يتّصف الطفل المضطرب سلوكياً وانفعالياً بالتنافس الشديد مع أقرانه، ويعبّر عن ذلك عبر الكلام أو الفعل، كما حين يكون الأفضل في نشاط معيّن أو في أداء مهمّة محدّدة، هذه المنافسة الشديدة تؤثّر تأثيراً كبيراً على مفهومه لذاته، خاصّة إذا كانت غير واقعيّة!
يوضح د. جزاء بن مرزوق المطيري (مستشار نفسي واسري) أنّ "آثار هذا السلوك تمتدّ إلى عدوانيّة تتمظهر خصوصاً في المدرسة، وغالباً عندما يُستثنى من نشاط معيّن، أو في حال الفشل فيه، ما يؤدي إلى الشعور بالإحباط وتتأثر علاقاته مع أفراد الأسرة والأصدقاء، وتنعكس سلباً على تحصيله الدراسي".
ويدعو إلى تدخّل الأهل الفعّال في هذا المجال، تلافياً لئلا يعيش الصغير بالألم الانفعالي والعزلة، وقد يتسرّب من المدرسة ويندمج في سلوكيّات ضد المجتمع!
ويقترف الطفل المضطرب سلوكياً وانفعالياً تصرّفات شاذّة، لا تتوافق والبيئة المحيطة به وبمجتمعه، كما أنّ توقّعاته لنفسه وللآخرين غير صحيحة!
تقويم الطفل العدواني:
متابعة سلوكيّات الطفل وتحديد تفاعله.
تعليمه المنافسة الإيجابيّة والمفيدة، سواء مع الذات أو مع الآخرين.
تجنّب إيجاد مواقف تحدٍ بين الأطفال وجعل التنافس بينهم إيجابياً.
التركيز على النجاح وليس على الفوز.
توضيح نتائج السلوك غير المرغوب.
الامتناع عن إغفال علاقات الإخوة مع بعضهم بعضاً، كما علاقة الإخوة مع الوالدين وعلاقتهم مع الآخرين.
استخدام العلاج الذي يسعى لمساعدة الطفل على نسج علاقات اجتماعيّة ذات معنى مع الآخرين، لتخليصه من العدوانيّة والانسحابية وغيرها من السلوكيات التي تحول دون تكيّفه مع نفسه والآخرين.
متى يحدث هذا الاضطراب؟
يحدث هذا الاضطراب السلوكي، غالباً، لدى بعض الأطفال عند التحاقه بالمدرسة، أو أثناء وجوده في البيئة المدرسيّة، ويمكن لهؤلاء أن يصبحوا أفضل أو أسوأ، وذلك حسب معاملتهم داخل الصف.
وللمعلِّم أثر بارز على التلميذ، في هذا المجال، من خلال التعزيز الذي يقدّمه له وعدد مرّات التفاعل وإيّاه ونوعه. وقد يتسبّب المربّي، في بعض الأحيان، في زيادة حدّة اضطراب الصغير، وذلك عندما لا يراعي الفروق الفرديّة للتلامذة، ما يؤدي إلى ظهور استجابات عدوانية محبطة نحو المعلّم أو البيئة الصفيّة والمدرسيّة.
ومن جهة ثانية، تلعب الأسرة دوراً كبيراً في ظهور الاضطرابات السلوكيّة والانفعاليّة بشكل عام، فالتفاعل السلبي بين الطفل وأسرته يعدّ من الأسباب الرئيسة المسؤولة. ومن بين الأمثلة على ذلك، انخفاض الحوار الإيجابي وارتفاع ذلك السلبي، مع وجود نماذج سيئة من قبل البالغين.
الغيرة بين الإخوة:
قد يظهر التنافس أو الغيرة بين الإخوة على شكل تسابق بينهم على جذب اهتمام ومشاعر الأهل، وفي الحالات الشديدة قد تصاحب هذه الغيرة عدوانيّة واضحة وأذى جسمي للأخ أو حقد نحوه والميل للتقليل من شأنه. وفي الحالات الأخف، قد يبدو هذا الأمر على شكل امتعاض شديد من مشاركة الأخ وافتقاد لاحترامه وفشل في التعامل معه بمودّة ومصداقيّة. وقد يكون هناك زيادة في السلوك المواجه أو المعارض للأهل، مع نوبات عصبيّة وسوء مزاج على شكل قلق وتعاسة أو انعزال اجتماعي.
أسباب مسؤولة:
ثمة مجموعة من العوامل المتداخلة والمعقّدة والمسؤولة عن الاضطرابات النفسيّة لدى الأطفال والمراهقين، أبرزها:
· تعرّض الطفل إلى المعاملة القاسية في أثناء التنشئة، سواء كانت معنويّة أو جسديّة، والنتيجة: فقد الثقة بالنفس والشعور بالرعب والخجل والخوف من الاتصال الاجتماعي.
· الغيرة التي يشعر بها الطفل نتيجة المعاملة التي يعاملها الكبار له، والتي تعتمد على المقارنات والإهمال عند الانشغال بطفل آخر، أو بالضيوف والأقرباء.
· المشكلات العائليّة التي تجعل الطفل حائراً بين الوالدين من ناحية، والجهة التي يؤيدها من ناحية أخرى.
· الاهتمام المتطرّف بالطفل والدلال الذي يؤدي إلى الاتّكالية ويفقد الاعتماد على النفس.
· استعمال الكبار وسيلة الكذب أو الغش والخداع مع الآخرين، بحيث يتعلّم الطفل من ذلك المصدر الذي يعدّه قدوة له.
· التهديد والوعيد الذي يحدث بين الوالدين، بترك البيت أو الانفصال أو الطلاق، وسواها من المظاهر التي تهدّد اطمئنان الطفل وتسلبه راحته!
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق