• ٢٤ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الغُصنُ المُحمدي.. مقدمة الكتاب

أسرة

الغُصنُ المُحمدي.. مقدمة الكتاب


كتاب "الغُصنُ المُحمدي".. كتاب جديد صادر عن مؤسسة البلاغ وسوف يتم عرضه بالتدريج على شكل مقالات في هذا الباب.

مفاتيح الكتاب:

1- الأسوة الحسنة: قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (الأحزاب/ 21).   2- أشبهكم بي! قال رسول الله (ص): "ألا أخبركم بأشبهكم بي؟! قالوا: بلى يا رسول الله. قال (ص): أحسَنكم خُلقاً، وأليَنَكُم كَنفاً، وأبرّكم بقرابته، وأشدّكُم حُبّاً لإخوانه في دينه، وأصبَرَكُم على الحقِّ، وأكظمكم للغَيْظِ، وأحسنكم عَفواً، وأشدّكم من نفسه إنصافاً في الرضا والغَضَب"!   3- أحبّكم إلى الله المتأسِّي بنبيِّه! قال الإمام علي (ع): "فتأسّ بنبيِّك الأطيبِ الأطهر – صلّى الله عليه وآله – فإن فيه أسوة لمن تأسّى، وعزاء لِمَن تعزّى، وأحبُّ العباد إلى الله المُتأسِّي بنبيِّه، والمقتصّ لأثره".   4- الحبُّ العمليّ! قال الإمام جعفر الصادق (ع): "أفَحَسِبَ الرجل أن يقول: أحبُّ رسولَ الله، ثمّ لا يعملُ بسنّته"؟! ويقول: "إنِّي لأكرهُ للرّجل أن يموتَ وقد بقيت خَلّة من خلال رسول الله (ص) لم يأتِ بها"!   5- "كُن غُصناً في شجرة محمّد"!! وأوصى والد الشاعر (محمد إقبال) إبنه قائلاً: "يا ولدي! كُن غُصناً في شجرة محمّد"!   6- رسالة لكلّ أبناء الإسلام الطامحين للتأسِّي بالنبي محمّد (ص): يا بُنيّ!! كُن الغُصنَ الغضَّ فيها.. كُن الغُصنَ الوارِف.. كُن الغصنَ الحامل لبعض ثمارها الجنية.. زِدْ في كثافة الأغصان المادّة أذرعها خيمةً للّذين أرهقهم السّيرُ في رمضان الصحارى المُقفرة.. كُن الغُصنَ الحاكي عن انتمائه البارّ للشجرة المبرورة، روحاً فينانة وقلباً أخضراً! أي بُنيّ!! إنّنا مدعوّون للتأسِّي بالشجرة اليانعة المُثمرة الدائمة الخضرة، التي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربِّها.. بالشجرة كلِّها.. كلِّها.. فإن لم نكن – يا بُنيّ – وقد لا نكون، فلنكن غصناً فيها.. غُصناً يحملُ بعض قسمات الشجرة الأُمّ.. غُصناً ممرعاً.. لا أيَّ غُصن. غُصناً ينحني بقطوفه الدانية للمتضوِّرين جوعاً.. غُصناً يومئُ باعتزازٍ، لكل الأغصان الذابلة، الضامرة، المصفرّةِ هشيماً هنا.. وهناك.. أنِّ أنا فرعُ تلكم الشجرة النظرة التي لا تعرف الخريف!   7- أي بُنيّ! تأسَّ ما استطعت! يقول الربُّ الذي يُكلِّف نفساً إلا وُسعها: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا) (التغابن/ 16). ويقول: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) (الأنفال/ 60). ويقول: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا) (آل عمران/ 97). ويقول على لسان نبيِّه شعيب (ع): (إِنْ أُرِيدُ إِلا الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ) (هود/ 88). أي بُنيّ! تسلّخ إذاً بـ(لا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم)، لأنّه المُستعانُ في المُهمّات والشدائد، وفي جميع الأحوال.   8- وعن النبي الأسوة الحسنة (ص): "مَن حفظَ من أُمّتي أربعين حديثاً عن السُّنّة كنتُ له شفيعاً يومَ القيامة". أي بُنيّ! إليكَ الأربعينَ، فاعمل ما استطعتَ، ولا حول ولا قوّة إلا بالله.   9- عملية الإختزان! يقول الشهيد السيد محمد باقر الصدر: "في اللحظات التي تمرُّ على أي أحدٍ منّا، ويحسُّ بأنّ قلبه منفتحٌ لمحمدٍ (ص)، وأنّ عواطفه ومشاعره كلها متأجِّجة بنور رسالة هذا النبي العظيم (ص).. في تلكم اللحظات، يغتنمُ تلك الفرصة (الجلوة) ليختزن (النبي الأُسوة).. وسوف يفتح له هذا الاختزان آفاقاً في لحظات الضعف، فإذا بالبذرة التي اختزنها في لحظة الانفتاح المُطلق على أشرفِ رسالات السماء، تقولُ له في تلك اللّحظة: إيّاك من المعصية، إيّاك أن تنحرفَ قيدَ أنمُلةٍ عن خطِّ محمّد (ص)!!   10- الخطوة الأُولى في مسافة الألف ميل: أي بُنيّ! كُن يتيمةَ الدّهرِ.. ما استطعت(*)! سُئل (ابن عباس) عن قوله تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى)؟ قال: إنّما سُمِّيَ يتيماً لأنّه لم يكن له نظيرٌ على وجه الأرض من الأوّلين والآخرين! وقال الإمام الصادق (ع): "اليتيمُ الذي لا مَثَلَ له، ولذلك سُمِّيت الدرّةُ اليتيمةُ، لأنّه لا مَثَلَ لها"! وفي الأمثال العالميّة: "كُن واحداً (في المليون)، لا واحداً (من المليون)"!! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الهامش: (*) المُراد هنا من أن تكون يتيمة الدهر، أي أن تكون المُميّز بين أقرانك ولو بخصلةٍ حميدةٍ واحدةٍ يُشار إليك بها، أن يكون لك شيءٌ من خُلق القرآن، بعضٌ من خُلِق رسول الله (ص)!

ارسال التعليق

Top