• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

عيد الأضحى.. موسم الفرح والشُّكر لله تعالى

عمار كاظم

عيد الأضحى.. موسم الفرح والشُّكر لله تعالى

العيد من المناسبات الروحية والعبادية التي يستشعر فيها المؤمن مدى انتمائه إلى مدرسة توحيد الله وطاعته، والدخول في زمن العزّة والكرامة، بعد تأدية الشعائر والطقوس العبادية التي تهذّب المشاعر، وتزكو بالأنفُس.. عيد الأضحى المبارك هو الفرحة الكبرى في أنّنا ننتمي إلى الإسلام الأصيل، بكلّ ما يزخر من مفاهيم وقواعد وخطوط عقيدية وفكرية وتشريعية ترمي إلى تحقيق الاستقرار في ذواتنا، والطمأنينة في نفوسنا، والوعي في عقولنا.. العيد هو تجديد العهد والوفاء لأنبياء الله ورسله وسيرتهم، فيما جاهدوا وصبروا وأعطوا للناس من عزيمتهم وعلمهم وسلوكهم؛ إنّه إعلان الولاء لله تعالى وحده.

كي نشعر بفرحة العيد، علينا تنقية قلوبنا، وفتح مداركنا على الحقّ، لنتعرف أين نحن من توحيد الله وطاعته، وأين نحن من العودة الطوعية المخلصة إليه، والتي تفترض إنساناً مؤمناً بحقّ، يسعى إلى تكريس لغة الحوار والتواصل، وتأكيد روح التضامن والتكافل في المجتمع، إنساناً لا يعرف غير مشاعر الرحمة والمحبّة، ويتحرّك بين الناس بكلّ ما يصلحهم وينفعهم ويغنيهم.. العيد هو أن تعود أيّامك ولياليك، وأنت لم تعصِ الله في شيء، وهكذا ينبغي أن تكون أعيادنا، والتي هي مواسم فرح، باعتبار أنّها مرتبطة بفترات عبادية زمانية كشهر رمضان، ومكانية كالحجّ، وقد تكون غير ذلك، كالأعياد الباقية، كيوم الجمعة ونحو ذلك، وهي أيّام فرح وسرور، ولكنّه الفرح والسرور الذي يرتبط برضا الله تعالى، ولا يرتبط بما يكون إلى زوال من متاع الدُّنيا وزخارفها، وبعيداً من تحصيل رضا الله. وسُمِّي العيد عيداً من العود والتجدّد، أي ما يعود بعد ذهابه، فكأنّ الأيّام تروح وتجيء، وبالتالي فهي تعود.

فلا يكفي أن يقوم المسلمون ببعض الطقوس والممارسات العبادية، ويحتفلوا بالعيد بعيداً من النظر في عمق ما يعنيه من تأكيد التضامن بين أفراد الأُمّة، والشعور المشترك بينهم، والإحساس بقضاياهم، والعمل سويّاً على معالجتها. المسألة ليست احتفالية هنا أو هناك.. المسألة ماذا يستفيد المسلمون جميعاً من مناسباتهم الروحية، لجهة إثبات حضورهم في ميدان الحياة، هذا الحضور الذي يبرز عمق تمسّكهم بأخلاقياتهم الرسالية التي تترجم أقوالاً وأفعالاً تنسجم حقيقة مع أصل التوحيد، ومع كلّ ما يدعو إليه الإسلام في عقيدته وشريعته.

أن نعيش معاني العيد، أن ننفتح على كلّ المفاهيم والتعاليم التي أوصى بها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الأطهار، ففي ذلك انفتاح على الإسلام ككلّ، عندها تشعر بحقيقة العيد تتخطّى كلّ الفوارق والحواجز، أن ينعكس العيد إحياءً لكلّ المشاعر الطيِّبة والخيّرة التي تعمل وتبني بهدي الإسلام ورسالته على كلّ الصُّعد، عندها تتحقّق أهداف العيد بهجةً عملية في أرجاء الواقع وفي كلّ مساحات الحياة.. العيد مناسبة ليحيا المجتمع كلّ معاني الشُّكر لله والتقرُّب منه، ومن تجلّيات ذلك، أن يتواصل الإنسان مع أرحامه والناس من حوله، ليكون المجتمع مجتمعاً متراحماً متشاركاً في الهموم والآمال، مجتمع الإيمان العامر بالنفوس والعقول، فالعيد محطّة روحية وتربوية وأخلاقية هامّة، تعمل على جعل المجتمع كياناً وعائلة واحدة، يحارب كلّ مشاعر البغضاء والأحقاد، ويزرع مكانها مشاعر الألفة والمحبّة والعطاء.

ارسال التعليق

Top