د. أحمد سلامة
تلعب نوعية الغذاء دوراً أساسياً في مستوى الخصوبة عند الرجال، وقد ثبت علمياً أنّ الرجال الذين يعتمدون في غذائهم على الأسماك والمأكولات البحرية والخضراوات الطازجة خاصة الطبيعية غير المعالجة (أورغانيك)، هم أكثر خصوبة من مستهلكي الوجبات السريعة واللحوم الحيوانية والداجنة.
وأشارت نتائج دراسات حديثة إلى أنّ رجال العصر أقل خصوبة من الأجيال السابقة.. أي آباؤهم وأجدادهم ممن عاشوا قبل 50 و80 سنة.. وكشفت مجلة (Sci- ence) أنّ الرجال قبل ثمانين عاماً كانوا أكثر خصوبة من الرجال قبل (50) عاماً وأن هؤلاء أكثر خصوبة من رجال اليوم (العام 2010). وأضافت أن تراجع الخصوبة يرجع إلى سببين هما:
1- نوع الغذاء.
2- الملوثات والأضرار البيئية.
أمّا بالنسبة إلى نوع الغذاء، فإنّ الإنسان صار يلوّث غذاءه بنفسه، وإنّ الحيوانات التي نعتمد إعتماداً كبيراً على لحومها، من أبقار وأغنام وطيور ودواجن، صارت أقل فائدة؛ لأنّها تتغذى على أعلاف تحتوي على كميات كبيرة من مادة (الديوكسين) الخطرة على الإنسان والمسببة للسرطان، إضافة إلى تأثيرها المنخفض في مستوى الخصوبة عند الرجال بشكل واضح.
هذه المادة تأتي إلى الأبقار والدواجن من خلال الأعلاف المضاف إليها ما يُعرف (بهورمونات النمو) التي تُسرِّع النمو وتزيد نسبة اللحوم عند الحيوانات التي تتغذى عليها. وأشارت المجلة إلى أنّ الأخطر أنّ الأبقار والدواجن صارت تتغذى على أعلاف مضاف إليها هورمون (M.B.A) الذي يزيد نسبة اللحوم فيها لكنه يسبب العقم عند البشر.. وكان مسؤولون صحيون إيرلنديون اكتشفوا وجود هذا الهورمون في المياه التي تشربها الأبقار والدواجن وتلك التي تروي مزارع إنتاج عشب الأعلاف الحيوانية.
إلى ذلك أضافت صحيفة (The Sun) أنّ الأبقار والدواجن في أوروبا تلتهم سنوياً ما يصل إلى (150) مليون طن من الأغذية المعالجة من النفايات خلال عمليات التدوير والتي تحقن أيضاً بالهورمونات. وثمّة مشكلة جديدة أوجدها مربو الأبقار والدواجن الذين صاروا يغذون حيواناتهم من بقايا ريش ومخلفات الدواجن التي يذبحونها بعد سحقها إضافة إلى مخلفات أمعاء الأبقار والخنازير التي تضاف إليها الحبوب والأعشاب الجافة، مما يشكل خطراً على صحة الإنسان وخصوبته. وليست الأطعمة التي يتغذى عليها الإنسان وحدها مسؤولة عن تراجع مستوى الخصوبة عند الرجال، بل إنّ الملوثات البيئية تلعب دوراً، بل وتسهم في تفاقم المشكلة خاصة مع إنتشار الرصاص في الهواء بفعل المصانع التي انتشرت قريباً من الأحياء السكينة والتي تلوّث البحار والأنهار بالرصاص.. كل ذلك إضافة إلى عوادم السيارات وصخب الحياة وعدم الإحساس بالأمان والإستقرار الوظيفي.
ارسال التعليق