• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

ضرورة القراءة السريعة

ضرورة القراءة السريعة

◄لقد هاجمنا عصر الانفجار المعلوماتي ولا مفر منه فهل أنت مستعد أم لا؟ إنّنا في عصر انفجار معلوماتى لم يشهد التاريخ مثله حتى الآن، كم هائل من البيانات والتقارير والبحوث والكُتُب والمواقع والتفاصيل والأمثلة نشاهدها يومياً وإليك بعض هذه الحقائق عن المعلومات في عصرنا علماً بأنّ هذه الأرقام تعتبر قديمة نوعاً ما:

·          يصدر خمسون ألف كتاب سنوياً في الولايات المتحدة.

·          يصدر عشرة آلاف مجلة سنوية في الولايات المتحدة.

·          تصدر سبعة آلاف دراسة يومياً في أنحاء العالم.

·          صدر في الخمسين عاماً الماضية كمية من المعلومات تفوق ما صدر في الخمسة آلاف سنة الماضية.

·          كمية المعلومات اليوم تتضاعف كلّ خمس سنوات.

·          80%- 90% من المعلومات نحصل عليها عن طريق القراءة.

·          الخلاصة أنّنا في عصر انفجار معلوماتي ولا سبيل لمواكبة هذه الثورة إلّا بتطوير مهارتك في القراءة بشكل فعّال وسريع وذكي.

أنواع القراءة (أساليب القراءة) من حيث الأداء:

قبل أن نشرع بالكلام عن القراءة السريعة يجدر بنا أن نتعرّف على أنواع القراءة، وسوف نتكلم هنا عن أربعة أنواع من القراءة وهي:

1- القراءة التصفحية scanning: والهدف من هذا النوع أن تحصل على فكرة عامّة عن الموضوع أوالكتاب الذي تريد أن تقرأه فتبدأ بالنظر إلى فهرس الكتاب بشكل سريع ثم تنتقل إلى المقدمة وتقرؤها بشكل سريع ثم تنتقل إلى فصول الكتاب واحداً يلي الآخر وتقرأ أوّل سطر أو سطرين من كلّ فصل محاولاً معرفة الفكرة الرئيسية للفصل وبعدها تنتقل إلى الخاتمة وتلقي نظرة عليها، وبهذا تكون فكرة عامّة عما يتكلم عنه الكتاب.

2- القراءة الالتقاطية أو البحثية skimming: والهدف من هذا النوع هو العثور على معلومة معينة مثل أن تبحث عن معنى كلمة في معجم أو قاموس وفي هذا النوع أنت فقط تبحث ولا ترغب في قراءة شيء غير ما تبحث عنه.

3- القراءة الدراسة أو الفاحصة أو التحليلية study Reading: والهدف من هذا النوع هو دراسة ما تريد قراءته وتحليله وفهم دلالاته ومعانيه أحياناً بمقارنته بمعلومات أخرى في مكان آخر وهذا النوع من القراءة هو ما يستخدمه طلاب العلم أو الباحثون.

4- القراءة السريعة speed Reading: وهو موضوعنا هنا.

5- القراءة التصويرية photo Reading: وهي نوع من القراءة مكوّن من خمس خطوات تبدأ بقراءة تصفحية ثم وضع خريطة ذهنية ثم استرخاء ثم..... . طبقت هذ المهارة لكن لم أحصل على نتيجة.

مفاهيم خاطئة حول القراءة السريعة:

فيما يلي سوف أقدم بعض الأسئلة المقتبسة من توني بوزان والتي يجب عليك أن تجيب عليها بدون تأمل بمعنى أن تجيب مباشرة عندما تقذف أوّل إجابة إلى عقلك.

هناك هدفان من الاختبار التالي والذي يعدّ تمهيداً جميلاً لدخولك إلى علم القراءة السريعة.

·          الهدف الأوّل تحفيزك لمعرفة كنه هذا العلم.

·          الهدف الثاني تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عن علم القراءة السريعة.

قم بالإجابة عن الأسئلة التالية بصح أو خطأ ثم سجل النتيجة على ورقة خارجية:

·          من الممكن القراءة بسرعة تزيد على 1000 كلمة في الدقيقة.

·          لكي تفهم أكثر لابدّ من القراءة ببطء وعناية، فالقراءة كلمة كلمة تساعدك على الفهم.

·          لابدّ أن تفهم 100% مما تقرؤه ولابدّ من تذكر 100% مما تقرؤه.

·          عندما تشعر بأنّك لم تفهم شيئاً أثناء القراءة لابدّ من الرجوع له وفهمه قبل مواصلة القراءة.

·          يجب قراءة الكتاب صفحة صفحة بحيث لا يمكن قراءة صفحة رقمها 20 قبل صفحة رقمها 19 .

·          إنّ إسقاط الكلمات أثناء القراءة هي عادة الكسالى ويجب التوقف عنها.

·          الاعتقادات الداخلية لا تؤثر على فهمك وسرعة قراءتك.

·          عندما تصل إلى كلمة لم تفهمها يجب عليك فتح المعجم لمعرفة معناها قبل مواصلة القراءة .

·          إنّ أحد مخاطر القراءة السريعة هي تقليل مستوى الاستيعاب.

·          جميعنا يقرأ بالسرعات الطبيعية.

إليك بعض الحقائق العلمية قبل أن نناقش نتيجة الاختبار

الدور الذي تقوم به العين أثناء القراءة:

·          قبل أن تتعلم كيفية القراءة، يجب أن تعرف ما هو السبب وراء بطء قراءتك. في البداية يجب عليك معرفة شيء عن الدور الذي تقوم به عينك أثناء القراءة. تقوم العين بالتحرك باستمرار بحركات سريعة، ولكي ترى عينك شيئاً ما، فلابدّ لها من التوقف عن الحركة، وأن تركز على هذا الشيء للحظة قصيرة بهدف تكوين انطباع عنه، ويشبه هذا التقاط الكاميرا لصورة ما. ولقد تعلّمنا كيف نقرأ كلمة في وقت واحد، وهذا يعني أنّ المعدل سيصل إلى 240 كلمة في الدقيقة، يرجع ذلك إلى أنّ العين تستغرق ربع ثانية لكي تركز على شيء ما بالتالي، إذا قرأت كلمة واحدة في كلّ مرة كما تعلمت، فإنّك ستقرؤها كلّ ربع ثانية. وعن طريق إجراء حساب بسيط ستعرف أنّك ستقرأ أربع كلمات في الثانية أي 240 كلمة في الدقيقة.

نتيجة الاختبار:

الإجابة الأولى فقط هي الصحيحة أما باقي الإجابات فهي خاطئة، هذه الأسئلة تغطي مساحة كبيرة من سوء الفهم حول الموضوع القراءة السريعة فإذا كان لديك اعتقادات بصحّة أي من الافتراضات غير الافتراض الأوّل فإنّ هذا سوف يساهم في بطء القراءة لديك.

في دورة القراءة السريعة سوف نقوم بتصحيح هذه المفاهيم بعدة طرق:

·          الأسلوب المباشر لتصحيح المفهوم الخاطئ.

·          تصحيحها من خلال التدريب العملي.

·          بعد تطبيق برنامج اقرأ وقياس السرعة ثم تطبيق بعض تقنياته.

دعونا نستعرض بعض المفاهيم السابقة ونقوم بنقاشها:

·          من الممكن القراءة بسرعة تزيد على 1000 كلمة في الدقيقة: هذا افتراض صحيح حيث يمكن للإنسان القراءة بسرعة تتجاوز هذا الرقم بكثير وقد كان الرئيس الأمريكي كارتر يقرأ بسرعة 1200 ك/ د ( كلمة في الدقيقة ) بل يوجد مسابقات عالمية لقياس سرعة القراءة حقق فيها المتسابقون أرقاماً تصل إلى 3500 ك/ د مثل شون آدمز الذي قال "لقد ساعدني كتاب توني بوزان على مضاعفة سرعتي ثلاثة أضعاف" .

·          لكي تفهم أكثر لابدّ من القراءة ببطء وعناية: هذا من الافتراضات الخاطئة فالقراءة ببطء تقلل مستوي الاستيعاب فإذا كانت سرعة القراءة لديك 250 ك/د على سبيل المثال وعلمت أنّ سرعة لغة التفكير هي أكثر من 10000 ك/د فيمكنك أن تلاحظ الفارق بين السرعتين وهو ما يتيح للعقل أن يتشاغل بالتفكير بأمور لا علاقة لها بالقراءة مما يسبب الخمول وفقدان التركيز أثناء القراءة لكم لو ارتفعت سرعة القراءة لديك إلى أكثر من 1000 ك/د فإنّ العقل سوف يرتبط بتحليل ما تقرؤه بشكل جيِّد وهو ما يزيد من الاستيعاب.

·          القراءة كلمة كلمة تساعدك على الفهم: تستغرق عملية التقاط العين للأشياء ربع ثانية بمعنى أنّك لو كنت تقرأ كلمة كلمة سوف تستغرق قراءتك للكلمة ربع ثانية وهو ما يعني أنّك ستقرأ أربع كلمات في الثانية وهو ما يعني أنّك لن تتجاوز 240 ك/ د على أحسن الأحوال وهو ما يثبت أنّ القراءة كلمة كلمة تبطئ القراءة بشكل كبير. أما من حيث الاستيعاب فثبت علمياً أنّ العين تستطيع التقاط من أربع إلى ست كلمات في الومضة الواحدة - كلّ ربع ثانية - وهذه الجمل التي تلتقطها العين تسمى مساحة الفهم فكلّما عُودّت العين على التقاط مساحة فهم متكاملة – مجموعة من الكمات المترابطة - كلّما كان ذلك أقوى في الفهم وأسرع في التحليل والتركيز لقيام أعقل بالربط المباشر بين تلك الكلمات في الالتقاطة الواحدة.

·          عندما تصل إلى كلمة لم تفهمها يجب عليك فتح المعجم لمعرفة معناها قبل مواصلة القراءة: هذا افتراض مفيد فلابدّ من محاولة استنتاج المعنى من السياق وعدم الرجوع إلى المعاجم إلّا في الحالات القصوى فكلما تعوّدت استنتاج المعانى للكلمات الغامضة من السياق كلّما طورت آلة في عقلك لاستنتاج معاني الكلمات وهذا بالضبط مثل آلة العمليات الحسابية التي في عقولنا فكلّما قللنا الرجوع للآلة الحاسبة كلّما طوّرنا آلة العمليات الحسابية لدينا وكلّما أكثرنا الرجوع للآلة الحاسبة كلّما ضعف عملها.

·          لابدّ أن تفهم 100% مما تقرؤه، لابدّ من تذكر 100% مما تقرؤه، عندما تشعر بأنّك لم تفهم شيئاً أثناء القراءة لابدّ من الرجوع له وفهمه قبل مواصلة القراءة: هذه ثلاثة اعتقادات خاطئة يجب عليك أن تخلص عقلك منها لأنّها قد تقيد سرعة قراءتك وتنشئ عادات تسبب لك البطء في القراءة مثل عادة التراجعات أثناء القراءة، فعندما تتدرّب على عدم إعادة القراءة والثقة بما دخل إلى عقلك عن طريق عينيك، فإنّك في هذه الحالة ستساعد نفسك على التخلص من التراجع بسرعة. حيث أنّ العقل سيسترجع، ولن يقلق بشأن فقدان بعض الأشياء أثناء القراءة، فلقد قرأت بالفعل، وبالتالي من الممكن أن تتعلّم السرعة في القراءة بسهولة. إذا أدركت أنّك لم تفقد شيئاً فإنّ ذلك سيمكنك من الشروع في تدريب عينيك على النظر إلى الكلمات مرة واحدة فقط.

·          الاعتقادات الداخلية لا تؤثر على فهمك وسرعة قراءتك: افتراض غير صحيح فالاعتقادات الداخلية لها أكبر الأثر في سرعة أو بطء القراءة فمن يوحي إلى نفسه بأنّ مهارة القراءة السريعة محض خيال فإنّه لن يتعلّمها. ومَن يوحي إلى نفسه بأنّه يجب أن يتوقف ويتأمل كلّ كلمة لكي يفهمها فإنّه لن يتعلّم القراءة السريعة ومَن يوحي إلى نفسه بأنّه فقد المعاني السابقة التي قرأها ويجب عليه الرجوع فإنّ قراءته سوف تستمر بطيئة.►

 

المصدر: كتاب القراءة السريعة

ارسال التعليق

Top