الزواج مشروع حياة قائم على الشراكة التي أول أسسها احترام حقوق الآخرين. على أي حال فإن السنوات الثلاث التي سبقت الزواج لم تكن موفقة كثيراً في التعارف الايجابي، وإنما مرّت في جو من العاطفة الحميمة التي تغض من بصر الانسان عن الكثير مما حوله، ولا تهتمي كثيراً بما مضى لأن ما فات مات، والمهم الحاضر والمستقبل.
الزواج حياة مشتركة ولكن لا يعني هذا إلغاء الحياة الخاصة لكل طرف، كما لا يعني ذلك أيضاً التطابق في كل شيء، لأن الاختلاف موجود حتى بين الشقيقين التوأمين، فكيف بسائر الناس.
إذن تقبلي أولاً أن زوجك يختلف عنك، كثيراً أو قليلاً، وأن أهله وأقاربه يختلفون عما كنت تتصورين أو تحلمين، ولكن تقبلي أيضاً أنه ليس من حقك وبالضرورة أن يكون الآخرون كما تشتهين فحياتهم وليدة ظروف كثيرة ولا يمكن أن يتغيروا بسهولة.
وتقبلي حقيقة أن زوجك لا يستطيع التخلي عنهم، فهم أقاربه ولا يعني ذلك بحال أنه يتخلى عنك، فعلاقته بك ليست بديلة عن كل ملاقاته وليس مطلوباً من الزوج أن يلبي كل رغبات زوجه، سواء كانت تلك مشروعة، أو غير مشروعة، إذ من الممكن أنه غير مؤهل للتغيير، ويحتاج إلى وقت وظروف مناسبة لذلك.
إذن تقبلي أسوأ الحالات أن زوجك على حاله، فإما تعيشين معه وإما تنفصلي، فإذا كان من السوء بمكان لا يتحمل بحيث يؤثر سلباً عن حياتك وأطفالك فهذا أمر آخ، أما إذا كانت لديه أحياناً نزوات شيطانية أو أنه يزل في المناسبات، فهو وإن كان ذلك أمراً سيئاً ولكن يجب أن لا يؤثر على علاقتك به، فتلك قضية، وأخطاؤه الأخرى قضية أخرى تعالج تدريجياً وحسب الامكان.
ولما كنت تقولين بأنك لم تر من زوجك خطأ فإن شدتك وغلظتك على أهله وأوضاعهم يوتر أعصابه ويحمله ما لا يطيق فهو ليس مسؤولاً عنهم، كما إنك لست مسؤولة كذلك عنهم ولا تملكين الحق بفرض واقع آخر عليهم، فلا تعرضي علاقتك للخطر بسبب أوضاع آخرين واشتراكه في مجالسهم وإن كان إثماً ولكن تهديد حياتك الزوجية وسوء حالته النفسية أكثر سوءاً، فتراجعي عن ملامته ومحاسبته وتواصلي معه واملئي حياته بحياتك وستحدينه ينسحب تدريجياً من حياة الآخرين ليجد في بيتك جنته الموعودة، وفي الحديث: ((ثلثا الحلم التغافل)) فتغافلي واكسبيه بحلمك ولا تخسريه بغضبك. ولا تهتمي كثيراً لما يقوله الآخرون عن أقارب زوجك ولا تشعري بالعار لخطأ غيرك وعيشي حياتك أنت ولا تخسريها بسبب انشغالك بالآخرين.
جربي أسلوب الرفق وافتحي صفحة جديدة مع زوجك الطيب وستجدينه أفضل مما تتصورين وستعود لحياتكم العائلية جمالها ورونقها الخلاب بإذن الله.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق