك". فالشقاوة تورّث النفور، وإنما الصفة التي ينبغي اعتمادها في التعاطي هي الرحمة والحرص على المؤمنين. آخ مَن يودّ مؤاخاتك: يقول (ع): "ولا ترغبن فيمن زهد فيك". وعن الإمام عليّ (ع): "زهدك في راغبٍ فيك نقصان حظّ، ورغبتك في زاهدٍ فيك ذلّ نفس".
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق