• ٢٠ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

حاجة الطفل إلى المحبة.. أساسية

حاجة الطفل إلى المحبة.. أساسية
من حاجيات الطفل الأساسية الشعور بالمحبة.. وهي حاجة نفسية إنسانية تحقق الأمن والطمأنينة للطفل وتشبع غرائزه الذاتية التي فطّره الله – سبحانه – عليها. وحاجته إلى المحبّة لا تقل أهمية عن حاجته إلى الطعام، ولذلك نجد الإنسان عبر مراحل عمره يبحث عن بناء علاقات إنسانيّة توفر له هذه الحاجة ويشعر من خلالها أنّه محبوب. إنّ الشعور بالانتماء لدى الطفل منذ بداية إدراكه لا يتحقق إلّا بإبداء المحبة له، وتوفير جوّ من الإحساس بالأمن والطمأنينة داخل الأسرة كأوّل خلية إنسانيّة تحقق للطفل حق الانتماء. هل نحب أبناءنا؟ سؤال وجيه لو وجّهناه للآباء لكان الجواب الطبيعي.. نعم نحب أبناءنا، ولكن الأسئلة المهمة هي: 1-    هل تعبر لابنك عن محبتك؟ 2-    كيف تعبر لابنك عن محبتك؟ 3-    هل يعلم ابنك أنك تحبه؟ وهذه هي الأسئلة المهمة التي ينبغي التركيز عليها.   علِّم ابنك المحبة بمحبته: الطفل يكتسب المحبة من خلال العاطفة والدفء الأسري من حوله.. ومحبة الطفل تعلمه كيف يحب ويبني عاطفته، وتساهم في النمو العاطفي السليم للطفل. كما أن حرمان الطفل من عاطفة المحبة منذ صغره تؤدي إلى انعكاسات خطيرة على شخصيته تبدأ من الميل إلى الانحراف، أو التقوقع والانطواء على الذات، وقد تنتهي إلى موت الطفل، وهذا ما أكّده العلم كثيراً. إنّ الحرص على الرضاعة الطبيعية للطفل هو حرص ليس فقط من باب مزايا حليب الأُم، ولكن كذلك العاطفة القوية التي تنقلها الأُم وتعبر بها للطفل عن المحبة من خلال ضمه واحتضانه والاحتكاك به. وكلما تلقى الطفل المحبة من محيطه، تعلّم كيف يحب، وتظل استجابته تتنامى مع نموه. إنّ قوة الأب في قوة عاطفته وليست في قساوته.   خطوات لبناء المحبة لدى ابنك: 1-    عبِّر لابنك عن محبته: إنّ المحبة إحساس وشعور، وحقيقة هذا الإحساس تنبع من القدرة على نقلها لمن تحب... فلا يكفي أن يحب الوالد أبناءه، ولكن لابدّ أن يفصح لهم عن هذه المحبة وينقلها لهم عملياً من خلال التعبير اللفظي "أحبك ابني" أو من خلال التعبير غير المباشر من خلال المعانقة والمداعبة وإمساك اليد وتربيت الكتف واللمسة الحنونة والابتسامة الهادئة والنظر المباشر. ومهم جدّاً أن تصل محبة الوالد لابنه من خلال القناتين اللفظية والحركية. ويمكن تأكيد هذه المحبة من خلال عادات تكرسها داخل الأسرة؛ مثل قبلة الصباح، وقبلة المساء، والعودة من المدارس، والدعاء له بالتوفيق، وغيرها من الآداب التي يمكن ممارستها داخل الأسرة. من لا يعبر عن المحبة لا يحب. ولذلك حرص الإسلام – في توطيد العلاقات بين الناس – على أن يخبر الأخ أخاه بأنّه يحبه في الله. 2-    كن مصغياً جيِّداً لابنك: إنّ من أهم وسائل التعبير عن المحبة للطفل أن تبدي اهتمامك به وبكلامه فتعطيه فرصاً للكلام وتحسن الإصغاء له. إنّ فن الاستماع للطفل هو أهم قناة تنقل أواصر المحبة بين الوالد وابنه، وتعبر للطفل عن الاهتمام والانتباه له. إنّ الإصغاء للطفل يجعل الآباء قادرين على فهم أبنائهم في مراحل عمرهم، لا سيما عندما يصلون سن المراهقة. إذا استمع الوالدان للولد وهو صغير، يصغي الولد لهما عندما يكبر. 3-    أعط ابنك المحبة أكثر من الهدايا: الطفل يحتاج إلى حنان ومحبة والديه أكثر من حاجته إلى كثرة الهدايا والمشتريات، فالمحبة تزرع الطمأنينة وتوطد العلاقة وتزيل عنه هواجس الشعور بكراهيته. والمحبة التي تعوض الهدايا ويحتاجها الطفل هي تخصيص أوقات له، والتحدث معه، ومرافقته خارج البيت، ومشاركته اللعب أحياناً واستشارته في بعض قضايا الأسرة مثل: أين نخرج للنزهة غداً؟ وهذه هي الوسائل التي توطد العلاقات الأسرية وتشعره بالمحبة والانتماء. إن حاجة الطفل أن يُحب لا يمكن لأيّة هدية أن تعوضها 4-    ثق في ابنك تعبيراً عن محبته: كلما زادت ثقتك في ابنك وفي قدراته وأخلاقه ومبادئه، استشعر حقيقة محبتك له. كلما استشعر الطفل ثقتك به عمل على احترامها والظهور في مستوى هذه الثقة.. وتعلم المسؤولية والرقابة الذاتية. وكلما اظهر الوالد قلة ثقته بابنه، دفعه للاحتيال والخداع والظهور بصورتين، أو التظاهر بسلوكيات ترضي الوالد، لكنها لا تنبع من داخل الطفل.     ابنك الآن يحبك: 10 علامات لحبك 1-    إذا كنت مثله الأعلى. 2-    وصديقه الحميم. 3-    ويهمه رأيك في أعماله وسلوكه. 4-    ويفرح لقدومك ويحزن لغيابك. 5-    إذا ساءه ما يسيئك. 6-    وكان حرصه أن يكون دوماً بجانبك. 7-    إذا استشعر أنك تحبه أكثر. 8-    يسعد باللعب معك ومداعبتك. 9-    يحرص على أن يكلمك ويعطيك رأيه. 10-                        يفرح بعنايتك فاعرف أنّه يحبّك وليعرف أنّك تحبّه.   المصدر: كتاب الإبداع في تربية الأولاد

ارسال التعليق

Top