(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ* أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ* الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (المؤمنون/ 1-11).
يحدّثنا القرآن الكريم في هذه الآيات المباركة عن المؤمنين كما يلي:
1- يصف المؤمنين بأنّهم خاشعون في صلاتهم، فالمؤمن يقف بين يدي الله في الصلاة بخضوع وتوجُّهٍ إليه، يدعوه ويعبده ويتقرب إليه، ويطلب منه العفو والمغفرة، وقلبه ونظره وأعضاء جسده ساكنةٌ خاضعةٌ لله سبحانه.
2- ومن صفات المؤمنين أنّهم إذا سمعوا الكلام الباطل الذي يتكلَّم به الكافرون والفاسقون كالشتم وغيره ابتعدوا عنهم، ولم يردُّوا عليهم وتركوهم في قولهم الباطل. لأنّ أخلاق المؤمن أخلاق عالية مترفعةٌ، فلا ينطق بالكلام السيئ، أو الكلام الذي لا مَعنى له ولا فائدة فيه.
3- ومن صفات المؤمنين أنّهم يُؤدّون الزكاةَ: وهي نسبةٌ من المال قد أوجبها الله على الأغنياء لتُعطى للفقراء، أو تُنفقَ في مشاريع الخير؛ كالمدارس، والمستشفيات، والمساكن، والمساجد، والمكتبات وغيرها، لكي لا يبقى أي أحدٍ في المجتمع الإسلامي فقيراً، أو محتاجاً إلى التعليم أو العلاج أو السكن. فالإسلام يريد أن ينقذ الناس من الفقر والجهل والمرض والحاجة.
4- ومن صفات المؤمنين – رجالاً ونساءً – أنّهم يحافظون على أنفسهم بالزواج الذي جعله الله حلالاً للناس. فلا يفعلون الحرام.
5- ومن صفات المؤمنين: أنّهم يوفون بالعهد إذا عاهدوا، ويؤدون الأمانة، ولا يخونونها.
فالمؤمن إذا عاهد، أو اتفق على فعل شيء، فإنّه يؤديه، ويلتزم به، وإذا ائتمنه أحدٌ أمانة؛ كالمال، أو السر، أو الوصية، أو اختاره الناس حاكماً لهم. فإنّ كلّ ذلك أمانة عندهُ؛ فهو يحافظ عليها، ويؤديها إلى أصحابها.
6- ومن صفات المؤمن: المحافظة على الصلاة. فهو يؤدِّيها في أوقاتها ولا يترك فريضة منها. فالصلاة علامة المؤمن، وهي التي تميزه عن الكافر، وتارك الصلاة والمستهين بها: يكرهه الله سبحانه، ورسوله، ويبرءان منه، ويكرهه المؤمنون ويقاطعونه. فلا يكلمونه، ولا يسلِّمون عليه، ولا يزورونه، ولا يُساعدونه.
7- إنّ هذه الصفات الحميدة إذا توفرت في أفراد المجتمع، يكون مجتمعاً إسلامياً، سعيداً، متقدّماً، بعيداً عن الفواحش والرذائل، يعيش الناس فيه بخير وأمان.
إنّ جزاء أولئك المؤمنين هو الجنة والسعادة في عالم الآخرة. كما يعيشون سعداء في الدنيا؛ إذا طبقوا قوانين الإسلام وأخلاقه وآدابه.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق