يا رب لقد خلقتني إنساناً منفتحاً على الناس بحسب طبيعته وحاجاته فلا غنى له عنهم كما قد لا يكون لهم غنى عنه فقد جعلت الحياة في خط التكامل بين خلقك فلا يملك أحد أن يحصل على كلِّ حاجاته بنفسه فلا بد له من الاستعانة بغيره وهذا ما يجعل الموقع الاجتماعي للإنسان قضية حيوية في حياته فإذا كان قريباً إلى الناس محبوباً منهم متواصلاً معهم موثوقاً منهم آمناً من عدوانهم واثقاً من نصرتهم سعيداً في عشرتهم حاصلاً على ولايتهم منفتحاً عليهم في مواقع انفتاحهم عليه كانت حياته متوازنة في أوضاعها منسجمة مع مآربها ومقاصدها منطلقة مع طموحاتها وتطلعاتها لأنّ النتيجة الطبيعية في مثل هذا المستوى من العلاقات الاجتماعية الإيجابية يفرض تعاون الآخرين معه على كلِّ أموره المرتبطة بهم بينما تمثل العلاقات السلبية مشكلة لكلِّ مواقع حركته في المجتمع لأنّ ابتعاد الناس عنه ومقاطعتهم له وإتهامهم له وعداوتهم له وسوء عشرتهم وبغيهم عليه وغير ذلك يؤدي إلى أن يعيش الانفصال عن الواقع الاجتماعي فيكون وحيداً منبوذاً من كلِّ الناس حوله فلا يملك تحريك أوضاعه في الإتجاه السليم. اللهم اني أسألك أن تجعلني الإنسان المنفتح على عبادك في خط انفتاحهم عليك حتى أملك من خلال ذلك القدرة على التحرك في ساحاتهم بحرية وراحة بحيث أكون الإنسان الذي يعمل على إنتاج المسؤولية في جهده من خلال مشاركة الآخرين له في جهودهم المتعاونه معه. اللهــم انك تملك مــن قلـــوب الناس مـــا لا أملك وتهيمن على أمورهم بما لا أستطيع فقد قلت لرسولك في محكم كتابك: (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم) (الأنفال/63) وجعلت ذلك منة عليه ونعمة عليهم فهل لي أن أطلب منك أن تفتح قلوبهم علي وتوجه جهودهم إلي وأن تمنحني القدرة والوعي والإرادة على أن أغير نفسي في هذا الإتجاه على الصورة التي تجعل من أفكاري وعواطفي ومشاعري وخطواتي العناصر الحية التي تؤدي بي إلى تحقيق ذلك في الأمور التي ترتبط بالخطة الواقعية التي تجذب الناس إلى الناس وتجمع بينهم على أساس العلاقات الجدية الحميمة المفتوحة على إنسانية الإنسان في حياته الاجتماعية لأنني يا رب لا أقف في موقف سلبي في مسؤولياتي في إصلاح نفسي في الأمور التي تنطلق تعقيداتها في صلتي بالناس من خلال نقاط الضعف لدي فلا أكتفي بمسألتك لأبتعد عن الحركة السائرة في خط التعبير الذاتي.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق