• ٤ أيار/مايو ٢٠٢٤ | ٢٥ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

ضرورة التوعية الإسلامية

اسرة

ضرورة التوعية الإسلامية

◄إنّ نشر الوعي الإسلامي واجب كفائي. فلابدّ أن يتحقق هذا الوعي، ويتمكن من عقول عدد من أبناء الإسلام بحيث تسدّ بهم الحاجة.. وإلّا فجميع المسلمين مسؤولون.

ودرجة الوعي، ومستوى نضوجه المطلوب الذي تسد به الحاجة، إنما يتوقف، ويتحدد، بناءً على معرفة أمور منها:

* طبيعة المنهج الإسلامي بالنسبة إلى سائر المناهج الجاهلية السائدة.

* دور الأُمّة الإسلامية القيادي بالنسبة إلى سائر الأُمّم.

* الظروف السائدة في العالم الإسلامي، وسائر بلدان العالم.

* واقع المرحلة التي يعيشها المسلمون في الوقت الحاضر بالنسبة إلى ماضيهم من جهة، ومستقبلهم من جهة أخرى.

إنّ المستوى الفكري الإسلامي لدى المثقفين بالثقافة الغربية بخاصّة!! وسائر أبناء المسلمين بعامّة منخفض إلى درجة فظيعة.. وإنّ أغلب وسائل الإعلام والتوجيه الإسلامي غير ميسرة.. بل متعذرة في أغلب البلدان الإسلامية!! وإلى الله المشتكى..

إنّ نشر الوعي الإسلامي رسالة كلّ مسلم ومسلمة.

فما هو واقع الوعي الإسلامي في حياة الأُمّة..؟

وما هو مستوى الوعي الإسلامي الضروري..؟

وكيف السبيل إلى نشر الوعي الإسلامي..؟

 

- واقع الوعي الإسلامي:

إنّ الشبهات العقائدية، والأمراض السلوكية المستوطنة في بلاد المسلمين اليوم، ما كانت لتستقر لولا انخفاض وعي الأُمّة..

فالعبودية أو الطاعة لغير الله تعالى - مثلاً - أوّل كابوس حطمته السواعد الإسلامية الواعية التي حملت راية "لا إله إلّا الله".. فلو بقيت الأُمّة واعية لما انتشرت المبادىء المادّية، ولما اتخذ الناس بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله الواحد القهار.

وإنّ رفض المناهج الجاهلية، وتحكيم شريعة الله تعالى - مثلاً آخر - هو الهدف والغاية المشتركة لجميع الأنبياء والرُّسل.. وهو المعركة الحاسمة الظافرة التي قادها رسول الله (ص).. فلو بقيت الأُمّة واعية لما استقر نظام في بلاد المسلمين يحكم بغير ما أنزل الله تعالى..

وإنّ ممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - مثلاً أيضاً - ضمان أكيد لتقام الفرائض، وتؤمن المذاهب، وتحلّ المكاسب، وتمنع المظالم، وتعمر الأرض، وينتصف المظلوم من الظالم.. فلو بقيت الأُمّة واعية لما تفشى في جميع جوانب حياتها ألوان من الظلم والبؤس والفساد.. وأنماط من الفكر والضلال والإلحاد..

صحيح أنّ بعض الناس تعلّموا أنّ "رسم العصفور" حرام!! ولكن كم منهم يعي مدى جريمة "رسم حدود آمنة لإسرائيل" في قلب البلاد الإسلامية!!

وصحيح أنّ بعض الناس تعلّموا أنّ "الجلوس في الطرقات" حرام!! ولكن كم منهم يعي جريمة "الجلوس في أروقة الأُمّم المتحدة" التي فيها صودرت حقوقنا.. وشُرد أبناؤنا.. وانتهكت مقدساتنا!! ولا نزال نحتكم إليها!!

وهكذا.. وهكذا..

 

- مستوى الوعي الضروري:

إنّ الحد الأدنى لمستوى الوعي العقائدي الضروري هو أن يدرك كلّ مسلم ومسلمة استحالة التعايش السلمي بين منهج الله في الحياة، والذي تؤمن به الأُمّة.. وبين المناهج الجاهلية السائدة.

فأمّا أن يعيش المسلمون عباداً لله تعالى، أحراراً في دينهم، متساوين أمام شرع الله.. وما أن يعيشوا عبيداً لبَشَر يتجبر عليهم ويطغى ويقول لهم أنا ربّكم الأعلى.. بصورة سافرة: كما في الدكتاتوريات الحزبية والفردية، أو بصورة مقنّعة: ما في الديمقراطيات الرأسمالية..

ولابدّ لهذا الوعي العقائدي أن ينبثق عنه فكر إسلامي يمكن بواسطته التمييز بين الحلال والحرام.. والمعروف والمنكر.. والحقّ والباطل.. والعدل والظلم.. وعلى أساس تمييز الأفعال نستطيع تشخيص الرجال: "اعرف الحقّ تعرف أهله".

ولابدّ لهذا الفكر أن ينشيء لدى المسلم مشاعر رسالية، بالنسبة لكلّ عمل، وبالنسبة لكلّ شخص، فالمسلم الواعي يرغب في التقوى ويحبّ المتقين.. ويطلب العلم ويجالس العلماء.. ويسعى للخير ويحبّ المحسنين.. وهو كذلك، يقاوم الفحشاء ويكره الفاسقين.. ويتقزز من الجشع والاحتكار ويمقت الجشعين والمحتكرين.. ويثور على الظلم ويبرأ من الظالمين:

(إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) (الممتحنة/ 4).

 

يا أُمّة محمد (ص):

أنّنا نهيب بعلمائنا الواعين أن يقودوا حملة بيان حقائق الإسلام وحلوله العملية لمشاكل البشرية.. ويبرهنوا علمياً وعملياً للناس أنّ المستقبل لمنهج الإسلام.. وإنّ النصر لأُمّة محمّد (ص): مساهمة منهم في نشر الوعي الإسلامي.

وإنّ على مفكرينا أن يندفعوا لشرح المفاهيم والأفكار الإسلامية، وبيان زيف الفكر الجاهلي المنهار، وتهافت المبادىء الدخيلة.. مساهمة منهم في نشر الوعي الإسلامي.

وإنّ على أدبائنا أن يصوّروا، في نتاجهم المقروء والمسموع والمرئي، واقع حياة الأُمّة.. ويعرضوا مشاكل المسلمين في بلدانهم.. مساهمة في نشر الوعي الإسلامي.

وإنّ على الموسرين المسلمين أن يوفّروا المال ويبذلوه في سبيل الله تعالى.. في كلّ مجالات التعاون على البرّ والإحسان.. مساهمة منهم في نشر الوعي الإسلامي.

وإنّ على طلائع طلابنا البواسل أن تتظافر جهودهم لتجسيد طموحات أُمّتنا وآمالها.. وشرح التحدّيات التي تواجهها.. مساهمة منهم في نشر الوعي الإسلامي.

وإنّ على سائر أفراد الأُمّة أن يندفعوا بكلّ حرص وحماس نحو تفهّم واستيعاب الإسلام العظيم.. والعمل على تكثيف وتنسيق كلّ الجهود الخيّرة من أجل نشر الوعي الإسلامي.

(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (التوبة/ 105).►

ارسال التعليق

Top