• ٥ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٣ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

توعية الشباب المؤمن

عمار كاظم

توعية الشباب المؤمن

الشباب بمفهومه الكبير شريحة اجتماعية تتخندق بين مرحلتي الطفولة والشيخوخة أمّا فترتها الزمنية تمتد (15- 39) سنة، تمتاز بعلامات نضج بيولوجية ونفسية واجتماعية. وتعتبر شريحة الشباب عماد أساسي من أعمدة الشعوب وهم الثروة الثرية لها وأساس من أُسس نهضتها ومن هنا كان الاهتمام بهذه الطبقة وبقضاياهم بما يعنيه من معاني كثيرة أهمّها التطلّع إلى مستقبل الأُمّة، ويواجه الشباب أشكالاً من الصراعات والنزاعات التي تستهدفهم للاستفادة من قدراتهم ووجودهم، وإذا ما لم توجه هذه الطبقة توجيهات سليمة قد تصل بهم الظروف المحيطة إلى الانحراف أو الانزلاق في وحل منحنيات العنف الدائر في المجتمع.

الشباب المؤمنون قد خصهم الله عزّوجلّ بعظيم الأجر والثواب كما جاء على لسان رسوله الكريم (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) حيث يقول: «سبعة في ظل عرش الله عزّوجلّ يوم لا ظل إلّا ظله، إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عزّوجلّ»، ويقول (صلى الله عليه وآله وسلم): «ما من شاب يدع لله الدُّنيا ولهوها، وأهرم شبابه في طاعة الله إلّا أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صدّيقاً». ولطلب العلم أهميّة من قبل الشباب، حيث قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «لطالب العلم عزّ الدُّنيا وفوز الآخرة». وقال أيضاً (عليه السلام): «ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، إنّما الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك».

إنّ على الشباب أن يقرنوا علوم الدُّنيا بعلوم الآخرة وأن يهتموا بدينهم اهتمامهم بدنياهم ومستقبلهم الدُّنيوي بل ويزيد، وأن يخصصوا جزءاً من وقتهم لممارسة شعائرهم الدينية، وأن يفتشوا عن مجالاتها، وأن يتناولوا الجوانب المختلفة التي تخص دينهم وشعائرهم.

ومن القضايا المهمّة استغلال أوقات الفراغ في عمل مفيد لدينه ولدنياه، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا يزول قدم عبد يوم القيامة من بين يدي الله حتى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أفنيته، وجسدك فيما أبليته، ومالك من أين اكتسبته وأين وضعته، وحبّنا أهل البيت».. فلاستغلال أوقات الفراغ  لما لذلك من فوائد كثيرة، إذ أنّه يعني رفع العبء الذي يثقل كاهل الآباء والأُمّهات، كما نرى أنّ حصيلته تظهر في رفع مستوى البلاد، وبالتالي الاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي للأُمّة، والاستغناء عن الخبرات والواردات الأجنبية الذي يكبّلنا بمختلف القيود والشروط جراء استمراره في تأديتها لنا، رغم ما ندفعه من أموال وثروات مقابل ذلك، يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): «احتج إلى مَن شئت تكن أسيره، واستغن عمّن شئت تكن نظيره، وأفضل على مَن شئت تكن أميره».

ومن هنا لابدّ للشباب من أن يعمل في مسيرين: عمل يرتبط بالدُّنيا، وآخر يرتبط بالآخرة، وليس المقصود فصل عمل الدُّنيا عن الآخرة، ليطغى حبّ الدُّنيا وزخارفها على حياتهم أو أن يبيعوا الأجلة بالعاجلة، بل عليهم أن يعملوا لما يصلح عيشهم في الدُّنيا في الوقت الذي لا يفسد آخرتهم أيضاً.

ارسال التعليق

Top