• ١٨ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٩ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

كيف تتعامل مع الأغبياء؟

ترجمة: جمال خطاب

كيف تتعامل مع الأغبياء؟
  ◄الحمقى والمغفلون موجودون، لشديد الأسف ولسوء الحظ، في كلِّ مكان وزمان، نقابلهم في محلات البقالة، وربما يأتونك في مكتبك، نراهم في المدرسة، أو في عائلاتنا الكبيرة – وهذا أسوأ ما يكون – ولكن هذا لا يعني أن نسمح لهم بالدخول لنا وإحباطنا بسبب فشلهم الذريع وعدم قدرتهم الهائلة على أن يكونوا بشراً عقلانيين "مثلنا".

لا يمكنك تجاهلهم دائماً، ولكن يمكنك العثور على طرق فعّالة للتعامل معهم، كيف؟

 

1- قم بتخفيض سقف التوقعات:

هذه مهمة صعبة، ولكنها مهمة جدّاً، فمن أهم الأسباب التي تشعرك بالإحباط باستمرار كمّ الغباء الموجود في هذا العالم؛ لأنك تتوقع من الجميع أن يكونوا في مثل ذكائك، أو ذكاء أصدقائك المقربين، أو الناس الذين تحترمهم أكثر من غيرهم.. لكن، كما يقول المثل: "العالم يتسع لجميع أنواع البشر"، ومن بينهم الأغبياء بالطبع! وذكِّر نفسك بأنّ الفرد "العادي" لن يلبي توقعاتك العالية بكيفية التفكير والتصرف، ولذلك ينبغي خفض توقعاتك منه.

إذا كنت تتوقع الأسوأ، إذا كنت لا تتوقع من الناس أن يكونوا جادين ومحترمين دائماً، فستكون مفاجأة سارة عندما يكونون كذلك – محترمين وجادين – وعندها لن تصاب بالإحباط وبخيبة الأمل عندما يكونون كما توقعت.

 

2- لابدّ أن تفهم أنهم ربما لم تتح لهم مزايا أتيحت لك، وراثياً أو بيئياً:

الذكاء يتحدد إلى حد كبير من خلال الوراثة، ولكن الفرص يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في "الذكاء"، واحدة من الأسباب التي قد تكون سبباً في ذكائك أنك تأتي من بيت يظلله الحب، وحصلت أو تحصل على تعليم جيِّد، وأنك لم تتم الحاجة إليك في رعاية أفراد الأسرة، والعمل بدوام جزئي إلى جانب الدراسة، أو تحمل مسؤوليات أخرى أضاعت فرصتك وأضاعت وقتك كي تصبح ذكياً.

عندما يحبطك شخص غبي، فقط اسأل نفسك إذا كان الشخص قد أخذ فرصة كاملة كما أخذت. (وهناك احتمالات، وسترى أنّ هذا ليس هو الحال).

الذكاء لا يتحدد بالتعليم أو بالعائلة أو بالثروة أو بالحب، ومع ذلك، فإنّ تطوير المهارات والمعرفة يمكن أن تتأثر بتجارب وفرص المرء في الحياة.

تذكرك بأنّ كلّ شخص حالة خاصة سوف يجعلك أقل شعوراً بالإحباط، لأنك سوف تتوقف باستمرار وتسأل نفسك لماذا لا يتصرف هذا الشخص مثلما أتصرف؟

حتى لو كنت ذكياً بالوراثة، فهذا لا يعني تميزاً لك على سائر الخلق، فطِوال القامة ليسوا هم الذين أطالوا قاماتهم.. الغباء محبط ولكن يجب ألا يجعلك تشعر لا بالشفقة على الغبي، ولا الغضب منه، ولا بالاضطرار للتعامل معه بطريقة أو بأخرى.

 

3- عليك أن تفهم أنك لن تكون قادراً على تغيير عقولهم:

هذه نقطة مهمة أخرى عليك أن تفهمها قبل أن تتورط مع الأغبياء، فقد تعتقد أنّ هذا السبب قد يؤدي إلى الفوز في كلِّ مرة، وهذا الشخص غبي سوف يسير بعيداً عن التفكير السليم.

إذا كنت تدرك أنّه في حين قد يكون لديك آراء صالحة جدّاً ومعقولة، فلن تكون قادراً على إقناع شخص غبي بوجهة نظرك بسهولة جدّاً، وبعد ذلك سوف تتوقف عن المحاولة، وإذا قررت التوقف عن محاولة لجعل الشخص الغبي يرى وجهة نظرك؛ فإنك سوف تكون أقل احتمالاً للحصول على الإحباط من ذلك بكثير.

تذكر أنّ هدفك هو ألا تجعل الشخص الغبي يتفق معك؛ إنما لجعل نفسك تتمتع بالهدوء والعقلانية في التعامل معه أو معها.

 

4- لا تحكم على الأسماك من خلال قدرتها على تسلق الأشجار:

كما قال "ألبرت أينشتاين" ذات مرة: "الجميع عباقرة، ولكنك إذا حكمت على السمكة من خلال قدرتها على تسلق شجرة، فإنك ستعيش حياتك كلّها تعتقد أنها غبية"، وهذا يعني أنّه يجب النظر في حقيقة أنّ الشخص الذي نتعامل معه ليس غبياً بحقّ، على الرغم من أنّه أو أنّها قد تكون غبية في مجال أو اثنين كنت تتوقع منه أو منها الذكاء، فزميلتك التي لا تستطيع جمع 7 + 9 قد تكون شاعرة رائعة؛ الشخص الذي لا يستطيع أن يفهم تعليماتك البسيطة قد يكون موسيقياً عبقرياً.

توقف عن الاعتقاد بأنّ هناك طريقة واحدة فقط لتحديد الذكاء والغباء، وسوف تبدأ في رؤية أنّ الناس قادرون أكثر مما كنت تعتقد.

فكروا: إذا كان المرء إما أن يكون ذكياً أو غبياً فقط في واحدة من المهارات أو الخيارات، فسيعتقد الكثيرون أنك لست ذكياً على الإطلاق، وهذا لا يمكن أن يكون صحيحاً، أليس كذلك؟

 

5- حاول أن تنظر من زاويتهم:

طريقة أخرى لتغيير نهجك تجاه الأغبياء هي أن تنظر للقضايا من خلال وجهات نظرهم، بالتأكيد، قد تعتقد أنّ هناك طريقة واحدة فقط لعرض السيطرة على السلاح، ولكن قبل أن تنطلق في طريقك، تأكد أنّ لديك فهماً معقولاً للحجة التي يتدثر بها الجانب الآخر، وتحاول أن ترى أنّ الحقيقة قد تكون هناك في الجانب الآخر من القصة.

انظر أيضاً، لترَ من أين أتى الشخص، فهذا يمكن أن يساعدك على فهم رأيه في هذا العالم، إذا كان قد نشأ وترعرع في منطقة محافظة جدّاً في حين أنك ترعرعت في منطقة منفتحة جدّاً مثل "بيركلي"، فلن ترى تقارباً فضلاً عن التطابق في كلّ القضايا.

 

6- سلح نفسك بالمعرفة:

فالمعرفة هي القوة وخصوصاً عندما تتعامل مع الذين ليست لديهم معرفة، وإذا كنت ترغب في التعامل مع الأغبياء فلابدّ من استخدام أفضل ما لديك من قدرات، ثمّ عليك تقديم الحقائق بشكل مباشر.

اقرأ بقدر ما تستطيع، واستمع إلى الإذاعات التي تقدم معلومات، وشاهد واقرأ الأخبار، وتأكد أنّ لديك فهماً راسخاً لأي مفهوم قبل البدء في أي جدل حوله، كلما زادت حصيلتك من الحقائق والإحصاءات، ونقاط الحوار التي تعرفها؛ كان من الأسهل عليك أن تفهم الغبي.

وعلى الرغم من أنّ هدفك يجب ألا يكون بالضرورة إثبات أنك على حقِّ عندما تتحدث لشخص غبي، فإنّه كما رآك جاهزاً لمنازلته؛ ابتعد عنك.

 

7- اقتلهم بلطفك:

إذا كان الشخص غبياً بشكل استثنائي، فاحتمال أن تكون لطيفاً معه قد لا يخطر لك على بال، ولكن هذا هو بالضبط ما يجب أن تمارسه، كن لطيفاً معه بقدر الإمكان، فهذا السلوك سوف يؤدي إلى نزع سلاحه وربما يتركه مرتبكاً مشوشاً، ولذلك كن لطيفاً، لأنك إذا كنت وقحاً، بخيلاً، أو.. فإنّ ذلك سوف يشجع الشخص على مواصلة ممارسة غبائه، بقدر الإمكان، فقط اكظم غيظك وكن لطيفاً، لا يهم كم يؤلمك، لأنّ إزعاج هذا الغبي سوف يقل كثيراً.

وتذكر أنّه من الأسهل كثيراً أن نكون لطافاً ومتعاونين من أن نكون وقحين وسيئين، فكونك سيئاً يؤذيك أنت أكثر من غيرك ويرفع من مستويات التوتر لديك، وأنت تسدي لجسمك ولعقلك معروفاً بأن تكون لطيفاً ورقيقاً بقدر ما تستطيع.►

 

المصدر: http://www.wikihow.com/Deal-With-Dump-People

 

المصدر: مجلة المجتمع/ العدد 2072 لسنة 2014م

ارسال التعليق

Top