• ٢٧ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الإسلام وفلسفة العلم

د. أحمد عروة

الإسلام وفلسفة العلم
   - فلسفة المعرفة في أبعادها النظرية: إنّ النظرة الإسلامية للعلم تجعل العلم صفة إدراكية وعملية يتميز بها الإنسان بما خوله الله من عقل ومن مسؤولية: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاءَ كُلَّهَا...) (البقرة/ 31)، (عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق/ 5)، وتمتد مجالات المعرفة كما سنشرحه من بعد إلى المعرفة الكامنة اللاشعورية التي توجد في الكائن الحي والمعرفة العقلانية المكتسبة بالحواس والبحث والتحليل والمعرفة الغيبية المكتسبة عن طريق الوحي النبوي. وإذا كان الناس يشتركون مع بعض التفاضل والتفاوت في المعرفة الفطرية والعقلية، فإنّهم يختلفون في تصديق تعاليم الوحي. والنظرة الإسلامية للعلم لا تنكر الحقيقة العلمية التي يتوصل إليها العقل الإنساني بالمشاهدة والتحليل والاستكشاف، ولو كان مكتشفها لا يؤمن بالدين، كما نجد ذلك في الاستدلال القرآني (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا...) (الأنبياء/ 30). ولكن الإسلام يجعل الحقيقة المشهودة تدخل في حقيقة أكبر وأوسع هي حقيقة وجود الخالق المدبر لهذا العالم والمقدر لقوانينه ووظائفه. قد يكتشف العقل البشري من القوانين الكونية والسنن الطبيعية الثابتة التي تخضع لها الكائنات؛ ولكنه لا يصل إلى الكليات ولا ينفذ إلى الغايات مهما اتسعت وتعمقت معرفته للتفاصيل والجزئيات سواء في الأجرام الكبيرة والصغيرة في العالم المشهود. أما من جهة العقل البشري في حكمه على الغيبيات فإن دوره ينطبق على ظاهر الأشياء لا على الحقيقة المطلقة. ولما كان للعقل رأي في تلك الغيبيات انطلاقاً من تأويل أو تحليل الكلاميين والمفسرين والفلاسفة ولكن هذا التصحيح أو هذا التكذيب لا يحيط بحقيقة الكون كما هو، ولا بحقيقة الحياة في أصولها ومصيرها. إنّ المفسر الذي يتدبر آيات القرآن ينطلق من المعطيات النقلية والعلمية التي ورثها من السابقين، ويستعين باجتهاداته ومعلوماته الخاصة، وهكذا نجد المفسرين الأوائل يستشهدون بالنظريات وحتى بالخرافات التي يجدونها عند المصريين والبابليين واليونانيين. كما أنّ المفسرين في العصر الحديث قد يستعملون الرصيد العلمي والنظري الحديث الذي هو قابل للتطور والتغير. والملاحظ هنا أنّ العلم مهما بلغ من التقدم والاتساع والإنجاز التكنولوجي لا يصل إلا لحقائق محدودة ونسبية هي دائماً في تجدد وتصحيح قد يسوغ الاعتماد عليها في حدود المحسوسات والمعقولات والتطبيقات العملية، ولكنها تفقد من دقتها وصلاحيتها لما تحاول التقرب من الحقائق الكبرى، وحينذاك تنتقل من الموضوعية إلى الاستقراء والتخمين حيث تنتكس معالمها وتختلط مسالكها. ولعل أبرز مثال نضربه عن قصور النظريات العلمية نلقاه في نظريتين فلكيتين لم تتغلب إحداهما على الأخرى. تعتقد الأولى أنّ العالم له بداية من الزمان، وأنّه يتسع في المكان منذ نشأته الأولى، وقد يستدل بعض المدافعين عن وجود الخالق بإثبات هذه النظرية. وتعتقد الثانية أنّ العالم أزلي الوجود ليس له بداية ولا نهاية، وقد يستدل بها بعض المنكرين لوجود الخالق. والحقيقة أنّه لا يوجد أي تناقض بين النظريتين إلا في ذهن الإنسان، وأنّ الاستدلال بالنظرية لا يؤدي إلى الحكم القاطع. وحتى إذا افترضنا إثبات أي من النظريتين فذلك لا يؤثر في الاعتقاد بحقيقة الله. فإذا قلنا أنّ للعالم بداية في الزمان، فذلك معناه أنّ الله خلقه من العدم في زمن ما. وإذا قلنا إنّ العالم قديم فذلك معناه أن صفة الخلق صفة أزلية لا تنفصل عن صفات الله. هذا إذا افترضنا أن عقل الإنسان قد يتصور ما معنى الزمان والعالم والأزلية والخلق (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ) (البقرة/ 255). إنّ الجدل والمجادلة في هذا النوع من المسائل يجر العقل إلى اقتفاء ما ليس في متناوله لا حسياً ولا علمياً سواء ذلك في جزئيات العالم المشهود أو في حقائق العالم الغيبي. إن نظرتنا البسيطة لنجوم السماء سواء كان ذلك عن طريق البصر أو عن طريق الآلات والحسابات تعطينا عن الكون صوراً مختلطة في الزمان والمكان ليس لها أي صحة في البرهة التي نشاهدها فيها، وأقرب نجم يلوح لنا في السماء – ما عدا الشمس – ترجع رؤيته إلى ما كان عليه قبل أربعة سنين، وتبتعد رؤيا النجوم الأخرى إلى آلف وملايين السنين فكيف يتصور العقل حقيقة العالم وما وراء العالم سواء في كلياته الكبرى أو في جزئياته الصغرى. إنّ وحدة العلم لا تنفصل عن وحدة الخلق ووحدانية الخالق، كما لا تنفصل فيها معطيات العقل وأنباء الوحي، وكما لا تنفصل المادة والروح في الكائن الحي. وفي هذا المعنى الموحد والمتكامل تتضح وظيفة العلم على مستوى الإنسان وطبقاً لغاياته الوجودية والتكليفية في المحاور الآتية: 1- استكشاف العالم الطبيعي بما في ذلك الإنسان في كيفياته وقوانينه التي يسير علسها. ولهذا الاستكشاف بُعدان: بُعدٌ يؤكد الصلة بين الخالق والمخلوق، وهو التدبر في آيات الكون والاعتبار بما فيها من قدرة وحكمة وهيمنة إلهية. وتتحول هذه المشاهدة إلى عبادة بالفكر والقول والجوارح: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران/ 191). وبعد عملي وهو التعرف بأحوال الطبيعية وقوانينها وثرواتها وطاقاتها لاستخدامها في صالح الحياة الدنيا وتسخيرها للإنسان. 2- استكشاف المقاصد والغايات في وجود العالم وبروز الإنسان في الأرض، وهذا الاستكشاف لا يستغني عن ثلاثة عناصر مترابطة ومتكاملة: - عنصر فطري كامن في غريزة الإنسان التكوينية والنفسانية. - عنصر عقلاني يستعمل به الإنسان منهجيات التحليل والاستنباط والبحث والتجربة لاكتشاف العلاقات التي توجد بينه وبين الكون. - عنصر روحي يسلك طريق الوحي النبوي ليرشد إلى المقاصد الأولى والنهايات الأخيرة التي لا يصل إليها العقل المجرد. 3- استكشاف المناهج والمقاييس العملية ليكون السلوك الأخلاقي مطابقاً للمقاصد والأهداف الوجودية، وذلك العلم هو الحكمة أو فلسفة الأخلاق ويشتمل على المرافق التالية: - التمييز بين ما هو موافق للأهداف الوجودية وما هو مخالف لها. - وضع القوانين والنظم على مستوى سلوك الإنسان الفردي والجماعي. - التقيد بالمقاييس الأخلاقية. لا يمكن في النظرة الدينية للعلم أن يكون هنالك أي تناقض بين تعاليم الدين الأساسية ومكتسبات العلم العقلاني لأن كلاهما يضيء جزءاً من الحقيقة، وتلتقي الأضواء في ضمير المؤمن، كما تلتقي الألوان السبعة في الطيف الشمسي. ولا يظهر التناقض بين معطيات العلوم الطبيعية والعلوم الدينية إلا في حالتين سلبيتين: حالة يخطىء فيها رجل العلم جهلاً منه لحقيقة الدين، وحالة يخطىء فيها رجل الدين جهلاً منه لحقيقة العلم، وذلك ما ابتلي به فكر الإنسان عبر تاريخه الحضاري بما في ذلك تاريخ الأمة الإسلامية. أما الإسلام في أصوله العقيدية فيجمع بين منهجين لا ينفصلان وحدتهما الأساسية، منهج العقل ومنهج الوحي، وكل منهما يرتكز على الآخر لتتكون منهما وحدة العلم كما نراها في الآية (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (فاطر/ 28)، وكما تعبر عنها الآية التي تصل بين علم الكائنات والإيمان بالله الحق: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ...) (فصلت/ 53). إنّ التعارض الذي كثيراً ما يظهر في ذهن الإنسان بين المنهج العقلاني والمنهج الإيماني ناتج عن نظرة متباعدة لحقيقة واحدة، لأنّ النور الإلهامي الذي يضيء ضمير الإنسان بنور الإيمان هو النور نفسه الذي يضيء ذلك العقل بنور المعرفة، ولأنّ الإيمان بالغيب لا ينقص مما وصل إليه الإنسان في استكشافه لآيات الكون، وإنما يضيف إليه تكملة تعرفه بحكمة وجوده في الزمان والمكان. ولا فرق هنالك بين نظام الفلك الكبير وبين الجزئيات الدقيقة التي يكتشفها في الكائنات. إنّ التعمق والوسع في معرفة الخلق يدعو إلى التواضع أكثر مما يدعو إلى الاستكبار. وإذا كان الإنسان قد يصل بعقله إلى استكشاف الطاقات الكونية الهائلة واستخدامها، فإنّه يقصر على استقصاء الكليات والغايات (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) (الروم/ 7).   - فلسفة العلم في أبعاده العملية: إنّ الإسلام لا ينكر الواقع البشري، ولا ينطق عن الهوى، وإنما يعطي لذلك الواقع بُعْدَيْنِ متتابعين مترابطين: بعد الحياة الأرضية وبعد الحياة الأخروية كما يعطي للعلم بُعْدَيْنِ متكاملين: بُعد عقلاني يكتشف به الإنسان سنن الخلق في نفسه وفي الكائنات التي تحيط به. وبُعدٌ روحي يصله بالإرادة الخالقة والمدبرة للكون. والنظرة الدينية للوجود لا تكتمل إلا بلقاء متداخل ومتكامل بين ثلاثة عناصر من المعرفة: - عنصر الفطرة التي يكمن في القوة الحسية اللاشعورية الكامنة في كل المخلوقات الحية. - عنصر العقل الذي يتميز به الإنسان، والذي يكمن في القوة الشعورية الإدراكية والإبداعية التي يكتسبها الإنسان نقلاً وتجربة واستكشافاً وتحليلاً. - عنصر الوحي الذي يكمن في ظاهرة النبوة، والذي ينبىء بالحقائق الغيبية والغايات الوجودية، ويضع المقاييس العملية لبلوغ تلك الأهداف. تلتقي هذه العناصر ليكتمل بها الإنسان في أبعاده الخلقية ووظائفه الوجودية. أمّا الفطرة فهي: استعداد نشئي في النوع البشري يهيئه للقيام بوظيفته الحياتي التي تتحقق في دوافع المعاش والأمن والتناسل وتعمير الأرض، وبوظيفته الوجودية التي يتطلع فيها إلى أسرار خلقه ومقاصد وجوده وتلبية خالقه. وأما العقل فهو: الوسيلة الواعية التي يستعملها الإنسان في خدمة الفطرة ليرفعها إلى مستوى المسؤولية والتكليف، إدراكاً للكون واستخداماً لما فيه من طاقات واستقصاء لأسراره ومقاصده. وأما الوحي فهو: المكمل لتطلعات الفطرة يضعها في منهاجها الوجودي وفي أبعادها الحياتية والأخلاقية والدينية، ويمتد دوره إلى أنباء الغيب، وهي وجود الله ووحدانيته واليوم الآخر، وإلى العبادات التي تصل الإنسان بالخالق، وإلى المقاييس الأخلاقية في السلوك والمعاملات طبقاً للوظيفة التي خلق من أجلها. ويتم الانسجام بين العناصر الثلاثة بالهداية التي هي نور إلهي يتفتح له (القلب) حيث تجتمع وتتألف القوة الاستعدادية والقوة الاستقبالية (نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ...) (النور/ 35). كيف تكتمل النظرة الدينية لواقع الإنسان؟ هذا ما نلخصه في الملاحظات التالية: 1- في الميدان العملي تنطلق النظرة الإسلامية من مبدأ الاستخلاف في الأرض، وهو تكليف الإنسان بوظيفة (الاستعمار) (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) (هود/ 61)، بما يقتضيه ذلك من جهود حياتية وإصلاح في الأرض وعدالة بين الناس وإحسان في المعاملات. ويرتبط الميدان الحياتي بالميدان المصيري، حيث أنّ الحياة الدنيا تعتبر كمرحلة وجودية يستعد فيها الإنسان نفسياً وأخلاقياً وروحياً إلى الحياة الأبدية. ويفترض ذلك الاستعداد أنواعاً من الجهود والابتلاءات منها ما هو تابع لوظيفة الاستخلاف وهي الجهود لإخضاع الطاقات الطبيعية ضمان العيش وإبقاء النسل البشري، ومنها ما هو تابع لداعي الارتقاء الروحي والأخلاقي بما في ذلك من جهاد واجتهاد للتغلب على الدوافع الشهوانية والإغراءات السلبية وللإرتقاء في الأبعاد الفاضلة الأخلاقية والروحية. 2- الأخلاق الإسلامية مبنية أصلاً على التكامل والتوازن بين القاعدة المادية الحياتية التي تتمثل في المرافق المعاشية والاقتصادية والاجتماعية، وهي كل ما تعنيه الخلافة الأرضية، وبين التزكية الروحية التي تصل الإنسان بخالقه. ويحصل هذا التوازن بهيمنة الأخلاق والأهداف الدينية على الحاجات الحياتية والترفيهية. فإذا كان النظام الاقتصادي والاجتماعي هو الأساس الذي يضمن وجود الإنسان في الأرض، فإنّ الدين هو الحكم الأخير الذي يوجه تصرفات الإنسان الفردية والجماعية. وهذه الهيمنة لا تعني إهمالاً لضرورات الاقتصاد ومتطلبات الحياة الحضارية، وإنما تعني أن يخضعها لأهدافه ومقاصده ومقاييسه. كما أنّ هذه الهيمنة لا تعني أنّ الدين يتدخل في تفاصيل التدبير و التسيير ألتي هي من صلاحية العقل المدرك والمبدع، وإنما يتدخل لضمان مقاييسه الأخلاقية حتى لا يكون الاقتصاد دولة بين الأقوياء وسبباً في استغلال الناس واستضعافهم واستعبادهم. لذلك نجد المقاييس الأخلاقية تبتعد عن المنهج الرأسمالي الربوي والإقطاعي كما تبتعد عن المنهج الشيوعي الذي لا يعترف بالملكية أصلاً، وتقترب من نظام وسط يحترم حرية العمل والكسب مع تحديد الشروط النظامية والقانونية التي تربطه بالمصلحة العامة وتلزمه بالعدالة والتضامن وعدم الإساءة. 3- الوحدة العقيدية تجعل أن كل فرد يتحمل المسؤولية المشتركة وأنّه يجازي أو يعاقب عليها حسب ما نوى وما عمل مرضاة الله. مسؤولية مشتركة لا تنفصل فيها العبادات والمعاملات كما يظهر ذلك في الأصول العقيدية وفي التشريعات. إنّ الإسلام يأمر بالعدل والإحسان وعمل الخير والإصلاح، وينهى عن المنكر والظلم والفساد. يحارب البخل الذي يكدس المال ولا ينفقه في سبيل الله، ويوصي بالرحمة والتعاضد والإحسان: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) (الليل/ 5-10). والإسلام يحارب الظلم والاستغلال والاستبداد والتمييز بين الفئات والأجناس: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات/ 13). الإسلام يدعو إلى تزكية الإنسان في أبعاده الذاتية والنفسية والعقلية والأخلاقية والروحية، ويسعى به إلى السعادة والكرامة، ويدعو إلى مجتمع قوي باقتصاده وبعلمه وبأخلاقه الاجتماعية والروحية. 4- في تعرضه لمعرفة نظام الكون وتنظيم أمور الدنيا يرتكز الدين على العقل والتجربة والبحث والمعاينة والتحليل والاستنباط. أمّا معرفة الكون في مكوناته وطبائعه وتطوراته وحركاته فتجمع بين ثلاثة أهداف متتالية: 1- معرفة الأشياء تلبية لدافع استطلاعي يتميز به عقل الإنسان في تطلعه الفطري لمعرفة العالم الذي يحيط به. 2- معرفة الأشياء تلبية لدافع مصلحي تخضع فيه المعرفة إلى مطامح الإنسان المعاشية والأمنية والترفيهية والجمالية. 3- معرفة الأشياء تلبية لدافع إلهامي يدعو الإنسان إلى الاتصال بالحكمة التي تسير الكون.   المصدر: كتاب العلم والدين.. مناهج ومفاهيم

ارسال التعليق

Top