لماذا يفشل الشاب الطموح الذي يكمل تعليمه، وينال أعلى الشهادات الجامعية، في الزواج بالفتاة التي يحبها إذا كانت حبيبة القلب تنتمي إلى عائلة من طبقة اجتماعية أعلى من الطبقة التي ينتمي إليها "العريس" المتعلم، بالرغم من أنه يعمل في وظيفة محترمة تضمن له ولحبيبته حياة كريمة؟ هل مازال "الحسب والنسب" واسم العائلة، أو القبيلة، أهمّ من المستوى العلمي الرفيع والشهادات الجامعية، والحالة المادية الجيِّدة التي يتميّز بها عريس هذه الأيام؟ وهل ينطبق ذلك على العرسان العرب تحديداً، أم أنها ظاهرة عالمية أيضاً؟ هي ظاهرة عالمية بالفعل، كما أكد الباحثون في جامعة "كورنيل"، وهي من أرقى الجامعات الأمريكية، بعد دراسة اجتماعية ثبت من خلالها أنّ النساء والرجال من أبناء العائلات الفقيرة والمتوسطة الذين يدخلون الجامعة، وينجحون في نيل أعلى الشهادات العلمية، قد يجدون أنفسهم في النهاية "محاصرين" بين اعتبارات اجتماعية متناقضة، لم يحسبوا لها حساباً، فهم من ناحية، لا يقبلون الارتباط بشريك أقلّ منهم في المستوى العلمي والأكاديمي، ويكتشفون من ناحية أخرى أنهم غير قادرين على الزواج بمن ينتمون إلى عائلات ثرية عريقة النسب ترفض مصاهرة من هم دونها من أبناء وبنات الطبقات المتوسطة والدنيا في المجتمع، سواءً كان عربياً أو.. أمريكياً! وقالت الباحثة المسؤولة عن هذه الدراسة "النادرة" في مجالها، على المستوى الاجتماعي في أمريكا والمجتمعات الغربية عموماً، إنّ النتائج أظهرت أنّ الاعتبارات الاجتماعية والثقافية لاتزال لها الكلمة الفصل في قرارات قبول أو رفض العريس الذي يتقدم لطلب يد "بنت الناس" التي يحبها وتحبه، أو رفض العروس التي يحبها "ابن الحسب والنسب" إذا كانت من عائلة تنتمي إلى طبقة اجتماعية أقلّ، فللزواج شروط أكثر تعقيداً من مشاعر الحب ورغبات "الحبايب"، فهو مشروع معقّد يقوم على مصالح، وثروات، وأملاك، ووجاهة اجتماعية، لابدّ من أخذها كلها في الاعتبار، لكن من الطبيعي قبول عريس ينتمي إلى طبقة اجتماعية راقية، وخرّيج جامعي في الوقت نفسه. من ناحية أخرى، فإنّ العريس الجامعي الفقير "مرفوض بشدّة"، لأن مكانة العائلة وثرواتها يجب أن تنتقل إلى العريس بالميراث، أما العروس الفقيرة فهي تستطيع أن تحمل اسم العائلة الكريمة فقط. ولكن من دون المال والأملاك.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق