أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة، تخرجتُ من المعهد الهندسي ولم أعمل لأني كنت خائفة من العمل ثمّ بعد ذلك انخطبت وفسخت وهذا سبّب لي متاعب كثيرة ، كذلك أحبطتني مشاعر الناس وتصرفاتهم معي لذلك فقدت الثقة بكل مَن حولي.
إنني أشعر دوماً بأنّ كل شيء يجري عكس ما أُريد مع إني أُواظب على الدعاء، أنا في فراغ كبير أحاول الخروج منه لكن لا أستطيع. أرجوكم ساعدوني على أخرج من هذا كله وأن تكون لي بصمة في هذه الحياة.
الأخت الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
الحياة تتجدد في كل يوم، في كل صباح مع بزوغ الفجر وإشراقة الشمس لتعلمنا أن بعد كل ظلام ضياء وبعد كل ليل نهار، وأنّ لدينا في كل يوم فرصة للعيش والتغيير... فرصة لكي نطوي صفحات الماضي ونبدأ صفحة بيضاء جديدة ننقش فيها أثرنا الطيب.
فمهما كانت التجارب الماضية مُرّة، فما تحمله الأيام المقبلة من خير أكثر، وتجربة الزواج كأي تجربة حياتية يمكن لها أن تتلكّأ أو لا تنجح، وربّما كان الإنفصال في مرحلة الخطوبة أفضل بكثير من الحياة الصعبة بعد الزواج مع عدم التوافق، والذي ربّما ينجر إلى الطلاق بعدما يترك آثاراً ثقيلة على حياة كل من الزوجين.
لننظر إلى المستقبل بعين الأمل بالله تعالى التي وسعت رحمته كل شيء، ولنطلب منه العون، مع العزم والتصميم على أن نعيش حياتنا بجد ونشاط.
إذن لابدّ من العودة إلى الحياة الطبيعية، ولابدّ لنا من أن نصادق ما حولنا من طبيعة وناس لنألف بهم ويألفون بنا فلا نشعر بالوحدة أو الغربة.
لنبدأ صباحنا بجد ونشاط مع صلاة الصبح وقرآن الفجر (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) (الإسراء/ 78)، ثمّ لنمارس بعدها بعضاً من الرياضة وننطلق إلى العمل، فما أذهب الملل سوى العمل، ولو بالمشاركة في أعمال المنزل لمساعدة الأُم والإنشغال ببعض الأعمال اليدوية ومن ثمّ المشاركة في النشاطات الإجتماعية للمحلة، كالتعاون مع جمعية خيرية، والذهاب إلى المسجد لأداء الفروض فيها، وغير ذلك، وكلّه يوفِّر فرصاً للتعارف تسهل الحصول على العمل، وقد تسهل أيضاً فرصة الزواج المناسبة، بإذن الله.
إذن ابدئي بالسلام الحار على مَن حولك، إبتداءً بالوالدين، اللذين هما مفتاحان من مفاتيح الجنّة وبابان من أبواب الرحمة، ومن ثمّ الأخوة والأخوات، فالأقارب والأصدقاء وزيارتهم، واعملي من جانب آخر على العناية بنفسك بأخذ قسط وافٍ من النوم والراحة والرياضة والترفيه السالم وأنّ المطالعة المفيدة أنّه تُنمِّي ثقتك بشخصيتك حتى تنمو إستقلاليتها وإعتمادها على نفسها.
بقي أمر، وهو أنّكِ تستطيعين الإستفادة من بعض دورات التأهيل المجانية التي تقيمها الحكومة أو المؤسسات الثقافية، وهي أيضاً فرصة للحصول على العمل، كما يمكن إكتساب بعض الخبرات من الشبكة الإلكترونية.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق